أكدت "هيومن رايتس ووتش" أن الضربات الجوية التي ينفذها في اليمن التحالف العربي بقيادة السعودية وأدت إلى مقتل مئات المدنيين قد ترتقي إلى مستوى جرائم حرب، داعية إلى وقف تسليح الرياض.
وقال مدير قسم الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في المنظمة، أحمد بن شمسي، في حديث حصري لشبكة "RT"، الأحد 12 مارس/آذار: "لقد تم تشريد أكثر من 3 ملايين شخص في اليمن، وحوالي 80 بالمئة من السكان المحليين يعولون الآن على المساعدات الإنسانية".
وأضاف بن شمسي، مستندا إلى معطيات البرنامج العالمي للغذاء، "أن اليمن يشهد حاليا المستوى الأعلى عالميا من سوء تغذية الأطفال، فيما يعاني كل شخص من أصل 5 في البلاد من نقص حاد في الطعام".
وشدد المسؤول من "هيومن رايتس ووتش" على أن الوضع "يتحول إلى كارثة إنسانية عميقة".وأشار بن شمسي إلى أن الوضع الإنساني في اليمن "يزداد اضطرابا"، داعيا جميع أطراف الأزمة إلى إتخاذ إجراءات عاجلة لتسويته.
وأعاد بن شمسي إلى الأذهان أن المنظمة تُحمل جميع أطراف النزاع المسؤولية عن انتهاكات حقوق الإنسان في اليمن، لكنه أكد، نقلا عن معطيات الأمم المتحدة، أن معظم حالات مقتل المدنيين ناجمة عن أعمال التحالف العربي الذي تقوده السعودية.
وأوضح المسؤول، قائلا: "إننا بأنفسنا استطعنا توثيق 61 ضربة جوية نفذت، على ما يبدو، من قبل التحالف وبطريقة غير قانونية، من الممكن أن يمثل بعضها حقا جرائم حرب".
وأضاف بن شمسي أن هذه الضربات "أودت بحياة حوالي 900 شخص واستهدفت مناطقة مدنية، بما في ذلك أسواق ومدارس ومستشفيات ومنازل شخصية".
وانتقد بن شمسي أيضا بشدة الحصار "المفروض من قبل التحالف العربي بقيادة السعودية" ومن قبل قوات الحوثيين "في بعض المناطق"، لافتا إلى أنه يعرقل إيصال المساعدات الإنسانية.وتابع بن شمسي مشددا: "إن استهداف المواقع المدنية انتهاك مطلق لقوانين الحرب، وهو ما نتابعه بدقة في اليمن".
ووجه بن شمسي دعوة "واضحة"، نيابة عن منظمة "هيومن رايتس ووتش"، لكل من الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا والدول الأخرى إلى "وقف جميع مبيعات الأسلحة للسعودية حتى تقليصها ضرباتها الجوية غير القانونية في اليمن وإجراء تحقيق موضوعي في هذه الانتهاكات".
واضاف بن شمسي أن "هيومن رايتس ووتش" لا تعتبر التحقيقات السابقة التي أجراها التحالف العربي "عادلة أو موثوقة بها".
يذكر أن اليمن يمر، منذ سبتمبر/أيلول من العام 2014، بنزاع مسلح مستمر بين قوات الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي المدعوم من التحالف العربي بقيادة السعودية، وقوات الحوثيين وحلفائهم من الموالين للرئيس السابق علي عبدالله صالح.
وينفذ التحالف العربي ضربات جوية متواصلة على مواقع في اليمن يقول إنها عسكرية وتابعة لجماعة "أنصار الله" (الحوثيون) وللقوات الموالية للرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح، في كافة أنحاء اليمن، بهدف "إعادة الشرعية وعودة الرئيس الشرعي عبد ربه منصور هادي".
وفرض التحالف العربي، منذ بدء عملياته العسكرية، حصارا جويا وبريا وبحريا، على معظم الأراضي اليمنية، بما في ذلك العاصمة صنعاء.
وعادت المواجهة الشرسة في اليمن بعد أشهر من الهدوء النسبي الذي انتهى مع فشل الجولة الثالثة من مفاوضات السلام برعاية الأمم المتحدة بين طرفي الأزمة اليمنية.
وأجريت الجولة الأولى في جنيف، منتصف يوليو/تموز 2015، والثانية في مدينة بيال السويسرية منتصف ديسمبر/كانون الأول 2015، والثالثة في الكويت (21 إبريل/نيسان وحتى 6 أغسطس/آب 2016)، لكن جميعها فشلت في تحقيق السلام.
وأدى النزاع في اليمن، منذ بدء عمليات التحالف، وبحسب إحصائيات الأمم المتحدة، إلى مقتل قرابة 10 آلاف مدني وجرح 40 ألفا آخرين.
ومن الجدير بالذكر أن التحالف العربي بقيادة السعودية نفى مرارا لـ"RT" الاتهامات باستهدافه مواقع مدنية في اليمن.