أخبار الساعة » كتابات ومنوعات » اقلام وكتابات

نوبل توكل أو توكل نوبل !

                                                                                                                                 نادين أحمد

هل كانت المرأة في الوطن العربي عامة وفي اليمن خاصة بحاجة لجائزة كنوبل تمنحها الشرعية لصوت أعلى أو فعل أقوى سواءً على مستوى الحياة العادية أو على مستوى الفعل السياسي الذي تجلي في أكثر صوره سطحية مؤخرا خاصة بعد منحها للصحافية توكل كرمان .. كما بدا ظاهرا في حوارها الأخير في الجزيرة مع أحمد منصور الذي تجلت موهبته في سلاطة اللسان مؤخرا وأود انتهاز هذه الفرصة لأوجه هذه النصيحة إلى الزميل أحمد منصور بأن قيمة المذيع وقيمة القضية يضيعها الصوت العالي ويفقدها التهجم والتهكم شرعيتها مهما كانت أهميتها ..

أعود لنوبل التي دفعتنا للشعور عبر الدعاية المضلِلة بضآلة دور المرأة منذ عهد ملكة سبأ واليمن الذي كان من أول وأهم البلدان العربية التي منحت للمرأة قيمة أكثير من أي مجتمع آخر - برغم أنها لم تكن حرية مطلقة-

لـم يمنع اليمن الفقير المرأة من التعليم أو العمل أو حتى قيادة السيارة التي تتجلى كقضية هائلة في ضمير بعض المجتمعات الخليجية الغنية التي ترتدي عباءة موسومة بالدين برغم تلويثها بشياطين النفس البشرية المتفشية.. لكن نوبل تأتي ووكأنها صك من الله لولوج المرأة إلى الحياة والثورة إلى النصر.. بالنسبة لي كيمنية أقول أن توكل كرمان نوبل أو نوبل توكل كرمان لم تمنحني شيئا سوى الشعور بالحرج والحاجة للتبرير للعالم بأننا لم نكن يوما حوار في مجالس أحد .. فحتى قبل نوبل كنت أتعلم, أعمل, أقود السيارة ,أبدع ,أصرخ ,أعترض وأكتب .. ليس هذا المقال بغرض الطعن في توكل بشخصها لكن للطعن في نوبل نفسها التي جعلت من توكل مفتاحا وهميا لتحرير المرأة الحرة أصلا منذ فجر الإسلام ..

إذا بدأنا البحث في تاريخ اليمن الحاضر ببياضه وسواده نجد أن في نساءنا من هن أجدر بالجائزة إذا نظر إليها كتشريف.. فهناك على سبيل المثال لا الحصر أمة العليم السوسوة, عفراء الحريري_ وإن اختلفت معها كثيرا فيما تطرح، ورمزية الارياني وهناك أيضا المرأة العظيمة الدكتورة رؤوفة حسن والتي منحت المرأة اليمنية أكثر بكثير ممن سبقنها ولحقنها حتى الآن .. أتذكر الدكتوره رؤوفة حسن في آخر أيامها في القاهرة بينما يعذبها مرضها وتهوي أكثر من مرة في بهو الفندق تعود اليوم الثاني إلى قاعة المحاضرات ويديها ترتجفان لتقوم بدورها التربوي التعليمي بتفان حتى أخر يوم في حياتها هذه هي رؤوفة حسن القضية والمثال وهناك أيضا الناشطة أروى عبده عثمان والتي دافعت كثيرا عن حق المرأة, حرية الفرد ,التسامح والتعدد الديني والسياسي وكانت من أوائل الذي اندفعوا بأحلام عريضة ورغبه في دفع الشباب للثورة الحقيقية التي تسعى ليمن جديد ومجتمع تسوده المساواة .. ذلك الحلم الذي سعى ويسعى تجار الظلام والموت للنيل من بياضه وجماله .. امرأة ذات ثقافة كافية للدفاع عن معتقداتها بعكس الأخت توكل التي عجزت حتى عن الدفاع عن نفسها ومبادئها أمام أحمد منصور مما دفعني شخصيا للشعور بالسخط والإهانة نيابة عنها .. فهي يمنية أولا وأخيرا مهما كانت درجة اختلافي معها وإهانات وإستخفاف المذيع بهذه المرأة اليمنية دفعني للبكاء والسخط على كليهما .. على المذيع العدواني المستخف بقدر وخيار ومقدرة الشعب اليمني والمرأة اليمنية والأخت توكل العاجزة عن الدفاع عن نفسها .. وقد كنت أتمنى لمرات عديدة خلال سير وقت البرنامج أن تثأر لنفسها ولنا وتغادر البث !

