اخبار الساعة
في ضاحية راقية من ضواحي عاصمة السنغال يدرس فرع من فروع جامعة المصطفى المذهب الشيعي للطلبة ضمن مواد أخرى، ويدير الفرع رجل يعلق صورة المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي على جدار مكتبه.
وتتضمن المناهج تدريس الثقافة والتاريخ الإيرانيين والعلوم الإسلامية بالإضافة للغة الفارسية، كما ويحصل الطلاب على طعام مجاني ومساعدات مالية. والجامعة هي مركز شيعي في بلد مذهبه الشائع هو الصوفية.
وعلى بعد بضعة كيلومترات تدرس جمعية الدعوة للشبيبة الإسلامية المذهب السني الذي تعمل به السعودية أكبر خصم لإيران على الصعيد الديني والسياسي والعسكري.
وتضخ الجمعية المدفوعات التي تأتيها في صورة تبرعات من السعودية وقطر ودبي والكويت إلى مساجد يديرها سلفيون، كما أن رفوف الجمعية عامرة بكتب المنهج السلفي التي يمشط سطورها الأئمة لتدبيج الخطب وإلقائها في نحو 200 مسجد عبر السنغال.
وتجسد المؤسستان صراعا على النفوذ في السنغال وفي إفريقيا بوجه عام بين الشيعة بدعم من إيران والسنة بتمويل من السعودية.
إقرأ المزيد
وزير خارجية المملكة العربية السعودية عادل أحمد الجبير في مقر الأمم المتحدة في منهاتن، نيويورك 26 سبتمبر 2015الرياض تدعو طهران إلى عدم توظيف حادثة "منى" سياسيا
بالنسبة للسنغال، فقد يكون أي من النفوذين مصدرا للمشاكل، فهذا مجتمع لطالما كان يميل للاعتدال السياسي ويرجع الفضل في ذلك إلى حد كبير إلى تقاليد التسامح التي تبنتها الطرق الصوفية في البلاد.
ويقول ابن أحد رجال الدين في قم، طلب عدم نشر اسمه بسبب حساسية المسألة: "الآلاف من الطلاب من جميع أنحاء إفريقيا يتلقون ما يكفي من أموال إيرانية بما يمكنهم وأسرهم من زيارة قم أثناء الانتهاء من دراساتهم".
وقال مدير الدراسات بجامعة المصطفى الشيخ أدرامي واني لـ(رويترز): "الجامعة في دكار تستقبل 150 طالبا سنويا وتقدم لهم تعليما مجانيا ومنحا مالية ووجبات إفطار"، وأكد مسؤول بارز في جامعة المصطفى بقم، طلب عدم نشر اسمه أيضا لذات الحساسية، : "هدفنا ثقافي وتعليمي بحت.. نريد النهوض بالتعليم العالي في إفريقيا".
#السلفية تخسر مرة اخرى موقع قدم لها في #السنغال والمذهب #الشيعي المتسامح يتمدد #سرايا_السلام تنتصر #Somalia#mufcpic.twitter.com/ZeBpXGLU58
— متابع (@HasanShaeeb) ١٢ مايو، ٢٠١٧
وأضاف، "السعودية والكويت وتركيا ودول كثيرة أخرى أسست مدارس دينية في أفريقيا، وإلى جانب ذلك هناك الكثير من المدارس الأمريكية والبريطانية المسيحية بل وحتى مدارس هندوسية.. لذا فإن هناك منافسة في أفريقيا، وإذا لم يكن لنا موطئ قدم هناك فلن نلحق بالركب".
وقال الشيخ عباس معتقدي مدير جامعة المصطفى في دكار: "لا صلة للجامعة بأجهزة المخابرات أو السياسة الإيرانية.. نحن جامعة خاصة.. مهمتنا الوحيدة هي التدريس ولا شيء آخر.. إن اعتناق المذهب ليس شرطا إلزاميا للدراسة".
وفي موازنة إيران لعام 2016 حصلت الجامعة على 2390 مليار ريال (74 مليون دولار)، لكن مسؤولا ذكر أن الجامعة تحصل على مزيد من التمويل من مكتب الزعيم الأعلى وشخصيات أخرى تحت قيادته.
#رويترز:انتشار شيعي كبير في #السنغال..و #إيران تتمدد في #افريقياhttps://t.co/eD5cQVAOEK#السعودية#إيرانpic.twitter.com/QMLvz5Xat1
— بوابة القاهرة (@caironewsportal) ١٢ مايو، ٢٠١٧
وفي جمعية "الدعوة" بدكار يتحدث الإمام إبراهيم نيانغ عن فضائل المذهب السني، بقوله: "رسالة السلفية بسيطة.. أن تكون مسلما صالحا يتعين عليك أن تتبع سنة النبي محمد".
والتحق نيانغ بمدارس لتحفيظ ودراسة القرآن منذ كان في السادسة من عمره وحتى سن 27 ثم درس في وقت لاحق في السعودية، وبعد عودته في 1989، قام هو وزملاء محافظون بتأسيس جمعية "الدعوة" في السنغال.
وأضاف، "إذا كان بوسع الكاثوليك أن يمولوا مشروعات في السنغال بهدف التبشير فلماذا لا يكون بوسع السعودية أن تقوم بالأمر ذاته؟".
ويقول الإمام شريف مبالو الأمين العام لرابطة أهل البيت، وهي حركة شيعية إفريقية تأسست في آب العام الماضي، "هناك ما بين 30 و50 ألف شيعي في السنغال، التي يسكنها 15 مليون نسمة".
من جانبه، أكد سامبي من معهد تمبكتو، أنه "لا توجد أرقام موثوقة لأعداد السلفيين في السنغال"، لكنه قال: "السلفيون يسيطرون على عدد من المساجد الشهيرة في البلاد".
وأشار بيتر فام، مدير مكتب إفريقيا في المجلس الأطلسي ومقره واشنطن، بأن "الطرق الصوفية التقليدية في السنغال لديها قواسم مشتركة مع المذهب السني في السعودية أكثر من قواسمها مع الشيعة".
ويعتقد بعض السنغاليين أن الطرق الصوفية التي اتبعها أجدادهم قديمة وخانقة، فيما يوفر تبني مذاهب إسلامية أخرى فرصة للتحرر.
المصدر : وكالات