اخبار الساعة
ليست المرة الأولى التي يسهر الشاب خالد مع رفيقه “ابن عمه” في شقة الأخير بصحبة فتيات الليل، ولكن الأمر هذه المرة خرج عن المألوف وتطور إلى قيام احدهما بقتل الآخر أمام مرأى ومسمع الفتاتين اللاتي أحضرهن الشابان لقضاء ليلة ممتعة.
ما الذي حدث؟ ولماذا قتل الشاب صديقه الحميم ؟ وما علاقة إحدى الفتاتين بذلك؟
هذا ما سنعرفه في شرح مختصر لأحداث الواقعة في الأسطر التالية: رغم أن والديهما شقيقان من أب وأم إلا أن الأقدار شاءت أن يكون احدهما فقيراً، فيما كان الآخر ذا بسطة وسعة في الرزق فبدأ حياته بالعمل مع احد رجال المقاولات وتوسعت مداركه بسرعة وتمكن من تكوين تجارة خاصة به فخاض مجال المقاولات مغامراً بكل ما يملك من مال وبمجوهرات زوجته واضطر أيضا إلى استدانة مبالغ مالية كبيرة وقذف بها في أعمال البناء والتشييد وكان أن عادت عليه بالكثير من المال والشهرة وزاد دفء رصيده أكثر بدخوله تجارة الحديد.
في الجانب الأخر لم يتحرر شقيقه من قبضة الدكان المزروع أسفل منزلهم بالقرية ولم يزدد شيئاً سوى عدد شعيرات الشيب على رأسه والتي تتكاثر يومياً بشراهة وكأن “الصلع” أصاب البشرية بأكملها ولم يبق إلا رأس هذا المسكين.
خالد هو نجل الرجل الشائب وعمار ابن صاحب المقاولات الذي يسكن في احد الأحياء الراقية وسط العاصمة صنعاء. كان لدى خالد نوع من الطموح بان يصبح مثل عمه، فيما اكتفى عمار بقيادة السيارة الفارهة التي أهداه إياها والده وانشغل بأعماله التجارية عن ابنه وما الذي يعمله في حياته.
اضطر خالد إلى ترك القرية والانتقال إلى المدنية طارقاً باب منزل عمه الذي استقبله بكل حفاوة ولبى رغبته في الحصول على عمل و منحه منصب المشرف على العمال في احد المشاريع التي يشيدها.
لم يُقصر الشاب في عمله ونال إعجاب عمه وفي نفس الوقت ارتبط بصداقة مع ابن عمه “عمار” الذي استأجر شقة في احد أحياء المدينة وخصصها لليالي الملاح.
كان خالد يغتنم أي مناسبة توفر له إجازة عن العمل الذي يتطلب منه أن يصحو باكراً، مما يمنع عليه السهر حتى ساعات الصباح الأولى، فكان ينتظر يوم الجمعة من كل أسبوع بفارغ الصبر وما أن تحل الخامسة عصر الخميس حتى ينطلق بسرعة البرق إلى ابن عمه وصديقه عمار الذي ينتظره في تلك الشُقة مع فتاتين لتمضية وقت متعة وراحة، كما يعتقدون، حتى صباح الجمعة “يوم الراحة الأسبوعية لخالد”.
لم تختلف ليلة الحادثة شيئاً عن الليالي السابقات، كل شيء مرتب له مثل كل مرة، غير أن عماراً أراد في تلك الليلة ان يجرب شرب الخمر فاحضر بعضاً منه عبر احد أصدقائه وتناوله بوجود خالد الذي رفض مشاركته في تلك القنينة وترك لعمار مهمة إفراغ محتواها بأكمله داخل جوفه حتى أفقدته عقله وأخلت توازنه.
كالعادة أراد خالد أن يأخذ إحدى الفتاتين في غرفة مجاورة إلا أن عمار رفض
السماح له بذلك هذه المرة وقال له بأن الفتاتين له وحده وعندما ينتهي منهن يستطيع خالد أن يختلي بهن، وكان هذا تحت تأثير الخمرة التي لعبت بعقله وجعلته يصر على موقفه وتطور الأمر إلى شجار بين الشابين ومن ثم اشتباك بالأيدي لينتهي الأمر بطعنة قوية وجهها عمار إلى خالد بواسطة “الجنبية” غارساً إياها في عنقه ثم أعادها في صدره حتى سقط مضرجاً بدمائه وفارق الحياة أمام الشابتين اللاتي أصابهن الذهول وهربن خارج المنزل دون حتى ارتداء كامل ملابسهن، وتلاهن عمار بعد ان كان قد فاق من سكرته واغتسل من أثار الدماء تاركاً جثة ابن عمه ملقاة في مكانها.
بضعة أيام مضت على مقتل خالد دون أن يسال احد عن سبب اختفاءه عدا عمه الذي اعتقد انه لم يعد يرغب بمواصلة العمل ففضل الانسحاب بهدوء، ثم بدأت رائحة الجثة تتصاعد لتكشف عن جريمة قتل يجب ان يتم ضبط مرتكبها.
بدأ رجال البحث إجراءات التحري والتحقيق حول مقتل خالد واخذ أقوال كل من له علاقة بهم ومن بينهم عمار الذي زعم انه استأجر تلك الشقة بالشراكة مع ابن عمه لتكون منزلا لخالد وقد يكون مرتكب الجريمة شخص احضره معه المجني عليه إلى الشقة.
لم يطل الأمر كثيراً مع رجال البحث لمعرفة المجرم فكل الأدلة كانت تثبت بان ابن عمه هو القاتل بدءاً من آخر مكالمة من هاتف المجني عليه إلى هاتف عمار ومن ثم عدم وجود ملابس ومقتنيات خالد في الشقة بالإضافة إلى شهود بعض الجيران بأن سيارة عمار كانت متوقفة أمام الشقة يوم الجريمة قبل أن تتحرك منتصف الليل وفي نهاية المطاف اعترف عمار بأنه من قام بقتل ابن عمه تحت تأثير الخمر سارداً كل التفاصيل الواردة أعلاه.
المصدر : الثورة نت