رجح المفكر الإسلامي الكويتي الدكتور عبد الله النفيسي وقوع موجة جديدة للربيع العربي خلال المرحلة القادمة في ظل حالة الانسداد السياسي ناصحا الأنظمة العربية الحالية القائدة للثورات المضادة بالتعجيل بالإصلاح السياسي قبل أن تدهمها موجة ثورية جديدة أراها لا محالة قادمة.
وقال النفيسي وهو أكاديمي كويتي بارز في حوار أجرته معه صحيفة” الشرق القطرية” بكل تأكيد ثورات الربيع العربي 2011 هددت الأنظمة العربية وكانت الثورة المضادة ردا طبيعيا ومتوقعا، حدث هذا في كل مكان تحركت فيه مفاعيل الثورة، من حيث هي آلية تاريخية عالمية تلجأ إليها الشعوب عندما يستحكم الانسداد السياسي .
وأشار إلي أن الوقع المأساوي الذي تعيشه الأمه له تداعيات تمتد لتاريخ عربي طويل من الهزائم العسكرية أمام الحملات البريطانية والفرنسية والأمريكية وتاريخ طويل من التجزئة المضادة للوحدة ومن التبعية المغالية المضادة للاستقلال الناجز وغياب المشروع العربي والالتزام به، ومضي قائلا: لا يمكن أن يخرج العرب مما هم فيه من وضع مأساوي وتقاتل واستنزاف للثورات فيه إلا عبر مراجعة شاملة وإعادة هيكلة عملاقة لن تكون ممكنه إلا بهزيمة الغزو الإيراني في العواصم الأربع بغداد وبيروت ودمشق وصنعاء .
وحمل “النفيسي” ما اسماه بالأنظمة العسكرية التي حكمت المنطقة ما بين 1950 – 1989 مسؤولية تاريخية إزاء ما نحن فيه، متابعا ومن يقرأ مايلز كوبلاند “لعبة الأمم” لا يخفى عليه هندسة الأمريكان للانقلابات العسكرية في المنطقة في تلك المرحلة.
واعتبر النفيسي “أن الغزو الإيراني لدول المنطقة — بغطاء أورو – أمريكى – “5+1” تمكنت من تحقيق السيطرة على أربع عواصم عربية “بغداد ودمشق وصنعاء وبيروت”, وما يسمى بالاتفاق النووي بين ايران والغرب يتعهد هذا الاتفاق “بحماية الدور الايرانى في المنطقة” مقابل تخلى إيران عن “البديل النووي” ويبدو أن هذا الترتيب الاستراتيجي يروق لملالى طهران وعتاة الغرب الأنجلو سكسونى في أوروبا والمسيحيين الصهاينة في الإدارة الأمريكية.