أخبار الساعة » الاقتصادية » عربية ودولية

"المافيا" تحكم قبضتها على شركة أمريكية وتنهب أموال المساهمين

- دبي – حازم علي

منذ عدة أيام تعالت هتافات المتظاهرين في "وول ستريت" المطالبة بإقصاء "المجرمين" عن مجالس إدارة الشركات الأمريكية الكبرى. هذه المطالب لاقت استهزاءً من قبل نخبة رجال الأعمال وكبار المدراء، لكن اعتقال أحد زعماء المافيا بتهمة الاستيلاء على شركة مدرجة أثبت أن الفساد ينخر مفاصل العديد من الشركات، وأن التعاطي مع مطالب المتظاهرين يجب أن يكون جديا.

فقد بيّنت تحقيقات مكتب التحقيقات الفيدرالي (أف بي آي) أن رجالا مرتبطين بالمافيا قاموا بالخفاء بإدارة مجموعة "فيرست بلس" المالية والاستيلاء عليها عبر ابتزاز كبار مسؤوليها، ومن ثم تحويلها إلى الإفلاس بعد نهب أكبر قدر من الأموال.

أبرز المتهمين كان نيكوديرمو سكارفو، الذي ينتمي إلى عائلة لوكيزي الشهيرة بإدارة عمليات كبيرة من الجريمة المنظمة. وقد اعتقل سكارفو في منزله إضافة إلى 12 شخصا آخرين اتهموا بالاستيلاء غير القانوني على شركة مطروحة للتداول العام والابتزاز. وقال محامي الادعاء بول فيشمان "إن المتهمين قدموا مفهوما جديدا للاستيلاء على الشركات".

وأكد العميل الخاص في مكتب التحقيقات الفدرالي مايكل وارد، في تصريحات لصحيفة نشرتها صحيفة "وول ستريت جورنال"، أن "ممارسة الأنشطة الإجرامية بدأت في الأزقة الخلفية لمكاتب أعضاء مجلس الإدارة، وتشمل التهديدات الجسدية والترهيب لكسب النفوذ ونهب الشركات المربحة".

ولم يكن سكارفو المتهم الوحيد المرتبط بعصابات المافيا، بل انضم إليه سلفاتوري بيلولو، المنتمي لعصابة "لاكوزا نوسترا"، وفيتوريو أموزو، الزعيم السابق لعائلة لاكوزي.

ووفقا للوائح الاتهام، استخدم هؤلاء الرجال التهديدات الجسدية والمالية للسيطرة على "فيرست بلس" لتحقيق مكاسب خاصة. وقام سكارفو وبيلولو بإقالة أعضاء من مجلس إدارة الشركة وتعيين أشخاص مقربين منهما، وذلك بعد تعيينهما لمحاميهما الخاص وليام ماكسويل كمستشار خاص للشركة الذي سخّر نفوذه لتحويل ملايين الدولارات إلى زعمائه.

وكشركة مساهمة عامة، كان مفروضا من "فيرست بلس" تقديم تقارير مالية إلى لجنة الأوراق المالية والبورصات، لكن مجلس الإدارة قدم أرقاما مضللة عبر حذف بعض البنود، الأمر الذي أبقى المستثمرين بعيدين عن معرفة طبيعة الشركة وإدارتها.

وضمن دلائل الاتهام، وردت محادثة مسجلة بين سكارفو وبيلولو، توضح كيف أن رجال المافيا يمارسون الابتزاز سواء بإداراتهم للشركات أو للعمليات الإجرامية. ففي 5 ديسمبر/كانون الأول 2007 اتصل بيللولو بسكارفو ليخبره أن "الشخصية 4" التي ترمز إلى مدير تنفيذي سابق في "فيرست بلس" كان قد قدم معلومات تفيد بأنهما يستخدمان الابتزاز للسيطرة على الشركة، قد توفي فجأة. وقال بيلولو إن "الجرذ الذي يعرف كل شيء أصبح ميتا".

وبالإضافة إلى المكالمة المسجلة تضمنت لائحة الاتهام معلومات عن الحياة المترفة لكل من سكارفو وبيلولو، فالأول يملك يختا قيمته 850 ألف دولار وقصرا فاخرا، أما الثاني فكان يقود سيارة "بنتلي" ويشتري مجوهرات غالية الثمن لزوجته. في المقابل، خسر مساهمو "فيرست بلس" ما لا يقل عن 12 مليون دولار نتيجة لنشاطهما الإجرامي في الشركة.

وحذر محامي الادعاء بول فيشمان من تغلغل المنظمات الإجرامية في الشركات المدرجة خلال هذه الأوقات الاقتصادية، حيث تتطلع الشركات للحصول على سيولة تصب في جيوب العصابات التي تستولي على إدارتها". وأوضح أن "المساهمين يستحقون مسؤولين ومتخصصين يعملون لصالحهم، وليسوا أعضاءً في المافيا".

ويشير بيان مقتضب نشر على موقع الشركة إلى "أنه بناءً على الجهود التي تبذلها لجنة التدقيق المشكلة حديثا، فإن مجلس الإدارة يعمل على ضمان حماية مصالح المساهمين والحفاظ عليها."

المصدر : العربية

Total time: 0.0485