في الوقت الذي يزور فيه الرئيس «ترامب» إلى السعودية، توصلت الولايات المتحدة إلى صفقة بقيمة 6 مليارات دولار مع السعودية لشراء أربع سفن قتالية ساحلية قامت بها شركة لوكهيد مارتن ضمن مجموعة من عمليات شراء أسلحة رئيسية. وقال نائب رئيس هيئة الدفاع الأمني في البنتاغون «جو ريكي» الجمعة في مكالمة هاتفية أن الولايات المتحدة ووزارة الدفاع السعودية «صاغتا وتفاوضتا على صفقة بلغ مجموعها 110 مليار دولار». وأضاف «عند اكتمالها ستكون أكبر صفقة أسلحة واحدة في التاريخ الأمريكي».
وبينما تتضمن الحزمة صفقات بدأت في ظل إدارة الرئيس «باراك أوباما» فإن العنصر الأهم هو الاتفاق على سفن القتال الساحلية المسلحة بشكل أفضل من معدات الدعم والذخيرة ونظم الحرب الإلكترونية. ويأتي هذا في الوقت الذي يصل فيه «ترامب» إلى الرياض في المحطة الأولى له من رحلة تستغرق ثمانية أيام ستأخذه في جميع أنحاء الشرق الأوسط و أوروبا.
صفقة البوينغ
وستوقع الولايات المتحدة والسعودية أيضا اتفاقا بنحو 500 مليون دولار في ما يمكن أن يصبح صفقة بقيمة 3.5 مليار دولار لـ48 طائرة هليكوبتر من طراز تشينوك 47 ومعدات ذات صلة من إعداد شركة بوينغ. وقد وافقت وزارة الخارجية على البيع، في ديسمبر/كانون الأول الماضي. وبشكل منفصل، أبلغت وزارة الخارجية لجان الشؤون الخارجية بالكونجرس يوم الجمعة أنها مستعدة للموافقة على تراخيص التصدير.
وتأتي المبيعات في الوقت الذي تبشر فيه إدارة «ترامب» بتحسين العلاقات مع السعوديين بعد توترها في عهد «أوباما». ومن جانبها تعهدت السعودية بشراء ما قيمته مليارات الدولارات من المعدات العسكرية الأمريكية خلال العقد القادم واستثمار حواي 40 مليار دولار من صندوق الثروة السيادية فى الشركات الأمريكية.
وتشكل السفن الساحلية، المصممة للمياه الساحلية الضحلة، جزءا من مجموعة من الاتفاقات بشأن مبيعات الأسلحة التي سبق أن وافقت عليها وزارة الخارجية في أواخر عام 2015، والتي تشرف على برنامج المبيعات العسكرية الأجنبية. وقد وافق الكونغرس أيضا على البيع، ولكن لم تكتمل الصفقة في ظل إدارة «أوباما». وقد تطلب الأمر من 2009 إلى 2016، لتوافق إدارة «أوباما» على صفقة بـ 115 مليار دولار من المبيعات المحتملة للسعوديين.
وقد ارتفع سهم لوكهيد 2.1% يوم الجمعة، فيما ارتفع بنسبة 9.1% حتى الآن هذا العام. كما ارتفعت أسهم بوينغ 3.4%.
ولم يرد الناطق باسم السفارة السعودية على رسالة بريد إلكتروني ومكالمة هاتفية بحثا عن تعليق. وقال المتحدث باسم لوكهيد «جون توريسى» فى رسالة بالبريد الإلكتروني: «إن المبيعات العسكرية الخارجية هى قرارات تخص الحكومة، وأي مناقشات محتملة يمكن أن تعالج بشكل أفضل من قبل الحكومة الأمريكية».
دبابات M1A2
وستتضمن الإعلانات الدفاعية أيضا اتفاقا يكمل عملية بيع تمت الموافقة عليها في أغسطس/آب 2016 يشمل 115 دبابة من طراز «M1A2» من شركة جنرال ديناميكس، فضلا عن الذخائر، ونظم استعادة المعدات الثقيلة.
ومن المتوقع أيضا أن يتم التوصل إلى اتفاق رسمي مع شركة لوكهيد لبيع المزيد من صواريخ باتريوت باك 3 التي وافق عليها الكونجرس بالفعل.
