على هذه القاعدة يسيرون حتى يستكملون دراستهم الجامعية.. انهم طلاب مدينة تعز اليمنية الذين يعتبرون محاربة الحوثيين واحدة من الخيارات المتاحة أمامهم لتحقيق هدفهم النهائي.. هكذا بدأ موقع “ميدل إيست آي” البريطاني تقريره للحديث عن الحرب الدائرة في اليمن.
وأضاف الموقع البريطاني في تقرير ترجمته وطن أن الهدف الرئيسي من وراء هذا القتال طبقا لقول إبراهيم البالغ من العمر 21 عاما، استكمال دراسته وتأمين مستقبل أفضل، حيث يدفع إبراهيم القتال كثمن لدراسته الجامعية.
واستطرد ميدل إيست أن إبراهيم الذي طلب عدم الكشف عن اسمه الحقيقي يعتبر في مدينة تعز جندي بدوام جزئي في حرب أهلية مريرة، لا سيما وأن المدينة ظلت تحت الحصار لمدة سنتين تقريبا، كما أن القتال بين الحوثيين في شمال البلاد والقوات الموالية للرئيس المنفي عبد ربه منصور هادي تسبب في مقتل أكثر من 10 آلاف شخص من المدنيين في الصراع الذي يعتبر واحدا من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم.
وذكر الموقع أن إبراهيم طالب علوم الكمبيوتر في جامعة تعز، اعتاد أن يعتمد على والده لدفع ثمن دراسته، ولكن انتهى هذا الدعم عندما منعت الحرب الأب الذي يعمل في تجارة الماشية من التنقل بين المحافظات، ليجد إبراهيم نفسه أمام خيار صعب إما الانضمام إلى المعركة كمقاتل أو أن يصبح عامل بناء مثل اثنين من أشقائه.
“والدي لا يعمل في الوقت الحاضر وعائلتي تعتمد على أهل الخير للحصول على الغذاء، ولذلك فمن الصعب أن أكمل دراستي في الكلية، لا أريد وقف الدراسة والعمل كعامل بناء، لذلك حاولت أن أفكر في حل عملي، لا سيما وأن بعض أصدقائي قد انضم بالفعل إلى ساحة المعركة كمقاتلين، ويتقاضون في الشهر 60 ألف ريال، مما شجعني إلى الانضمام إليهم.
وقال إبراهيم: لقد كان في يونيو الماضي عندما دعاني أحد الزملاء للذهاب إلى معسكر في تعز لتلقي التدريب، وعلى الفور غادرت بيتي.
وتلقى إبراهيم التدريب الأساسي لمدة شهر قبل أن يتسلم كلاشنيكوف ويرسل مع المقاتلين الموالين للحكومة إلى الطريق الرئيسي الذي يربط لحج مع مدينة عدن، لكنه أخبر القادة بأنه لا يمتلك خبرة في القتال، لذا يفضل أن يكون في الصفوف الخلفية، كما أنه طالب ويريد أن يستكمل دراسته، لذا سمحوا له بالقتال معهم 3 أيام من كل أسبوع، ويقضي إبراهيم معظم أيام القتال في أجزاء مختلفة من ضواحي مدينة تعز، حتى يستطيع استكمال دراسته الجامعية.
وأشار الموقع البريطاني إلى أن الوضع الاقتصادي الصعب لعب دورا رئيسيا في تشجيع الطلاب على ترك الجامعة من أجل المشاركة في المعركة، وبعضهم غادر الجامعة نهائيا، لا سيما وأن الصراع الراهن له تأثير مدمر على آفاق الاقتصاد وفرص العمل في تعز وفي مختلف أنحاء البلاد، خاصة وأنه اضطرت الشركات والمصانع في تعز للإغلاق، في حين أن موظفي الحكومة في جميع أنحاء المحافظة لم يتلقوا رواتبهم منذ أغسطس 2016.
عبد الله البالغ من العمر 23 عاما والذي طلب أيضا عدم نشر اسمه الحقيقي طالب لغة عربية أيضا في جامعة تعز، أصيب في يده اليمنى على يد قناص حوثي ديسمبر الماضي، عندما كان يحارب على جبهة قتالية جنوب مدينة تعز بنحو 15 كيلو متر، حيث شعر زملائه بالصدمة لاكتشافهم أنه كان مقاتلا، لا سيما وأن إصابته كانت تمنعه من المداومة على الحضور في الجامعة.