اخبار الساعة - عادل الشجاع
الطابور الخامس هو كل من أثار الخلافات وأشعل المشاكل في كلية الشرطة ومؤسسة التأمينات والمعاشات ووزارة الصحة وشركة الأدوية وبنك التسليف التعاوني والزراعي والتعليم العالي والأوقاف وأقسام الشرطة وغيرها. فشل العدوان في الوصول إلى صنعاء فأراد الطابور الخامس أن يفجرها من داخلها كما فعل أول طابور خامس في إسقاط أسبانيا. من يسعى إلى التضييق على الناس هو الطابور الخامس. من يحول المشاكل الهامشية إلى عواصف من الخلافات هو الطابور الخامس. من يحتل المؤسسات ويوجه سلاحه لرجال الأمن والمواطنين هو الطابور الخامس. من منع مدير كلية الشرطة العميد عبدالله قيران من الخروج من داخل الكلية هو الطابور الخامس. الذي وجه المجاميع المسلحة لمنع رئيس الهيئة العامة للتأمينات والمعاشات من دخول مكتبه هو الطابور الخامس. فهل ستخرج المسيرة غدا للمطالبة بإلقاء القبض على هؤلاء الذين يقلقون الأمن والسكينة العامة؟
قال لي صديق وهو يحاورني، أراك تكتب عن الداخل كثيرا ولم تعد تكتب عن العدوان. قلت له: العدوان الخارجي واضح يستخدم الطائرات والدبابات والبوارج الحربية يقتل اليمنيين بشكل علني. وحينما نوجه النقد للداخل نريد تسليط الضوء على الممارسات الخاطئة التي تعزز فقدان الثقة مما يسهل تفكيك الجبهة الداخلية وإضعافها وإحداث الانقسام المجتمعي. قلت له كيف ندعوا الناس للصمود وهم بدون مرتبات بينما الطابور الخامس يركبون أحدث السيارات ويستحوذون على المال العام؟ كيف ندعوهم لتقوية عزيمتهم وهم يرون أمنهم الاقتصادي والبدني تعبث به عصابة تعمل خارج المجلس السياسي وحكومة الإنقاذ؟ مثل هذا الوضع هو الذي يستحق لفت الانتباه إليه. لأن العدوان الخارجي يعلن عن نفسه وبمواجهته قائمة. أما العدوان الداخلي يقتل الناس ويدعي أنه يحييهم. يسرق لقمة عيشهم ويدعي أنه يعمل من أجلهم. يوطن الفوضى ويدعي أنه ينشد الاستقرار. يعمل على زيادة الاحتقان الداخلي وضرب مقومات الوحدة المجتمعية ويزعم أنه يحمي الاستقرار. علينا أن نعترف أن هؤلاء يشوهون الجبهة الداخلية ويحشون خطاباتهم بالكراهية والعنصرية. يعلنون صراحة كراهيتهم للمؤسسات الرسمية ويحاصرونها بالمجاميع المسلحة. أصبح الشعب اليمني يدرك أن الحرب فرضت بتكلفة باهظة لمصلحة أقلية. استمرار هذا السلوك سيفضي إلى عواقب وخيمة وسيؤدي إلى زعزعة الاستقرار الداخلي وتوفير أرضية مناسبة لانهيار الجبهة الداخلية التي يزعمون أنهم يعملون على حمايتها. إن الخطر الذي يتهدد الجبهة الداخلية هو انتزاع الوطنية من الآخرين من قبل جماعة لاتعرف بالحكومة ولا بالمجلس السياسي الأعلى. إذا كان الحوثيون مع المجلس السياسي ومع حكومة الإنقاذ فهل من الممكن أن يقولوا لنا العصابات المسلحة تتبع من؟ استمرار هذه التصرفات ستقود إلى كارثة. لذلك لابد من إلقاء القبض على العصابات المسلحة التي تعمل خارج الأجهزة الأمنية التابعة لوزارة الداخلية. ولابد من إعادة النظر في أولوياتنا في هذا الوقت بالذات. نحتاج إلى فهم العالم من حولنا. الأخذ على يد هذه العصابات إنقاذ للبلاد ولها. على الجميع أن ينحازوا لقضايا العدل والعدالة الاجتماعية. الحوثيون تعاملوا مع الدولة بوصفها دكانا والعصابات المسلحة خططت للاستحواذ على هذا الدكان.