قالت صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية إن الغارة البرية التي شنتها الولايات المتحدة في اليمن مؤخرا وأسفرت عن مقتل جندي من القوات الأميركية الخاصة وأشعلت قتالا شرسا كشفت عن قوة فرع تنظيم القاعدة هناك الذي استهدف الولايات المتحدة وأوروبا في السنوات الأخيرة.

ونقلت الصحيفة عن محللين ومسؤولين قولهم إن تنظيم القاعدة في اليمن جمع ما يكفي من المعلومات لتوقع الغارة الأميركية التي وقع الأسبوع الماضي، مضيفة أن مقاتلي التنظيم امتلكوا قوة نارية قادرة على مواجهة الهجوم من قاعدتهم التي أحاطوها بالفخاخ والألغام.

وعن المعركة أشارت الصحيفة إلى أنه مع نهاية الغارة قتل جندي أميركي وجرح ثلاثة آخرون فيما قتل 30 مدنيا يمنيا بينهم 10 نساء وأطفال، من ضمنهم ابنة الداعية الأميركي المقتول أنور العولقي البالغة من العمر 8 سنوات.

وأكدت الصحيفة أن الغارة والمدنيين القتلى أثاروا غضبا واسعا في جميع أنحاء اليمن ضد الأميركيين، ما يزيد إلى التوترات القائمة أصلا بفعل حظر ترمب دخول مسلمي 7 دول إلى بلاده من بينها اليمن، التي نشر بعض سكانها على وسائل التواصل الاجتماعي صورا لأطفال قتلوا في الغارة.

وتابعت الصحيفة القول إن العاصمة صنعاء، حيث تنتشر الشعارات المعادية لأميركا في كل مكان، شهدت حدثا نادرا هذه الأيام في بلد منقسم وهو توحد اليمين على وقع الغارة الأميركية في أراضيهم.

يقول بسام محمود ذو الأربعين ربيعا وموظف حكومي إن الغارة سببت مزيدا من الغضب والكره تجاه أميركا «التي ليس لها أي حق في القيام بأي عمل عسكري في بلادنا. هذا اختراق لسيادتنا وغير مقبول تماما».

الغارة أثارت أيضا حفيظة منظمة العفو الدولية التي دعت وزير الدفاع جيمس ماتيس إلى إطلاق تحقيق في الضحايا المدنيين و «مقاضاة المسؤولين» إذا كان ذلك ملائما.

غير أن محللين يرون أن الغارة التي وافق عليها الرئيس ترمب يمكن أن تساعد تنظيم القاعدة في اليمن على اكتساب تعاطف ودعم من اليمنيين.

تقول أبريل لونجلي ألي محللة بمجموعة «الأزمة الدولية» إن استخدام القوات الأميركية وسقوط هذا العدد الكبير من الضحايا أمر مثير للمشاعر ويزيد من السخط المناهض لأميركا عبر الطيف السياسي اليمني الذي يعمل ضد القاعدة.

ولفتت الصحيفة إلى أن الغارة غير الناجحة تظهر كيف أضعفت النتائج السياسية الناجمة عن الربيع العربي جهود أميركا لمكافحة الإرهاب.;

المصدر : صحف