وبالإضافة إلى ذلك، من المتوقع الإعلان عن المضي قدما في عدد من الصفقات الأخرى. وهي تشمل برنامجا قيمته 18 مليار دولار لتطوير هيكل القيادة والسيطرة العسكري السعودي، وبيع حوالي 60 طائرة هليكوبتر من طراز UH-60 من لوكهيد بحوالي 5 مليارات دولار.
ومن المتوقع أيضا الإعلان عن نية السعودية شراء نظام صاروخ ثاد المضاد للصواريخ من طراز لوكهيد الذى يعترض الصواريخ القادمة على ارتفاعات أعلى من باتريوت. وقد تم بيع «ثاد» بالفعل إلى دولة الإمارات كأول عميل دولي، وقد أدى نشرها من قبل الولايات المتحدة في كوريا الجنوبية إلى خلق توتر مع الصين.
تفاصيل منطقية
وسيتم إدارة عقود جميع المعاملات في الحزمة من قبل الحكومة الأمريكية مع الشركات، وهو المعيار الذي تتم بموجبه عقود المبيعات العسكرية الأجنبية.
وقال «جون كابيلو»، وهو باحث بارز مختص بقضايا الشرق الأوسط وقضايا الدفاع الصاروخي، من مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات، عن الصفقات المزمع إجراؤها في رسالة بالبريد الإلكتروني: «لقد رأيت معظم التفاصيل، وهي منطقية». وأضاف: «الدفاع الصاروخي هو أولوية سعودية، ونحن نحاول أن نحصل عليها لتحسين القدرة، وخاصة القدرة البحرية، لبعض الوقت».
وستكون سفن القتال الساحلية المعدلة، المعروفة باسم «المقاتلات السطحية متعددة الأغراض»، أول عملية بيع دولية للسفينة، والتي تشمل ذخائر مثل صاروخ الدفاع الجوي المطور «سبارو» من شركة رايثون.
وحتى وقت قريب، كان السعوديون على استعداد لتوقيع اتفاق لسفينتين، ولكن تم زيادة ذلك إلى أربعة، وذلك وفقا لمسؤول أمريكي. وقال أحد الأشخاص أن الحكومة السعودية ستعلن أيضا عزمها على شراء أربع سفن أخرى في وقت لاحق.
وتقول لوكهيد على موقعها على الانترنت أن النسخة المعدلة تشمل صواريخ وبنادق ومدافع 20 ملم، قادرة على إطلاق صواريخ البحر سبارو المضادة للطائرات ونظام الدفاع الطوربيدي الجديد.
ورغم ذلك، قد تواجه أجزاء من الحزمة نقدا في الكونغرس. فقد أصدر العديد من أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي قرارا بعرقلة البيع فى سبتمبر/أيلول الماضي، واستشهدوا بالادعاءات التي تفيد بأن الطائرات السعودية تقتل مدنيين في اليمن بالذخائر التي تزودها الولايات المتحدة. وقد هزم هذا القرار في سبتمبر/أيلول 2016 في تصويت 71 مقابل 27.
وقال «مايك ميلر» مدير الأمن الإقليمي ونقل الأسلحة في وزارة الخارجية الأميركية في مؤتمر صحفي أن «هذه الحزمة تتضمن عمليات تدريب كبيرة للقوات الجوية الملكية السعودية تتعلق بأداء السعودية في اليمن» أي التدريب على قانون النزاع المسلح، وكذلك على وسائل تقليل خطر وقوع خسائر في صفوف المدنيين.
وقال مسؤول في وزارة الدفاع السعودية أن وزير الدفاع السعودي أبرم اتفاقا مع وزارة الخارجية في الأسبوع الماضي يوافق على الالتزام بقواعد النزاع المسلح في استخدام الأسلحة.
كما أبلغت وزارة الخارجية المشرعين يوم الجمعة أنها تعتزم الموافقة على رخصة تصدير لشركة رايثيون لبيع 16 ألف قنبلة بافو موجهة بالليزر. وقال المسؤول أنه من غير المتوقع أن تكون القنابل جزءا من إعلان يوم السبت.
المصدر | بلومبيرغ