أخبار الساعة » السياسية » اخبار اليمن

اليمن : محافظ حضرموت "بن بريك" في استضافة أبوظبي وسط إشادة بمجلس الانفصال الجنوبي

اعتبر مغردون سعوديون الإعلان الإماراتي عن وجود محافظ حضرموت في أبوظبي بمثابة تحد جديد للمملكة العربية السعودية.

ولم يستبعدوا قيام الإمارات بإغراء المحافظ بالمال لدعم «المجلس الانتقالي الجنوبي» خاصة بعدما لوحظ أنه بدأ ينأى بنفسه عن المجلس وفكرة الانفصال الكامل خاصة أن الحضارمة يسعون ليكونوا إقليما خاصا داخل الدولة اليمنية طبقا للمبادرة الخليجية التي اعتمدت نظام الأقاليم لليمن الموحد بعد انتهاء انقلاب «الحوثيين» والرئيس السابق«علي عبدالله صالح» .

جاء ذلك بعد أن قام صحفي إماراتي معروف بقربه من ولي عهد أبوظبي الشيخ «محمد بن زايد» بنشر تغريده عن زيارته لمحافظ حضرموت اللواء «أحمد بن بريك» في أحد فنادق أبوظبي، ما أثار حالة واسعة من الغضب والجدل على مواقع التواصل الاجتماعي.

وكان الصحفي الإماراتي «حمد المزروعي» قد نشر صورة له مع محافظ حضرموت قائلا عبر حسابه على «تويتر»: «‏تشرفت بـاللقاء ليلة أمس مع اللواء أحمد بن بريك شخصية وطنية لا تساوم على الجنوب مهما كان المقابل من أصحاب الهوى.. شخص يملك كل الملفات».

وأضاف «المزروعي»: «لا خوف على الجنوب العربي ما دام هناك أمثال أحمد بن بريك وعيدروس وهاني والشلال عزيمتهم وإيمانهم بالجنوب يفرح به كل محب للجنوب العربي».

وكان «المزروعي» قد أعلن قبل أيام أن الإمارات ستستضيف مكتبا لتمثيل «المجلس الانتقالي الجنوبي»، ما يعد اعترافا بدولة الجنوب وهو ما اعتبره مراقبون تحديا للسعودية التي ترفض هذا المجلس وتعتبره طعنة لها.

من جهته، قال الإعلامي السعودي «جميل العتيبي» إن ‏داعمو انقلاب عدن صاروا يتحدثون في العلن، مرفقا تغريدته بصورة من تغريدة الصحفي الإماراتي «حمد المزروعي».

هذا، وتحدثت أوساط سياسية عن خلاف غير معلن بين المملكة العربية السعودية والإمارات بسبب التطرف الإماراتي تجاه الشرعية اليمنية والدفع بالأمور في الجنوب نحو التعقيد بتشجيع الإنفصاليين المقربين منها للقيام بخطوات انفصالية ومحاولة حشد القوى الدولية باتجاه حل سياسي في اليمن، يستهدف إنهاء الرئيس «عبدربه منصور هادي».

وكان «أحمد بن بريك» محافظ حضرموت تلقى دعوة من أبوظبي قبل يومين من إعلان «المجلس الانتقالي الجنوبي»، وأعلن من هناك تأييده له، بينما قاد «أحمد لملس» محافظ شبوة مظاهرات في المحافظة، أول أمس الثلاثاء، عبرت عن تأييدها للمجلس المشكل، فيما دعا «ناصر الخبجي» محافظ لحج لمليونية في ذكرى الوحدة اليمنية خلال اجتماع عقده في عدن أثناء تواجد محافظ عدن المقال «عيدروس الزبيدي» ووزير الدولة المقال «هاني بن بريك» في الرياض.

وتوقعت مصادر في وقت سابق أن يصدر الرئيس اليمني «هادي» قرارا بإقالة «أحمد بن بريك» محافظ حضرموت الذي اعترف بـ«المجلس الانتقالي»، وكان مع محافظ شبوة ومحافظ لحج من بين المسؤولين الذين رفضوا الاستجابة لدعوة البيان الرئاسي الذي طالب المسؤولين الذين وردت أسماؤهم في الإعلان بتحديد موقف منه.

ومنذ قرارات إقالة «الزبيدي» و«بن بريك»، تبنت وسائل إعلام الإمارات، حملات إعلامية موجهة ضد «هادي»، ومؤيدة للخطوات التي اتخذها الانفصاليون في الجنوب، بالرغم من التطمينات السعودية للشرعية بخصوص ما يحدث في الجنوب، وخصوصا الدور الإماراتي.

وشهدت الفترة السابقة دورا بارزا للإمارات في تغذية التوجهات المناطقية في المحافظات الجنوبية، إضافة إلى تأسيس هوية وعقيدة عنصرية للقوات التي تم تشكيلها في الجنوب، وبما يشكل طعنة في خاصرة الوحدة والشرعية.

وأثارت إقالة الرئيس اليمني لـ«بن بريك» و«الزبيدي» امتعاض وسخط قادة إماراتيين، ووصلت إلى ذروتها بهجوم حاد شنه الفريق «ضاحي خلفان» نائب رئيس الشرطة والأمن العام في إمارة دبي، على «هادي»؛ حيث طالب بتغييره، زاعما أنه رئيس يفرق ولا يجمع، وأنه سبب أزمة اليمن.

وبعد أيام من إقالة «بن بريك» و«الزبيدي» خرجت مظاهرة حاشدة في عدن نظمها أنصار «الحراك الجنوبي» للاحتجاج على الخطوة، وصدر عنها ما سمى بـ«إعلان عدن التاريخي»، القاضي بتفويض «الزبيدي» بتشكيل مجلس سياسي لإدارة المحافظات الجنوبية.

ورغم أن الخلافات بين الرئيس اليمني «عبدربه منصور هادي» والإمارات تبدو قديمة، إلا أن خروجها للعلن بشكل واضح تمثل في واقعتين خلال الأشهر الأخيرة؛ الأولى في الاشتباكات التي جرت في محيط مطار عدن، بتاريخ 12 فبراير/شباط الماضي، عندما أقال الرئيس اليمني قائد القوات المكلفة بحماية المطار المقدم ركن «صالح العميري»، أحد رجال الإمارات.

وكانت الواقعة الثانية بتاريخ 27 أبريل/نيسان الماضي، عندما أقال الرئيس اليمني محافظ عدن «عيدروس الزبيدي» ووزير الدولة «هاني بن بريك»، وهما من أهم رجال الإمارات في الجنوب اليمني.

 

Total time: 0.0542