أخبار الساعة » السياسية » اخبار اليمن

الأجهزة الأمنية تكشف هوية القاتل بشأن الجريمة البشعة التي هزت اليمن وأودت بحياة عجوز قبل أيام

- إب
في جريمة بشعة وشنيعة الارتكاب والتخطيط والاستدراج، حيث لقت مُسنة تبلغ من العمر 80 عام مصرعها في ظروف غامضة، وتم العثور على جثتها مرمية في إحدى المدرجات الزراعية " الجرب " في شعب وادي الجنات بالقرب من قرية حيفة العمير، عزلـة الحرث التابعة إدارياً لمديرية بعدان شرق محافظة إب .
 
الأهالي كانوا هم من عثروا على الجثة وهي مرمية في تلك الجربة وسارعوا في إبلاغ الأجهزة الأمنية بعد أن تعرفوا على هوية صاحبة الجثة وتدعى " هـ - ع -العمير " 80 عام من أهالي قرية حيفة العمير، وعقب ذلك وصل بالفعل مدير فرع الأدلة الجنائية بإب المقدم محي الدين عباس الفلاحي، ومعه رئيس قسم البحث الجنائي بإدارة أمن مديرية ريف العقيد محمد الورافي، كون القرية والمكان قريب من نطاق مديرية ريف إب، وإن كان يقع في نطاق مديرية بعدان.
 
من جهته باشر مدير الأدلة الجنائية الإجراءات الفنية والمعاينة الظاهرية للجثة وتصويرها فتغرافياً، والشيء ذاته لمكان العثور على الجثة التي تبين أنها لامراة في العقد الثامن من العمر، وتعرضت لضربة في الرأس دامية إلى العمق، ووجود سحجات وجروج في أنحاء متفرقة بجسدها، وعقب الانتهاء  من المعاينة والتصوير والإجراءات تم نقل الجثة إلى مستشفى الأمومة والطفولة بمدينة إب، وإيداعها ثلاجة الموتى لحين استكمال الإجراءات وكشف ملابسات وغموض الجريمة التي كان وقتها الجاني مجهولاً  .
 
من جانب آخر باشرت إدارة أمن مديرية بعدان الإجراءات في الواقعة باعتبار أن مكان العثور على الجثة يقع في نطاق اختصاصها المكاني، حيث أصدر مدير عام أمن محافظة إب العميد الركن محمد عبدالجليل الشامي توجيهاته بسرعة وأهمية اتخاذ الإجراءات وبمايضمن الوصول السريع لمرتكبي تلك الجريمة وكشف غموضها بأسرع وقت وتكثيف الجهود في ذلك، وعلى ضوء ذلك ولأهمية القضية التي تعتبر جريمة بحق الإنسانية وبشعة الارتكاب، تم تشكيل لجنة وفريق لجمع الاستدلال والتحري بقيادة رئيس قسم البحث في إدارة أمن مديرية بعدان العقيد عبدالله العبادي، وبجانبه النقيب مأمون جوير والنقيب طارق الخراشي ومعهم المساعد فيصل غلاب، وبإشراف مباشر من مدير أمن مديرية بعدان العقيد أحمد مشرح .
 
كان الانتقال للمنطقة وتمشيطها دوراً هاماً في جهود المحققيين الذين كثفوا من جمع المعلومات والتحريات بشكل دقيق، والبحث عن أول خيوط القضية، من خلال رصد آخر تحركات المجني عليها، ومعرفة كل من تردد عليها في مقر سكنها وتحديداً في المنزل التابع لها ولأسرتها المكون من ثلاث أدوار ، وهي تسكن في الدور الأول وتقنط في غرفة لوحدها، ومن هنا تم الحصول على معلومة هامة جداً تتمحور في مشاهدة أحد الأشخاص " من الأهالي " لشخص من نفس القرية يخرج من بيت العجوز .
 
بالحصول على معلومة كتلك، فمن الضروري جداً الإسراع في الاستفادة منها ، وهو ماقام به رئيس قسم بحث بعدان العقيد العبادي الذي كان على تواصل مع مدير عام البحث الجنائي بالمحافظة العقيدالركن محمود الأسد، حينما أسرع مع فريقه للبحث عن ذلك الشخص، والتمكن لاحقاً من القبض عليه و إيصاله إلى إدارة أمن مديرية بعدان، وهناك يتم مولاة جمع الاستدلال والتحري معه بأخذ أقواله، ومعرفة تحركاته يوم الخميس والجمعة بالذات، وكانت النتيجة إيجابية جداً .
 
استطاع المحققون محاصرة المشتبه به والذي يبلغ من العمر 20عام ومواجهته بالمعلومات، وعدم تمكينه من الاستمرار في المراوغة أكثر وخاصة بعد العثور في جواله على صورة ليدي المجني عليها ويظهر بإحداها خاتم من الذهب، وهنا  كانت نهاية الإنكار من قبله، فماكان منه إلا أن يسرد اعترافاته وإقراره بارتكاب الجريمة ، وقتله للعجوز بعد استدراجه لها، نهار يوم الخميس المنصرم، بعد أن فشلت محاولته الأولى للتخلص منها، عندما قام بتقديم  طعام لها " شفوت " للفطور كونها كانت صائمة، وكان ينوي وضع السم لها في الشفوت، إلا أنه تراجع ولم يتمكن .
 
المتهم ووفق اعترافاته أضاف أنه غادر المكان " بيت المجني عليها بعد فشل خطته في وضع السم بالشفوت وتراجعه، وعاد إليها مرة أخرى  ولكن هذة المرة بذريعة أن " فلانة " امرأة من القرية مريضة وتريد أن تراها وطلبت حضورها، العجوز المسكينة وافقت وطلبت من المتهم مرافقتها للذهاب لمنزل تلك المريضة، غادرا معاً وعند منتصف الطريق قرر التخلص منها وقام بذلك فعلاً بضربه لها في الرأس مستخدماً عصا خشبية صلبة " صميل " سقطت على إثره أرضاً وتدحرجت جثتها من الطريق لأسفل جربة تحت الطريق " وهو المكان الذي استقرت فيه الجثة وعثر عليها فيه لاحقاً "
 
ويواصل المتهم بل المجرم العشريني سرد تفاصيل ارتكابه لجريمته الشنعاء،بالقول بعد أن استقرت الجثة في الجربة لحق بها وقام بنزع الخاتم من يدها، ونزع المفاتيح من رقبتها، وتركها جثة هامدة والذهاب لمنزلها وتحديداً غرفتها وفتحها وكان يظن بأنه سيجد كنزاً أو مالاً كثيراً، فلم يجد إلا مبلغ 14 الف ريال يمني، قام بأخذه والفرار حتى تم القبض عليه.
 
المحققون بعد تلك الاعترافات أكدوا على أهمية ضبط الإداة المستخدمة بالجريمة وكذلك المسروقات التي قام المتهم بسرقتها عقب قتله للعجوز، وهو ماتم حيث تم الانتقال وضبط الأداة وهي عصا خشبية صلبة " صميل " وكذلك المبلغ المالي الذي قام بسرقته من غرفة العجوز مبلغ 14 الف ريال يمني وتم تحريزهن وفق محاضر ضبط رسمية أرفقت بملف القضية التي تم اكتشاف غموضها وكشف ملابساتها خلال 72 ساعة من البلاغ والعثور على جثة العجوز مقتولة ومرمية في واحدة من جرب المنطقة، وضبط الجاني الذي يعتبر وفق المعلومات من أصحاب السوابق في السرقات، وسبق وأن قام بسرقة والدته وكذلك زوجة أخيه  .

Total time: 0.033