قال موقع فوكس نيوز إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أعلن مؤخرا أن المملكة العربية السعودية ستكون أول دولة أجنبية يزورها، مما يؤكد نجاح التواصل السعودي مع الإدارة الجديدة، وتصميم الرئيس على إعادة الالتزام بالتحالف الاستراتيجي الذي يوفر الاستقرار في منطقة غير مستقرة، مضيفا أن رمزية هذا الأمر هامة بشكل استثنائي، وتدل على أن إدارة ترامب تتفهم القضايا الأساسية التي تشغلها في الشرق الأوسط اليوم.
وأضاف الموقع الأمريكي في تقرير ترجمته وطن أن الشرق الأوسط اليوم يشهد جهدا حازما لإسقاط الملكية السعودية الخليجية التي تشكل خط الجبهة في المعركة ضد الإرهاب، وعلى الرغم من الملكيات لا تحظى بشعبية كبيرة، إلا أن المملكة العربية السعودية وغيرها من البلدان التي تحكمها الأسر المالكة ظهرت كخط دفاع أخير في لعبة كبيرة وخطيرة لقلب موازين الشرق الأوسط والاستقرار العالمي.
ولفت الموقع إلى أن إيران، وداعش، والقاعدة جميعهم يريدون أن يحلوا محل الملكيات الخليجية، لتصبح الملكيات واقعة تحت تأثير الثيوقراطية الشيعية في إيران، أو في حالة داعش والقاعدة تصبح في خلافة سُنية. ويحلم كل من إيران والجهاديين السُنة بالسيطرة على مدينتي مكة والمدينة المقدستين، وكذلك حقول النفط العربية وهذه السيطرة تمنحهم نفوذا هائلا على العالم الإسلامي، لا سيما وأنه في الأسبوع الماضي حذر نائب ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان من أن بلاده الهدف الرئيسي للنظام الإيراني.
واعتبر فوكس نيوز أن مجلس التعاون الخليجي الذي يضم الدول الملكية الست (المملكة العربية السعودية، والإمارات العربية المتحدة، والبحرين، والكويت، وعمان، وقطر) تمثل الركائز الأساسية التي تدعم بشكل مباشر وغير مباشر هيكل الدولة القومية في المنطقة، فهي لا تشكل حصنا ضد انتشار إيران وداعش فحسب، بل تساعد أيضا في الحفاظ على النظام الوطني للدولة خارج حدودها من خلال دعم الأردن ومصر وباكستان ودول إقليمية أخرى من المرجح أن تسقط دون دعمها النشط. وبدون الشيكات الكبيرة للمالكيات العربية الغنية، ناهيك عن المساعدات الأمريكية، من المرجح أن تكون مصر قد تراجعت الآن. والشيء نفسه ينطبق على الأردن. وفي اليمن، حيث يقاتل الحوثيون المدعومون من إيران بوحشية ضد الحكومة الشرعية، فإن ما يبدو الآن أن منطقة كارثة ناشئة كانت ستحدث منذ فترة طويلة دون دعم هائل من الخليج، بما في ذلك استضافة الملايين من العمال اليمنيين واللاجئين في دول مجلس التعاون الخليجي.
وعلى الرغم من ذلك، هناك مشكلة بالنسبة للعديد من المثقفين الغربيين هي أنهم لا يحبون النظام الملكي الخليجي القائم، وبالتالي يخفضون قيمة تلك الملكيات كحلفاء لأمريكا، ويعتبرونهم رموزا للعديد من الأشياء مثل الاستبداد، والسلطة الموروثة، والثروة والامتياز غير المكتسبين، وقمع حقوق المرأة.
وهذا الموقف معيب بشكل خطير، فبينما لا يزال هناك تقدم اجتماعي كبير، فإن دول الخليج قدمت لشعبها والنظام العالمي عقودا من الاستقرار وحكم أفضل بكثير من نظيراتها، وأي أنظمة ما بعد الاستعمار التي ظهرت في السبعينات الأخيرة سواء كانت اشتراكية أو قومية عربية أو شيوعية أو إسلامية أو حتى ديمقراطية مثل لبنان لم تنجح في المنطقة.
نعم، من المؤكد أن الملكيات قد قوضت الحريات، ولكن جهودهم في ظل أي قمع لحريات شعبهم قد تضاءلت بالمقارنة مع نظرائهم الجمهوريين أو الإسلاميين، ويمكن فهم الأمور بمقارنتها مع عدد الإيرانيين الذين قتلتهم الجمهورية الإسلامية منذ ثورة عام 1979، كما لا يمكن أن نقارن بين وحشية النظام الإيراني في استخدام العنف فقط مع جمهوريات البعث في سوريا والعراق.
وعلى الرغم من أي فساد ونخبة من التساهل الذاتي في الملكيات، فإن رعاياها ما زالوا يستفيدون من حصة كبيرة من الفطيرة الاقتصادية أكثر بكثير من المواطنين في الدول المذكورة آنفا منذ استقلالهم. ومع التعاقد الاجتماعي الأقوى مع شعوبها، فإنه ليس من المستغرب أن الملكيات كانت أكثر قدرة على الصمود أمام الفوضى وإراقة الدماء التي تزامنت مع الربيع العربي.
ويجب على الغرب أن ينظر إلى النظام الملكي الخليجي كشريك استراتيجي وأن يدعمه بتأييد تام لأنه يقف أمام هذه القوى الثورية الخطيرة، ليس فقط داعش والقاعدة ولكن أيضا، وعلى قدم المساواة مع ذلك فإن إيران التي هي أكثر هدوءا ممثل ثوري مؤسسي عن تنظيم داعش أو تنظيم القاعدة. كما أن القدرة الثورية الإيرانية أكثر قوة لأنها تتمتع بموارد دولة حديثة. بل هي أيضا أكثر خطورة، لأنها تدعي بجلاء أنها عضوا مسؤولا في النظام الدولي، وتتظاهر بالسعي من أجل السلام واللعب لعبة الدبلوماسية في حين تعمل بنشاط لإسقاط النظام العربي من خلال قوات الحرس الثوري والوكلاء الإرهابيين في جميع أنحاء المنطقة.
وأكد الموقع أن النجاح النسبي للملكية العربية يحتاج إلى أن يفهم ويعترف إذا ما أريد وقف مسار الهبوط الخطير في منطقة الشرق الأوسط وعكسه، والرئيس ترامب في إعلانه أن أول رحلة خارجية له ستكون إلى السعودية، يظهر أن إدارته تفهم هذا بوضوح، ويفهم أيضا ما هو على المحك بالنسبة للعالم.