نشرت صحيفة “المصريون” مقالا بعنوان “كيف خسرت الإمارات من إبعاد الوزير عادل الطريفي”، للكاتب فتحي مجدي شرح فيه كيف خسرت أبوظبي أحد الموالين لها والذي سمح لوسائل إعلام سعودية مهاجمة دولة قطر عبر الإعلام السعودي.
وقال مجدي ،كاتب المقال، ما زالت أصداء التغييرات الواسعة التي قام بها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز في عدد من المناصب الرسمية الرفيعة تشد انتباه المراقبين للشأن السعودي ، ورغم الانبهار والترحيب الكبير بقرار إحالة وزير الخدمة المدنية المقال خالد العرج إلى التحقيق على خلفية اتهامات بمخالفات تتعلق بتوظيف ابنه في وظيفة رسمية بشبهة فساد ، دون الاكتفاء بمجرد إقالته في سابقة مهمة ، إلا أن قرار عزل وزير الإعلام عادل الطريفي ، المقرب من دوائر إماراتية رفيعة ، ما زال يحظى باهتمام كبير ، خاصة وأن الطريفي يمثل رمزية إعلامية في المملكة أكثر من مجرد وزير ، فهو يعبر عن تيار فكري وإعلامي محسوب على الإمارات ، ويتمثل قناة فضائية كبيرة وصحف ومركز أبحاث في دبي ، كما له أنصار مبثوثون في صحف محلية عديدة .
ونوه الكاتب، أن مراقبين يعتبرون أن الأمور أفلتت من الطريفي في الأسابيع الأخيرة ، لتساهله مع سلوكيات وأداء إعلامي لتلك المنابر أساء إلى السعودية كما تسبب في توترات اجتماعية بدون مبرر ، إضافة إلى الإساءة البالغة لدول الجوار الخليجي ممن ترتبط بعلاقات استراتيجية مصيرية مع المملكة ، ولا مصلحة للسعودية في الإساءة إليها من أي وجه .
وأشار المقال إلى، الحوادث الثلاث الأخيرة التي يرى مراقبون أنها كانت حاسمة في قرار إبعاد الطريفي ، هي الحملة الغريبة التي تم توجيهها إلى المرأة السعودية تحت شعار “كوني حرة” والتي حملت “هاشتاجا” على مواقع التواصل الاجتماعي بنفس اللفظ ، والتي تسببت في جدل واسع وغضب كبير في مختلف الأوساط لتحريضها الصريح على انتهاك قيم راسخة في المجتمع السعودي المسلم ، حتى وصلت الأمور إلى تهديد من الأمير عبد العزيز بن فهد موجه مباشرة إلى القناة التي تبنت الحملة والتي انتهت بسحبها والاعتذار عنها للرأي العام السعودي ، والحادثة الثانية هي الكشف عن توظيف قناة محسوبة على المملكة لإعلامية مصرية سبق وكان لها مواقف شديدة العدوانية للسعودية ، حكومة وشعبا ، وسجل لها نشطاء كلمات وصلت إلى حد “البذاءة” في حق الشعب السعودي ، وانتهى الأمر بوقفها عن العمل ثم فصلها ، والحادثة الثالثة هو نشر مقالات في صحف محلية شديدة الإسفاف موجهة إلى دولة قطر وقيادتها وإعلامها ، رغم الصداقة والعلاقات الاستراتيجية الوثيقة بين البلدين مما اعتبر توظيفا لمنابر محلية في خدمة الإمارات التي تعيش أجواء صراع غير معلن مع قطر ، وتهتم بتوظيف آخرين لأداء المهمة لتحريرها من المسئولية .
وتابع “مجدي”، الأخطاء الثلاثة أتت في نهاية مشوار طويل من الأخطاء الأخرى التي اعتبرها نشطاء سعوديون مهينة للمجتمع السعودي وتنقب عن سوءاته وتسيء إلى المرأة السعودية والعلاقات الاجتماعية بصورة تبدو وكأنها صادرة عن إعلام معادي وليس إعلام وطنيا يفترض أنه يدافع عن البلاد ومصالحها وسمعتها ، كما سجلت تلك الملاحظات أن قطاعا من الإعلام المشار إليه كان ينشر غزلا في الإمارات وتطورها وأداء حكومتها وأمرائها أكثر مما كان ينشر عن القيادة السعودية نفسه ، كما اشتهر عن الوزير المقال أنه كان حريصا على قضاء إجازاته والمواسم المختلفة في دبي ، وهو سلوك له دلالة غير لائقة من مسئول رفيع .
وخلص الكاتب، في كل الأحوال يمثل قرار إبعاد عادل الطريفي خسارة فادحة للإمارات ، كما لجناح مهم ونافذ في الإعلام السعودي المرتبط بها ، وكان الترحيب واسع النطاق في مختلف الأوساط السعودية بقرار خادم الحرمين فيها تعبر عن ما وصل إليه الشعور العام من الغضب إزاء أداء الإعلام في مرحلة تولي الطريفي وزارته .