أخبار الساعة » السياسية » عربية ودولية

روسيا تمد الرياض بمنظومة دفاع متطورة (تفاصيل)

تسعى المملكة العربية السعودية، وهي حليفة الولايات المتحدة الأمريكية منذ فترة طويلة، إلى تنويع مصادر موردي أسلحتها، وهو ‏الأمر الذي سيجعل روسيا سعيدة جدا لأن تكون إحدى هؤلاء الموردين.
 
كانت وما زالت شركات الدفاع الأمريكية حتى الآن ‏أكبر المستفيدين من مبيعات الأسلحة الأجنبية للمملكة العربية السعودية، وهي تستعد أيضاً لجني مليارات الدولارات مع ‏الزيارة القادمة للرئيس الأمريكي إلى المملكة العربية السعودية.
 
 ومع ذلك تكثف موسكو جهودها من أجل جذب رجال الأعمال ‏السعوديين، حتى مع استمرار بيع أسلحتها لكلٍّ من الهند والصين. ‏
 
وقالت ميليسا دالتون، وهي عضو بارز ونائب مدير برنامج الأمن الدولي في مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية، بأن سوق ‏الأسلحة العالمية قد تغير مع عقد المملكة العربية السعودية لصفقات أسلحة أخرى مع منافسي الولايات المتحدة الأمريكية مثل ‏روسيا والصين وأوروبا.
 
وكانت وكالة الأنباء الروسية "تاس-‏TASS‏" ذكرت الأسبوع الماضي بأن نائب وزير الدفاع الروسي أجرى اجتماعا مع ‏مسؤول عسكري سعودي كبير في موسكو، وأوضحت وزارة الدفاع الروسية بأن السعودية عازمة على شراء أسلحة روسية ‏حديثة. ‏
 
وقال دالتون، وهو مسؤول سابق في البنتاغون، بأنه غالباً ما يتم نقل رسالة سياسية قوية جداً عندما يتم الإعلان عن أي اجتماع ‏معين، وأضاف بأن الكشف عن مقابلات سعودية-روسية فيما يتعلق ببيع الأسلحة هي إستراتيجية تستخدمها الرياض أحياناً من ‏شأنها تسليط الضوء على الموردين البديلين للأسلحة كوسيلة للحصول على صفقة أمريكية أفضل أو حتى موافقة أمريكية على ‏أشياء معينة. ‏
 
ويعتزم السعوديون زيادة الإنفاق العسكري بنحو 7% هذا العام، وهو ما يعكس جزئياً الحرب في اليمن، والتهديد العسكري المتزايد ‏من إيران.
 
ومن خلال المتابعة، فقد شكلت المبيعات العسكرية الأجنبية الأمريكية للمملكة العربية السعودية من عام 2012 إلى 2017 أكثر بقليل من ‏نصف مبيعات الأسلحة لمنطقة الشرق الأدنى وجنوب آسيا، وكانت المملكة في عام 2015 هي ثاني أكبر دولة أجنبية تقوم بشراء ‏الأسلحة الأمريكية بعد كوريا الجنوبية. ‏
 
وقال جوناثان روت، وهو المحلل في شركة "موديز" ويعرف تماماً كبار مقاولي شركات الدفاع الأمريكية الخمس التي لها علاقة ‏تجارية مع المملكة العربية السعودية، بأنه يؤمن تماماً بأن هذه الشركات سوف تطالب بإنشاء مكاتب تحصيل في الرياض لضمان ‏عدم فقدان أعمالها مع السعوديين. ‏
وأصبحت علاقة واشنطن مع الرياض متوترة عندما قررت إدارة أوباما وقف مبيعات الأسلحة وبعض الدعم العسكري للمملكة ‏العربية السعودية بسبب المخاوف من احتمال وقوع جرائم حرب في اليمن، وهو الأمر الذي أدى إلى تحرك السعوديين للبدء في ‏البحث عن مكان آخر للحصول على تكنولوجيا الأسلحة بما في ذلك روسيا. ‏
 
وللتأكيد على دعم ترامب للسعوديين، فإن زيارته الخارجية الأولى كرئيس للبلاد ستكون إلى المملكة العربية السعودية في وقت ‏لاحق من هذا الشهر، ومن المتوقع أن يزور إسرائيل والفاتيكان أيضاً. ‏
 
ومن الواضح أنه من غير المتوقع أن تحل موسكو محل واشنطن كمزود رئيسي للأسلحة للمملكة العربية السعودية، حيث لا تزال ‏شركات الدفاع الأمريكية تهيمن بشكل كبير على مبيعات الأسلحة للمملكة.
 
ومع ذلك يبدو أن الروس على استعداد لبيع أنظمة ‏أسلحة متقدمة للمملكة، وهي الأسلحة التي ربما لن تحصل على موافقة الولايات المتحدة الأمريكية بسبب معارضة إسرائيل ‏وأعضاء في الكونغرس. ‏
 
وقال دالتون إن السبب وراء ذهاب المملكة العربية السعودية في الثمانينيات لعقد صفقة أسلحة مع الصين هو أن الولايات المتحدة ‏الأمريكية لم تكن تميل في ذلك الوقت لتوفير الأسلحة من ذلك النوع للمملكة. ‏
 
من الممكن أيضاً في الوقت نفسه أن يتمكن الروس يوماً ما من مساعدة السعوديين في تطوير قدرة صواريخ باليستية محلية، ‏وهو ما أثبتته إيران في العام الماضي عند اختبارها لصاروخ "ذو الفقار"، وساعدت روسيا إيران في بناء أول محطة للطاقة ‏النووية المدنية في عام 2011، وتعاونت معهم أيضاً في بناء محطة أخرى، وعرضت روسيا المساعدة للسعوديين حين شرعت ‏بخطة بقيمة 80 مليار دولار لبناء أكثر من 12 محطة للطاقة النووية. ‏
 
المصدر : متابعات

Total time: 0.0544