أخبار الساعة » كتابات ومنوعات » من هنا وهناك

بعد تسليم نفسه.. مسلم ألماني يصيب الشرطة والقضاة بـ"الذهول"

علت الدهشة وجوه عدد من رجال الشرطة الألمان بمدينة بون، حين فاجأهم رجل بتسليم نفسه معترفا بارتكابه جرائم يعاقب مرتكبها عادة بالسجن لسنوات، معللا ذهابه من تلقاء نفسه بأنه فعل ذلك "حبا في الله".
 
وبعد تداول القضية، وقف القضاة والمدعون ومحامو الدفاع عاجزين عن النطق؛ لكونهم لم يجدوا مثل هذه القضية في حياتهم من قبل، ليفاجأ الجميع أن صاحبها هو الرجل الألماني-الروسي (إيجور 28 عاما)، وهو اسم مستعار استعملته الصحافة الألمانية حفاظا على هويته، معترفا بارتكابه جريمتي سطو منذ قرابة 6 أعوام.
 
ويعاقب على عملية السطو الواحدة عادة بالسجن مدة تتراوح بين 3 و5 سنوات. ولم تهتدِ الشرطة إلى دليل يقودها إلى الفاعل طوال السنوات الماضية، حسب ما نشره موقع هافنجتون بوست.
 
وذهب إيجور طوعا، في سبتمبر 2016، إلى الشرطة؛ لرغبته في التحرر من ماضيه وإراحة ضميره، بالإضافة إلى "حبه لله"، خصوصا أنه اعتنق الإسلام منذ سنتين.
 
في البداية، لم يصدق عناصر الشرطة في المركز الواقع بولاية شمال الراين فستفاليا ما سمعوه، عندما قال لهم: "أود أن أعترف بجريمتَيْ سطو، كنت قد ارتكبتهما منذ قرابة 5 أعوام".
 
وبات واضحا لهم أن الرجل ليس مختلا عقليا؛ لأن حادثتي سطو كانتا قد وقعتا بالفعل في محل لبيع المشروبات في البلدة التي كان يتحدث عنها، وفرع لمتاجر "ألدي" ببلدة فستفاليا، شهري مايو 2010 وأبريل 2011، بجانب سرده تفاصيل عن الجريمتين لا يمكن أن يعرفها سوى المنفذ.
 
وفكر رجال الشرطة لبرهة في القبض عليه، لكن بالنظر إلى توجهه بنفسه إليهم ليقر بما فعل بعد مرور كل تلك الفترة، لم يجدوا داعيا لاعتقاله، فتركوه يذهب، وبدا واضحا أنه لم يكن من السهل على الرجل الشاعر بالذنب، الإقرار بجرائمه خلال محاكمته.
 
وروى إيجور أنه كان حينذاك يشرب الكحول ويتعاطى المخدرات ومدمنا على ألعاب المقامرة، مؤكدا أنه كان بحاجة إلى المال فقط، ولم يود إيذاء أحد، وأنه لو كانت الأمور ليست على ما يرام خلال تنفيذ السطو، لفر من المكان فورا.
 
وكان إيجور يحمل خلال الجريمتين مسدس إنذار وسكينا طول نصلها 15 سنتيمترا، استطاع بالتهديد بها حينها الاستيلاء على 4 آلاف و800 يورو من محل للمشروبات يدعى "هيت"، عندما ترصَّد لعاملَيْن فيه، وسرقهما فيما كانا يجلبان مدخول عملهما، ثم بتهديد محاسبة متجر "ألدي" والاستيلاء على 355 يورو منها.
 
ولم يخلِّف إيجور الذي كان حينها مقنعا، أي آثار للحمض النووي الصبغي في المكان، ولم تتوافر صور له ملتقطة بكاميرات المراقبة، بل بعض الأوصاف غير الواضحة على نحو "نحيل، يتحدث بلكنة بولونية أو روسية"، فلم تحقق الشرطة بشأنها.
 
واعتنق الشاب الإسلام منذ عامين، وترك من ذلك الوقت تناول الكحول والمخدرات والمقامرة، قائلا أمام المحكمة إنه يريد أن يترك هذه الجرائم خلفه أيضا. وعندما سأله القاضي فيما إذا كان إسلامه لعب دورا في ذلك، قال: "بالتأكيد بعض الشيء".
 
وفي النهاية، قررت هيئة المحكمة أخيرا أن القضية تعتبر غير جسيمة، وقضت بالسجن مع وقف التنفيذ لمدة عامين، وأداء 200 ساعة من الخدمة الاجتماعية، أي أنه لن يصبح وراء القضبان، وقبِل إيجور الحكم مباشرة داخل قاعة المحكمة.
 

Total time: 0.0905