اخبار الساعة
قالت مصادر مقرّبة من تنظيم القاعدة في اليمن أن سرّ الإجراءات الصارمة التي تتخذها واشنطن، بدءاً من إنزال يكلأ في اليمن، يكمن في انفضاح أمر أحد أكبر عملاء الولايات المتحدة داخل صفوف التنظيم، الذي كان مصدراً أساسياً للمعلومات، نظراً إلى كونه شغل مواقع حساسة في القاعدة، وهو يعرف باسم "أبو شهاب الذماري".
ووفق حسابات تابعة للتنظيم ، شغل الذماري مناصب أمنية وشرعية حساسة في التنظيم ويتهمه البعض بالوقوف وراء عمليات تصفية طاولت الصفّين الأوّل والثاني لفرع التنظيم في اليمن.
واضافت المصادر، إن الاستخبارات الأميركية باتت شبه عمياء داخل التنظيم، ما قد يفسّر اتخاذها إجراءات احترازية ذات طابع استثنائي.
تتقاطع مع هذه المعلومات الاتهامات الواسعة التي وجّهتها حسابات "جهادية" في اليمن، موالية لتنظيم "داعش"، والتي ندّدت بكثرة الاختراقات في صفوف "القاعدة"، وأكّدت رواية الذماري الذي رأت جماعة "داعش" في قضيته مناسبة لتصفية الحسابات مع تنظيمها الأم (القاعدة)، ومع ذلك لم يصدر عن القاعدة بيان ينفي أو يوضح حقيقة المعلومات المتداولة عن أبو شهاب الذماري.
في غضون ذلك، ذكّر أنصار تنظيم داعش في اليمن باختراقات بهذا الحجم تعرّض لها القاعدة، من بينها قضية العائد من غوانتنامو، مهند الصنعاني، وأبو أنس العدني (أمير الأمنيين في مديرية الصعيد بشبوة)، إضافة إلى توفيق السلم الذي كان متعاوناً مع أجهزة الأمن اليمنية.
وما يدلّل أيضاً على صحّة وجود اختراق كبير في التنظيم هذه المرّة، ما تنقله المصادر عن حالة الريبة والشك والتململ داخل صفوف قاعدة اليمن، بعد الهجمات الأميركية الأخيرة. وتتحدث المعلومات عن أن الذماري، إلى جانب قيادات أخرى في التنظيم (أكثر من أربعين عنصراً وقائداً أمنياً)، هم اليوم قيد الاعتقال ويخضعون لتحقيق يجريه التنظيم، وقد جرت محاولات لإنقاذ أبو شهاب الذماري، أثناء العمليات الأميركية الأخيرة في اليمن.
يذكر أن وكالة "فرانس برس" نقلت، قبل أيام، عن مصادر قبلية يمنية، أن القاعدة اعتقلت اثنين من عناصرها بتهمة التخابر لمصلحة الولايات المتحدة الأميركية، وذلك في منطقة موجان في محافظة أبين، التي تعرّضت للقصف الأميركي أخيراً.
وكانت وسائل إعلام أميركية قد نقلت عن مسؤول في واشنطن قوله إن معلومات استخبارية حصلت عليها الولايات المتحدة في خلال الأسابيع الأخيرة كشفت عن أن القاعدة في شبه الجزيرة العربية يعمل على إتقان تقنيات إخفاء المتفجرات في بطاريات الأجهزة الإلكترونية التجارية، ما دفع أميركا وبريطانيا إلى حظر حمل الركاب لأجهزة أكبر من الهواتف المحمولة داخل مقصورات الطائرات أثناء بعض الرحلات.
وعلى النقيض من الرواية التي تم تداولها الإعلام أميركية، حول خلفية القرارين الأميركي والبريطاني بحظر الإلكترونيات على متن الطائرات الآتية من بلدان في المنطقة، عندما عزت الخطوة إلى مجموعة من المعلومات حصلت عليها القوات الأميركية في عملياتها الخاصة الأخيرة في اليمن، فإن مصادر مقرّبة من تنظيم «القاعدة» نفت حصول الأميركيين على معلومات استثنائية في تلك الإنزالات.
المصدر : متابعات خاصة