اخبار الساعة
تحدثت تقارير إعلامية عن مناقشات داخلية تجريها الإدارة الأمريكية، لبحث إمكانية القيام بخطوة جديدة داعمة للدولة العبرية، تتعلق بمسألة بقاء الولايات المتحدة أو سحب عضويتها في مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، إذ سيكون القرار الأخير بناء على نتائج النقاش الذي سيحدد ما إذا كانت الخطوة تصب لصالح إسرائيل من عدمه.
وتتعامل وسائل الإعلام الإسرائيلية مع الخطوة الأمريكية، على أنها حاسمة وتدل على التحول الذي تشهده العلاقات الأمريكية – الإسرائيلية منذ دخول الرئيس دونالد ترامب إلى البيت الأبيض في الـ 20 من كانون الثاني/ يناير الماضي.
وتناقلت غالبية وسائل الإعلام العبرية اليوم الأحد، تقريراً نشرته مجلة “بوليتيكو” الأمريكية، رجح أن تقرر إدارة ترامب الانسحاب من مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم الامتحدة، لكن الخطوة لن تأتي خلال انعقاد المجلس الاثنين المقبل، مشيرة إلى أن النقاش الذي تجريه الإدارة الأمريكية يضم وزير الخارجية ريكس تيلرسون، وسفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة نيكي هيلي، والرئيس ترامب نفسه.
وتعارض الإدارة الأمريكية، ما تعتبره “عداء يكنه مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة ضد إسرائيل بشكل ممنهج”، ويتردد بحسب التقرير، أن هذا هو السبب الأساس للقرار الأمريكي المرتقب، ما تعتبره مصادر بدولة الاحتلال غطاءً أمريكياً مهماً على الصعيد الدولي، متهمة المجلس بمحاباة الفلسطينيين ومعاداة إسرائيل بشكل ظاهر للعيان.
ونوهت المجلة الأمريكية، إلى أن المتحدث الرسمي باسم الخارجية الأمريكية مارك تونر، لم يؤكد حقيقة إجراء النقاش الداخلي بشأن الانسحاب الأمريكي من عضوية مجلس حقوق الإنسان، لكنها أشارت إلى تصريح أكد خلاله أن الوفد الأمريكي بالمجلس سيشارك في الانعقاد المقبل.
ونقلت صحيفة “معاريف” الإسرائيلية اليوم، عن مايكل أورن، سفير إسرائيل السابق لدى واشنطن، أن الخطوة في غاية الأهمية، وكتب في تغريدة له عبر موقع “تويتر”، أن “القرار الأمريكي بالانسحاب من مجلس حقوق الإنسان الذي يعادي إسرائيل، سيوجه رسالة معنوية للعالم”.
وعلقت “قناة 20” العبرية على التقرير، وأشارت إلى أن مجلس حقوق الإنسان، كان أدان قرار المحكمة العسكرية بشأن العقوبة المخففة على الجندي إليؤور آزاريا، في إشارة إلى الجندي القاتل الذي كان أعدم شاباً فلسطينياً مصاباً بمدينة الخليل، في آذار/ مارس العام الماضي، قبل أن تقضي محكمة إسرائيلية عسكرية بمعاقبته بالسجن 18 شهرًا وتخفيض رتبته العسكرية إلى عريف.
وتوقع مراقبون، بحسب موقع القناة، ألا يكون الخروج الأمريكي مباشرًا وسريعًا، وقالوا إن الخطوة برمتها تأتي ضمن السياسة التي أعلن عنها الرئيس ترامب بشأن تخفيض المساهمة الأمريكية في المنتديات الدولية ومؤسسات الأمم المتحدة والتركيز على الشأن الداخلي الأمريكي.
وفي غضون ذلك، كشفت وسائل إعلام إسرائيلية أن عضو الكنيست يائير لابيد، رئيس حزب “هناك مستقبل” المعارض، توجه بخطاب إلى أعضاء الكونغرس الأمريكي، مطالبًا بقيام الولايات المتحدة بخطوات لمكافحة استشراء ظاهرة “معاداة السامية” بحسب وصفه، ودعا إلى اتخاذ موقف بشأن مجلس حقوق الإنسان التابع للامم المتحدة.
وطبقًا لموقع “ذي بلاس” العبري، فقد جاء توجه لابيد إلى أعضاء الكونغرس من الجمهوريين والديمقراطيين، مطالبًا بوقف جميع صور الدعم المالي الذي توفره الولايات المتحدة الأمريكية لمجلس حقوق الإنسان، وذلك على خلفية الإدانة الصادرة عنه ضد الحكم القضائي المشار إليه.
وزعم المعارض صاحب الشعبية الكبيرة في الشارع الإسرائيلي، أن هذا المجلس “يتعامل بعداء وعنصرية تجاه الدولة اليهودية الوحيدة في العالم”، وكتب في خطابه أن مجلس حقوق الإنسان “يتعاطى بنفاق مع القضايا التي تمس إسرائيل”، مضيفًا أن هذا المجلس “يشكل نوعا من معاداة السامية الخالصة”، على حد وصفه.
ويتألف مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة من 47 عضوًا، وتم تأسيسه عام 2006 بناء على قرار للجمعية العامة للأمم المتحدة، ليحل محل لجنة حقوق الإنسان. ويختص المجلس بقضايا نشر الاحترام العالمي للمبادئ الدولية لحقوق الإنسان والحريات الأساسية، دون تمييز من أي نوع، وبشكل عادل ومتساو للجميع.
ويعمل على مراقبة انتهاكات حقوق الإنسان، وخاصة الانتهاكات الجسيمة والمنتظمة التكرار وتقديم التوصيات اللازمة لوقف مثل هذه انتهاكات أو الحد منها.
المصدر : وكالات