اخبار الساعة - وكالات
يواجه الناس في جميع أنحاء العالم، وبخاصة في البلدان النامية، عقداً من الزمن في خطر من الأوبئة التي تنتشر عن طريق الجراثيم المقاومة للمضادات الحيوية، هكذا يحذر الملياردير بيل غيتس.
فبحسب ما نقلت صحيفة “غارديان” البريطانية؛ قال غيتس، الذي جمع ثروته من نظام تشغيل مايكروسوفت ويندوز قبل أن يتجه للعمل الخيري، إن نجاح المضادات الحيوية قد خلق حالة من الرضا تنكشف نتائجها الآن بارتفاع مقاومة الميكروبات للأدوية.
“أنا مُفعم بالأمل طوال الوقت ألا يأتي وباءٌ مثل أنفلوانزا الطيور في السنوات العشر المقبلة” هكذا قال غيتس في حلقة خاصة من برنامج Today programme لمحطة Radio 4 الإذاعية، قدّمتها وأعدّتها سالي ديفيز، كبيرة المسؤولين الطبيين في إنكلترا.
“أعتقد أنه سيكون لدينا آليات طبية أفضل استجابة بكثير، ولكننا الآن مهددون بعض الشيء إذا انتشر شيء على نحو سريع للغاية مثل نوع الأنفلونزا القاتلة التي كانت منتشرة في الماضي. سيكون ذلك مأساة ولكن تبني مقاربات جديدة قد يسمح لنا بتقليل ذلك الخطر كثيراً”.
وقال غيتس إنه من الضروري للبلدان الغنية أن تتخذ خطوة لمساعدة العالم النامي على مكافحة المرض، لأسباب إنسانية ولدواعي أمنها الصحي الخاص على حد سواء.
وعلى الرغم من الأخطاء التي ارتُكِبت، كان انتقاد مُنظمة الصحة العالمية خلال أزمة الإيبولا في وسط أفريقيا غير عادل، بحسب ما يقول غيتس، لأنه لم يتم تمويل المنظمة أو توظيفها للقيام بالمهام التي أراد لها المراقبون أن تؤديها.
طريقة وحيدة لحل المشكلات
وقد أدى التعاون الدولي إلى القضاء على مرض الجدري، وكان على وشك القضاء على شلل الأطفال، بحسب غيتس.
وأضاف “التعاون الذي شهدناه يجب أن يتوسع بحسب ما أعتقد، هذه هي الطريقة الوحيدة التي سيتم بها حل مشكلات عالمية مثل الأوبئة.
أما بالنسبة لأولئك الذين يتخذون موقفاً سلبياً من مُنظمة الصحة العالمية؛ فالرسالة التي يمكن الخروج بها لا يجب أن تكون أن هذا النوع من الجهد التعاوني محكوم عليه بالفشل، ولا أن المال لا يُنفق على نحو جيد، بل يجب في الواقع أن نوسع هذه الجهود.
في الواقع، نحن بحاجة لتكريس أنفسنا لهذا التعاون العالمي”.
في أيلول، حذر أمين مُنظمة الأمم المُتحدة بان كي مون، أن مقاومة مضادات الميكروبات تشكل “تهديداً أساسياً” للصحة العالمية، يخاطر بجعل الرعاية الصحية الشاملة ذات الجودة العالية أمراً مُستحيلاً.
وتشير التقديرات إلى أن أكثر من 700 ألف شخص يموتون سنوياً من الأمراض المقاومة للعقاقير الطبية، وقد يكون العدد أكثر من ذلك بكثير، إذ لا يوجد نظام عالمي لرصد هذه الأرقام، وطالما كانت هناك صعوبات في تتبع حصيلة الوفيات حتى في مكان يتم فيه رصدها، مثل الولايات المُتحدة الأميركية، التي لم تُنسب عشرات الآلاف من الوفيات فيها إلى هذا النوع من الجراثيم الخارقة، بحسب تحقيق لوكالة رويترز.
وقال المركز الأوروبي للوقاية من الأمراض والسيطرة عليها، في تشرين الثاني، إن مقاومة الأمراض لما يُسمى بآخر خط من المضادات الحيوية –العقاقير الطبية المحفوظة كي تُستخدم ضد الجراثيم التي أثبتت مقاومة لجميع المضادات الحيوية الأخرى- قد تصاعدت في القارة.
وبدون هذه المضادات الحيوية، قد تُصبح بعض الالتهابات غير قابلة للعلاج، وبعض أشكال العمليات الجراحية الكبرى ستصير محفوفة بالمخاطر مرّة أخرى.
وقالت ديفيز إن الخدمات الصحية في بريطانيا في موقف جيد للتعامل مع وباء الأنفلونزا، على الرغم من أن الأمر لا يزال يستغرق مدة يصل طولها إلى 6 أشهر من أجل “إنتاج ما يكفي من اللقاح للبدء في تقديمه للناس”، وكانت أقل تفاؤلاً بشأن مدى قدرة بقية المجتمع البريطاني على مواجهة تفشّي وباء كهذا.
وأضافت قائلة “إن الأمر لا يتعلق فقط بنظام التأمين الصحي، إنه يتعلق بالكيفية التي يتعامل بها نظام الرعاية الاجتماعية البريطاني مع المرضى الذين لا يحتاجون إلى البقاء في المستشفى، ولكنهم بحاجة إلى مساعدة إضافية.
إنه يتعلق بالطريقة التي يتعامل بها اقتصادنا إذا صار عدد أكبر من السكان غير قادر على العمل. هل ستكون لدينا سياسة لتسليم المواد الغذائية والوقود بشكل فوري”.
وتابعت: “إن كنا نفكر في المشاكل التي قد تحدث هنا إذا انتشرت أنفلونزا عام 1918 مرة أخرى، فكيف إذاً سيكون الحال في البلدان ذات الدخل المتوسط والمُنخفض، والتي لا تملك نظاماً صحياً للعناية بالمرضى ؟”.