وهنا أطرح تساؤلا لماذا صبرت توكل كرمان على ذلك التهكم المهين ضدها هل كان العائق في ذلك الوقت هو ارتباط البرنامج بالجزيرة التي تبنتها إعلاميا منذ بداية الثورة المباركة!
أليست هذه هي المرأة الحرة التي تصفها نوبل كما أريد للجائزة أن تعني ؟
ألم يكف الأخت توكل محبة الشباب اليمني لها, ألم يكفها ثقة أولئك الذين خسروا أرواحهم في إشارتها للزحف المبجل !

كنت أتمنى أن تشعر الأخت توكل بالجميل لهؤلاء تحت لواءها من الشباب والشهداء وأسر الشهداء وترفض أي زينة على رأسها عدا دمائهم وهتافاتهم ..خاصة وهذه الزينة عُمدت بدم أخوتها في فلسطين والجولان .. وهذا مما لا قدرة لأحد منا على المزايدة عليه لا من النظام وأنصاره ولا من شباب التغيير .. حتى وإن أسُتخدم من النظام ورُفضَ لإستخدام النظام إياه كمبرر أو حجة للطعن في نوبل توكل أو توكل نوبل ! التي استبدلت ثقة الشعب بالجائزة وارتضت منهج التزلف لأمريكا وغيرها من الدول الغربية .. أي حرية هذه التي نركض فيها طلبا لرأفة ودعم محتل ؟!! هل نسيت شعاراتها بأن الثورة يقودها الشعب ويحميها الشعب! ألم تتحقق كل الثورات العظيمة بالقوة الشعبية الخالصة سواء كانت ثورات مسلحة أو سلمية .. هل ستحتمل اليمن بؤسا أكثر مما هي عليه إذا تدخل الخارج .. لا أعرف حقيقة إن كانت توكل تدعو في جهودها منقطعة النظير لدمار هذه البلاد بيد الناتو بينما لا يزال شبابها أقوياء متمسكين بمبادئهم الثورية وكرامتهم الوطنية.. لم تقم ثورة يوما بنوبل أو بغيره .. وإن قامت فستمثل نقطة سوداء في تاريخ أي بلد حينما نبحث له عن محتل ما يديره فعليا مهما كانت السلطة الصورية الممنوحة لأهله كما تسعى الأخت توكل في هذه القضية. علينا وعليها نسيان مبدأ الغاية تبرر الوسيلة والذي يبدو هو المبدأ الرئيس الذي تتبعه .. أتساءل كيف سيحترم أهل الثورة هذه الثورة بالطريقة التي تحاول توكل إداراتها بالعصبية ,بالحقد وبركة نوبل لا ببركة الله ,الشعب والعقل ..

قبل أن أكتب هذا المقال كنت مدركة تماما لكل الحجج التي قد يأتي بها أنصار نوبل توكل وكنت مدركة لكمية الهجمات التي قد تصيبني من جراء ما قيل أعلاه لكن الخوف من ردود الفعل المتطرفة تحو توكل الردود المتناسية حق الوطن ومعناه التي قمنا للثأر له في ساحات التغيير والتي جعلت من نوبل إلاها وتوكل صولجانا للحرية لم يثنيني عن الشعور بالإهانة لاختصاري كامرأة واختصار الدور النسوي الهائل الذي قدمته المرأة اليمنية لليمن, للثورة والتاريخ أمام جائزة مشحونة بالخلافات ,الدم و وانتهاكات العروبة.


لطفا توكل أعيدي لنا خصوصيتنا كإناث, كرامتنا كشعب وسلطتنا كثوار

تعليقات الزوار
1)
Abu Malik -   بتاريخ: 24-11-2011    
كمواطن يمني أقول، أنه لولم يكن في اليمن من الفاضلات إلاك ومن ذكرت في مقالك لكفانا هذا التاج وهناك الكثيرات من الفاضلات مصدر لفخرنا نحن اليمنيين. أما توكل ومن هم/هن على شاكلتها فليسوا سوا نتو نتن في الجسد اليمني، وهذه سنة الحياة. لك تحياتي وتقديري.
2)
يمني حر -   بتاريخ: 24-11-2011    
تسير القافله ولا يضيرها نباح الكلاب . للأمام اخت توكل مع احترامي لكل النساء الذي ذكرتهم صاحبه المقال ولكن كان هناك تهكم كبير من قبل الكاتبه قد يكون الغيره و هي من طباع النساء .
3)
شكرى عبد الرحمن المسراخى -   بتاريخ: 24-11-2011    
مع إحترامى لسيدة توكل إلاانها مثل فقاعة الصابون مرحلة وسينتهى دورها
4)
مجيب الناصري -   بتاريخ: 30-11-2011    
كان من المفترض ان تقدم المرأة اليمنية بشكل جميل لكن توكل كانت في مقابلتة هذه فقدت اللي تعاطف مها اصلا كانت نوبل كثير عليها واليوم كمان للمفارقة العيبة توكل ضمن مائةمفكرة في العالم ياعجب على هذا الزمن والله ماذا نقول لعزمي بشارة عيب

Total time: 0.0471