قالت مجلة “نيوزويك” الأمريكية إن عملية مكافحة” الإرهاب” الأولى التي أذن بها الرئيس دونالد ترمب في أواخر شهر يناير الماضي، عندما هاجمت القوات الأمريكية والإمارات العربية المتحدة المتمردين التابعين لتنظيم القاعدة في اليمن، ولكن المسلحين رصدوا الأمريكيين وهم يقتربون واشتبكوا معهم ليقتل نحو 16 مدنيا بينهم ثمانية على الأقل من النساء والأطفال.
وأضافت المجلة الأمريكية في تقرير ترجمته وطن أنه كان من بين القتلى ابنة أنور العولقي البالغة من العمر 8 سنوات، موضحة أن العولقي ناشط بارز سابق ولد بالولايات المتحدة، لتنتشر صور ابنته بسرعة على الأنترنت مما أثار غضبا شعبيا ضد إدارة ترمب.
وبرغم أن وفيات المدنيين كانت خطأ على حد قول البنتاجون الأمريكي، حيث أضاف المتحدث باسم وزارة الدفاع في وقت لاحق أن مقاتلي القاعدة في جزيرة العرب، فرع تنظيم القاعدة في اليمن والمملكة العربية السعودية من أخطر فروع الجماعة المدربين، لكن نيوزويك قالت إن مصير مقاتلي القاعدة الإناث يثير تساؤل لماذا انضموا إلى الجماعة الوحشية، معتبرة أن اليمن تفقد بسرعة مواردها، وعندما يكون الناس جوعى ويحتاجون إلى تغذية أطفالهم، سوف يضطرون لفعل أي شيء، خاصة وأنه في اليمن هناك عدد قليل من الخيارات للبقاء على قيد الحياة، وغالبا ما يقدم الجهاديين الغذاء والأمن.
وهناك أيضا الجوع وسوء التغذية في اليمن الذي بلغ أعلى مستوى له على الإطلاق، حيث قالت اليونيسيف في تقرير نشر ديسمبر الماضي أن طفل واحد على الأقل يموت كل 10 دقائق بسبب سوء التغذية والتهابات الجهاز التنفسي.
وسبب دخول اليمن في موجة العنف الرهيب بهذا الشكل تعود إلى أواخر عام 2011، عندما اندلع القتال بين الحكومة المعترف بها دوليا وقوات المتمردين، حيث استمر الصراع فترة طويلة مثل الحرب الأهلية السورية، ولأن اليمن واحدة من أكثر البلدان المضطربة في المنطقة، بالتأكيد أصبحت واحدة من بؤر التوتر خلال العام الجاري.
وحتى قبل اندلاع النزاع، عانت المرأة اليمنية، حيث غالبا ما يتم تزويج الفتيات في وقت مبكر، هروبا من الأعباء المالية المفروضة على الوالدين، ويخشى الكثير من اليمنيين اليوم أن يؤدي قرار حظر المواطنين الذي فرضه ترمب أن يؤدي إلى تجنيد الكثيرين في صفوف القاعدة، جنبا إلى جنب مع الفقر الذي يعاني منه السكان، لذا فإن الحرب الأهلية الدامية، لا تبشر بالخير بالنسبة لمستقبل البلاد والشعب هناك خاصة النساء الذين تعرضوا لسنوات من العنف الشديد ولا يرون نهاية له في الأفق.