اخبار الساعة
وتتمتع نسخة " صحيح إنترناشيونال " للقرآن الكريم التي ترجع لعقود من الزمن من أهم الترجمات المستخدمة في اللغة الإنجليزية رغم أن القائمين على هذه الترجمة مجهولون إلى حد كبير وذلك بإرادتهن.
إميلي من الإلحاد إلى الإسلام:
قضت الفتاة الأولى " إميلي " المولودة في كاليفورنيا، فترة السبعينيات في دراسة اللغة العربية وانتقلت إلى سوريا مع زوجها وكانت حينها " ملحدة "، وبدأت هناك تجذبها معاني القرآن الكريم، فواصلت دراسة اللغة العربية في جامعة دمشق لينتهي بها المطاف لاعتناق الدين الإسلامي عن قناعة تامة والانتقال إلى السعودية حيث غيرت اسمها إلى " آمنة " وتشتهر باسم " أم محمد ".
وتذكر صحيفة " thedailybeast " الأمريكية، أن " إميلي " كانت رغم إلحادها تبحث عن الحقيقة ومع الوقت ولعدة مواقف ظهر اهتمامها بالإسلام رغبة في معرفة حقيقة " النبي الكريم محمد " وما يقال عنه من قبل بعض المعادين للإسلام في الغرب.
وتمكنت بعد عدة محاولات من الوصول إلى نسخة من القرآن الكريم وقرأت عن سيرة النبي الذي وجدت أن كلامه عقلاني تماماً وليس كما صوره بعض أعداء الإسلام، وجذبها وجود بعض الشبه بين القرآن الكريم وبعض ما في الكتب المقدسة التي تعرفها.
ووجدت إميلي في البداية أن هناك بعض الأمور التي لم تفهمها وأشياء أخرى أبهرتها فقررت أن تتابع القراءة والتعامل مع الأمر بعقلانية بلا عواطف حتى وجدت نفسها تقف عند آية تتحدث عن الصبر عند المصيبة والمرض وتبشر الصابرين وتبعث الاطمئنان والأمل، وهي ما جعلتها تشعر بتحسن كبير واطمئنان لم يسبق أن شعرت به وكأنها وجدت الحقيقة.
فضول ماري جذبها للإسلام:
فيما زميلتها الأخرى ماري كينيدي كانت تدرس الإنجليزية وهي من مواليد ولاية فلوريدا، وكانت فضولية جداً وأسرتها مسيحية محافظة، وكانت تشعر أن هناك أمراً ينقصها ووجدت أن النصوص الإسلامية التي بدأت تقرؤها تقنعها وتريحها وذلك بعد أن اعتنق شقيقها الإسلام وأيضاً عدم ممانعة أسرتهما بل إنهما قدما لهما الدعم الكبير واحترم قناعتهما خاصة وأنهما وجدوا في الإسلام ما يفيد في استقرار حياة الإنسان وينظم علاقة الأسرة ببعضها وهي حالياً تقيم في السعودية.
حقوق المرأة قادت أمة الله للإسلام:
أما زميلتهما الثالثة المعروفة باسم أمة الله بانتلي لم تكن تجد في الكاثوليكية التي نشأت في البداية عليها أنها صحيحة وكانت تشعر دائماً بالقلق والندم حين ترتكب الأخطاء ولم تتمكن من الإحساس بالإيمان حتى التقت بطلاب مسلمين وفتح بينهم نقاش عن الأديان وكانت ترفض أن تعيش على طريقة المرأة المسلمة لأنه كان لديها فكرة أن المرأة المسلمة حقوقها أقل في الإسلام.
فضول أمة الله كان مفيداً لها حيث جعلها تذهب للبحث عن المزيد عن الإسلام وأدركت أن ما تتعرض له المرأة في الدول الإسلامية نتيجة ثقافات محلية وليست من الإسلام في شيء.
وقالت إنها وجدت جمال الإسلام وأدركت أنه دين الله والدين الصحيح واعتنقت الإسلام في 1986 وانتقلت بعدها بعام واحد للسعودية حيث فضلت أن تعيش في مهبط الوحي.
مخطوطة ودار نشر:
في عام 1989 طلبت من أمة الله إحدى صديقاتها أن تعرض مخطوطات زوجها الراحل على إحدى دور النشر، وعند قراءة المخطوطات قدمت لها أمة الله بعض الاقتراحات وطلبت منها تعديلها، واستعانت بماري لمراجعة النسخة باللغة الإنجليزية فيما قامت إميلي بمراجعة النصوص العربية والتأكد من وضوحها وصحتها، وتمت إعادة تنظيم النص وتنقيته، ما جعل صاحب دار النشر يعجب بعملهن ويطالب بتحرير أعمال أخرى، وعملت الثلاثة كفريق واحد تحت مسمى " صحيح إنترناشيونال " ومع انتشار وقوة عملهن طرح عليهن فكرة مشروع كبير وصعب وهو ترجمة القرآن الكريم.
مشروع ترجمة القرآن:
ورغم الرفض لعدة سنوات على العمل على مشروع صعب جداً كهذا تمت الموافقة على ترجمة القرآن ولكن الصعوبة كانت في البحث عن أفضل وأسهل الكلمات والمعاني وضرورة تطابقها مع الكلمات في القرآن حتى لا يتغير المعنى أو يؤثر عليه.
وقامت أمة الله بشراء دار النشر عقب وفاة مالكها وبدأت في مشروع ترجمة القرآن الكريم مع بقية زميلاتها، وبدأت عملية البحث عن المعاني مع الالتزام بقواعد اللغة الإنجليزية وأيضاً مع ضرورة تطابقها مع القرآن الكريم خاصة وأن بعض الجمل القرآنية تحتمل أكثر من معنى لذلك كان الهدف نقل المعنى المقصود بالضبط، وساهم في ذلك معرفة إميلي اللغة العربية بطلاقة وماري الإنجليزية وتمت أيضاً الاستعانة ببعض النصوص المترجمة من علماء دين موثوقين ونسقت أيضاً معهم حتى يخرج العمل ناجحاً تماماً.
الاهتمام بدقة المعاني:
ورغم تشكيك البعض في قدرتهن على الترجمة إلا أنهن استمررن في العمل واهتممن بالدقة في المعاني وتجاهلن الجماليات اللغوية التي كانت بعض الترجمات تضيفها وقد تغير المعنى.
ويعتبر بعض الأكاديميين في الغرب المتابعين لترجمات القرآن بأن النسخة التي ترجمتها النساء الثلاث والتي توجد حاليا ًعلى مواقع الإنترنت بأنها نسخة إنجليزية من الدرجة الأولى للقرآن الكريم.
والأعمال الناجحة للثلاثي النسائي أكسبهن معرفة كبيرة في الوسط النسائي وأطلق البعض عليهن لقب "النسويات السلفيات" إلا أنهن يرفضن هذه التسمية ويفضلن وصف أنفسهن بـ " نساء مسلمات ".