اخبار الساعة
اجتمع الكثير من الأطباء والباحثون على مخاطر الإدمان على النيكوتين (التدخين)، والذي يعتبر من أخطر أنواع الإدمان في العالم وأكثرها انتشاراً وتداولاً، وهذه المخاطر تؤذي المدمن أو المدخن على المدى القصير أو البعيد، وفي هذا الخصوص نشر علماء ومختصون تقريراً يوضح فوائد الإقلاع عن التدخين حسب تسلسلها الزمني، وبعبارة أخرى أوضحوا ماذا يحصل مع المدمن من لحظة إقلاعه وحتى مرور بضعة أسابيع.
حيث أوضحوا أنه بعد مضي 20 دقيقة من الإقلاع يبنخفض ضغط الدم وتعود درجة حرارة اليدين والقدمين إلى وضعها الطبيعي، أما بعد ثمانية ساعات تبدأ نسبة النيكوتين بالإنخفاض في الدم إلى حوالي 6.25% من المستويات اليومية المعتادة، وبعد ذلك ترتفع نسبة الأوكسجين بالدم بعد حوالي الـ 12 ساعة وتعود مستويات أول أكسيد الكربون إلى وضعها الطبيعي.
وبعد مرور يوم كامل على الإقلاع عن التدخين ترتفع مستويات القلق والتوتر بشكل كبير، ولكنها تعود إلى وضعها الطبيعي بعد فترة، كما تبدأ النهايات العصبية التالفة بالنمو من جديد، وتعود حاسة التذوق للعمل بفعالية بعد 48 ساعة، كما انهم أشاروا إلى أن المقلعين عن التدخين سيصلون إلى أعلى مستويات من الغضب وحالات من العصبية في هذه المرحلة الزمنية.
أما بعد مرور 72 ساعة كاملة، فالجسم سيكون قد تخلص من كامل كمية مادة النيكوتين وأكثر من 90% من المواد الكيميائية الأخرى التي تخزنت في الجسم جرّاء التدخين، وقد يعاني الأشخاص في هذه المرحلة من الأرق وقلة النوم.
ولكن الشيء الإيجابي في هذه المرحلة هي عملية التنفس حيث يصبح أسهل، وتتحسن وظائف الرئة بشكل ملحوظ، وأيضاً تتحسن صحة اللّثة والأسنان، ويتخلص الأشخاص المقلعين عن التدخين إلى ما يقارب 90% من الإدمان على النيكوتين بعد حوالي اسبوعين من إقلاعهم عن التدخين.
وتابعوا موضحين أنه بعد مرور أكثر من 3 اسابيع فالمقلعين سيشعرون بارتياح كبير وسيقل الضغط عنهم وينخفض مستوى القلق والغضب والأرق، وتتحسن قدرتهم على التركيز بشكل كبير، وينخفض خطر الإصابة بالنوبات القلبية والأمراض السرطانية بعد 3 أشهر، كما تتحسن صحة المدخنين من مرضى السكري بشكل خاص بعد 8 أسابيع بسبب عودة مستويات الأنسولين في الدم إلى طبيعتها.
وبالإضافة إلى ذلك فإن الطاقة تزداد وتنمو الأهداب في الرئتين من جديد، بالإضافة إلى التخلص من البلغم وجميع أنواع الإلتهابات والتعب، ويعود المدخن كأي شخص طبيعي غير مدخن بعد سنة من إقلاعه عن التدخين.
والجدير بالذكر أن التدخين بكافّة أشكاله كالسجائر، والنرجيلة كلها تعتبر من المُمارسات المضرّة بالصحة، والبيئة؛ فهو يُسبّب العَديد من الأمراض للمُدخّن وللمُحيطين به، ويُسبّب تلوُّث البيئة، كما يضرّ بميزانيّة الفرد، ويرفع تكاليف الرّعاية الصحيّة، ويُعيق التنمية الاقتصادية.
فدراسات مُنظّمة الصحّة العالمية تؤكد أنَّ التدخين يُسبّب حوالي (66) ملايين من حالات الوفاة سنوياً، وأكثر من (83%) منها تنتج عن التدخين بشكل مباشر، في حين أنَّ أكثر من 16% من حالات الوفاة تنتج عن التدخين السلبي.
ونشير إلى أن الكثير من المُجتمعات تحتاج لزيادة التوعية بمخاطر التدخين، وتكثيف بَرامج مُساعدة المدخّنين على الإقلاع عن التدخين، وتُشير الدراسات إلى أنَّ القليل من الناس يُدركون المخاطر الصحيّة الناتجة عن استخدام التبغ والتنباك، فقد أظهرت دراسة أُجريت عام (2009) في الصين أنّ (38٪) فقط من المدخنين يدركون أنَّ التدخين يُسبّب الإصابة بأمراض القلب التاجيّة، و(27٪) فقط يعرفون أنّه يتسبّب بالإصابة بالسكتة الدماغيّة، ومن ناحية أخرى فإنَّ ما يُمثل (15٪) فقط من سكان العالم يَحظونَ بخدماتٍ وطنيّة شاملة للإقلاع عن التدخين مع تكاليف التغطية الكاملة أو الجزئيّة.
المصدر : وكالات