اخبار الساعة - متابعة
وافق قائد الجيش الباكستاني المتقاعد رحيل شريف على أن يصبح القائد الأول لحلف "الناتو الإسلامي"، كما سمَّته صحيفة الغارديان البريطانية، وهو تحالفٌ عسكري وليد مؤلف من عددٍ من الدول الإسلامية ذات الأغلبية السنِّية بقيادة المملكة العربية السعودية.
أدى هذا الإعلان إلى سيلٍ من الانتقادات ضد رحيل شريف، الجنرال الذي كان يتم الإشادة به حتى وقتٍ قريب لقيادته على مدار ثلاث سنوات لجيش باكستان القوي الذي تبلغ قوته نصف مليون فرد.
وصرح وزير الدفاع الباكستاني خواجة آصف على شاشة التلفزيون بأن شريف سيصبح أول قائد أعلى لقوات التحالف العسكري الإسلامي لمكافحة الإرهاب (IMAFT)، وهو تحالف مقترح مكون من 39 دولة سيكون مقره في العاصمة السعودية، الرياض.
أُعلِن عن التحالف في أواخر عام 2015 لمكافحة تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) والإرهاب بشكلٍ عام، ولكن هذا التحالف لم يلقَ دعماً من إيران.
توازن
وتكافح إسلام أباد منذ فترةٍ طويلة لإيجاد توازن بين السعودية، البلد الغني الذي يفتح أبوابه لآلاف العمال الباكستانيين، وإيران الجارة، التي تأمل في بيع الغاز إلى باكستان المتعطشة للطاقة.
وفي عام 2015، رفضت باكستان الانضمام إلى العمليات العسكرية ضد المتمردين الحوثيين الشيعة في اليمن رغم طلب المملكة العربية السعودية، التي قادت ذلك التدخل العسكري، بحسب ما ذكرت صحيفة The Guardian البريطانية.
ومنحت السعودية باكستان نحو 1.5 مليار دولار قبلها بعام لتعزيز وضعها المالي، وقد خشي محللون من أن يؤدي تورّط باكستان في اليمن إلى تفاقم النزاعات الطائفية في باكستان.
انتقادات للتعيين
إلا أن الخطة التي سمحت بتولي رحيل شريف، أحد أكثر قادة الجيش تبجيلاً في باكستان، لقيادة التحالف الإسلامي لمكافحة الإرهاب قوبلت بانتقاداتٍ واسعة على الشبكات الاجتماعية، وفقاً للصحيفة.
إذ أعرب مجلس وحدة المسلمين، وهو حزب شيعي سياسي، عن قلقه من هذا التعيين، وحثَّ شريف على رفض قيادة التحالف.
وقالت بعض الجماعات السُنِيَة المتشددة، بما في ذلك جماعة أهل السنة والجماعة المحظورة في باكستان، إنَهم يؤيدون تماماً هذه التطورات.
وحذَّر حسن عسكري رضوى، محلل شؤون الدفاع الباكستاني، من أن التحالف لم يدخل حيز العمليات بعد، وأنه لم يتضح ما إذا كان التحالف سيتبع نموذج حلف الناتو أو نموذجاً آخر أشبه بعمليات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة.
وأضاف قائلاً: "لكن هناك سؤالٌ خاص بمسألة إلى أي مدى سيكون هذا التحالف قوة غير حزبية، يبدو في الوقت الراهن أن التحالف تهيمن عليه دول عربية محافظة، لذلك إيران والعراق وسوريا لن ترحب به".
وتابع: "القوات الباكستانية كانت في السعودية منذ منتصف الستينيات، لكن كان المبدأ الحاكم دائماً أنها لن تقوم بعملياتٍ إلا داخل حدود المملكة. ولكن عندما تُنشئ قوة مشتركة مكونة من هذا العدد الكبير من البلاد، ربما تطلب منها السعودية يوماً ما الذهاب إلى اليمن أو سوريا".
وأصبح رحيل شريف يحظى بشعبيةٍ كبيرة بعد أن أدت الحملة التي قام بها الجيش ضد حركة طالبان في باكستان إلى تراجع كبير في عمليات العنف، وبعد حملة العلاقات العامة التي قادها الجيش، والتي أظهرته بصورةٍ مختلفة عن القادة المدنيين في باكستان، الذين يُنظر إليهم على نطاقٍ واسع باعتبارهم فاسدين ولا يتمتعون بالكفاءة.
وكان شريف قد تقاعد في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، رغم تكهُّن الكثيرين بأنه سيتم مد خدمته، أو ترقيته إلى منصب المشير.