قال رئيس تحرير جريدة الشرق القطرية «صادق محمد العماري» لفضائية الجزيرة إن اختراق موقع وكالة الأنباء القطرية (قنا) منتصف الليلة الماضية هو جريمة قرصنة إلكترونية تقف وراءها جهات استخباراتية، مؤكدا أن القنوات التي نقلت التصريحات المزيفة كانت مستعدة مسبقا لتغطيتها بهدف النيل من دولة قطر.
وأضاف في لقائه مع الجزيرة أن هذا الاختراق تزامن مع اختتام قمم الرياض، ومع تأكيد الرئيس الأمريكي «دونالد ترامب» لقطر أنها شريك رئيسي في مكافحة الإرهاب، وكذلك مع فشل انقلاب عدن، في إشارة إلى مجلس الحكم الانتقالي الجنوبي الذي تم الإعلان عنه مؤخرا بدعم من الإمارات لانفصال الجنوب وأعلنت الحكومة اليمنية فشله في وقت لاحق.
ويتهم ناشطون وسياسيون أبوظبي، بدعم الفصائل المطالبة بالانفصال في جنوب اليمن.
واستنتج «العماري» من ذلك أن الاختراق لم يكن مجرد قرصنة عادية، بل كان فعلا سياسيا يستهدف استمرار محاولات شيطنة قطر وإظهارها بمظهر الداعم للإرهاب.
وقال «العماري» إن هناك ما يدعو للاستغراب من جاهزية قناتي العربية وسكاي نيوز أبوظبي لبث الخبر المزيف في الساعة 12:15 بعد منتصف الليل، وبعد ذلك بسبع دقائق ظهر أن القناتين قد جهزتا الضيوف والتقارير المصاحبة والفيديوهات المختلقة، وهو ما يعني أن هناك إعدادا مسبقا للتغطية.
واعتبر رئيس تحرير جريدة الشرق أن من الغريب أيضا استمرار تلك القنوات في النيل من قطر وإعادة تقديم الأخبار المزيفة رغم أن الحكومة القطرية أصدرت بيانا رسميا ينفيها، كما أن تلفزيون قطر كان قد بث حفل تخريج الدفعة الثامنة للخدمة الوطنية الذي حضره أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني على الهواء مباشرة، ولم يكن متضمنا لتلك التصريحات المنسوبة للأمير.
وأشار «العماري» إلى أن تلك القنوات لفقت أيضا الأكاذيب أثناء محاولة الانقلاب الفاشلة في تركيا العام الماضي، وأنها زعمت أن الرئيس التركي «رجب طيب أردوغان حاول اللجوء إلى ألمانيا لتشتيت الجبهة الداخلية التركية.
وأوضح «العماري» أن بلاده تعول على وعي المواطنين، لافتا أيضا إلى وقوف المغردين الخليجيين مع قطر في نشاطهم على مواقع التواصل الاجتماعي لكشف التزييف.
تغريدة خلفان
وفي وقت سابق اليوم، قال نائب رئيس الشرطة والأمن العام في دبي «ضاحي خلفان» إن إعلان قطر رسميا حدوث اختراق لوكالة أنبائها الرسمية أمر يجب القبول به، وذلك بعد أن كان قد نشر تغريدة سابقة رفض فيها جميع الأعذار التي صدرت عن مسؤولين قطريين.
وجاءت تغريدة «خلفان» المفاجئة بعد سلسلة تغريدات نشرها على حسابه الرسمي بـ«تويتر» انتقد فيها قطر، على خلفية تصريحات مفبركة لأميرها الشيخ «تميم بن حمد آل ثاني».
ونفت قطر صحة التصريحات المنسوبة إلى الشيخ «تميم» وتناقلتها العديد من وسائل الإعلام نقلا عن «وكالة الأنباء القطرية الرسمية» (قنا) بعد تعرضها لعملية قرصنة.
وكان مدير مكتب الاتصال الحكومي في قطر «سيف بن أحمد آل ثاني»، أكد أن موقع «قنا» الإلكتروني تم اختراقه من قبل جهة غير معروفة، وقام بنشر تصريح مغلوط لأمير دولة قطر بعد حضوره حفل تخريج الدفعة الثامنة للخدمة الوطنية.
وكان الخبر نسب تصريحات لأمير قطر حول العلاقة مع الرئيس الأمريكي «دونالد ترامب»، وتوتر في العلاقات مع السعودية ومصر والإمارات والبحرين والموقف من «حماس» وإيران.
وكان «خلفان» قد انتقد التصريحات الملفقة التي نسبت إلى الشيخ «تميم»، ووصفها بالكارثة السياسية التي انشقت فيها قطر عن الموقفين العربي والإسلامي، على حد قوله.
في هذه الأثناء، أعربت وزارة الخارجية القطرية، اليوم الأربعاء، عن استغرابها من موقف بعض وسائل الإعلام والفضائيات التي واصلت نشر تصريحات مفبركة منسوبة لأمير قطر رغم صدور بيان حكومي رسمي ينفي صحتها، متوعدة بملاحقة المسؤولين عن الجريمة.
وقالت الخارجية في بيان إنه تمت السيطرة على الموقع الإلكتروني للوكالة بعد ما يقارب الأربع ساعات من ارتكاب جريمة الاختراق الإلكترونية.
وأضافت أنه ما تزال هناك محاولات مستمرة لاختراق حسابات وسائل التواصل الاجتماعي الخاصة بالوكالة، مؤكدة أنه يتم التصدي لها باستمرار.
وتعهدت الخارجية القطرية باتخاذ التدابير والإجراءات القانونية كافة لملاحقة ومقاضاة مرتكبي القرصنة لموقع وكالة الأنباء الرسمية، موضحة أنها ستكشف عن نتائج التحقيق فور الانتهاء منه.
وتسببت عملية القرصنة في إثارة موجة استياء عارمة على موقع «تويتر».
ووجه مغردون انتقادات لاذعة لقناة «العربية» وموقعها الإلكتروني، وقناة «سكاي نيوز»، إلى جانب وسائل إعلام ومواقع إلكترونية سعودية وإماراتية، متهمين إياها بتعمد نشر أخبار كاذبة، وتجاهل وسائل الإعلام تلك نشر التكذيب الرسمي للسلطات القطرية على لسان مدير مكتب الاتصال الحكومي بعد دقائق من قرصنة موقع وكالة الأنباء القطرية.
ومضت العربية وسكاي نيوز عربية أبعد من ذلك، حيث لم تكتف بنشر الأخبار المفبركة على لسان أمير قطر، وتجاهل التكذيب الرسمي القطري لها، بل نشرت تصريحات أخرى كاذبة على لسان وزير الخارجية القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، جاء فيها، إن هناك مؤامرة لتشويه قطر من السعودية ومصر والإمارات والبحرين والكويت، وأنه أعلن سحب سفراء بلاده من السعودية ومصر والكويت والبحرين والإمارات، وطلبها مغادرة سفراء هذه الدول خلال أربعة وعشرين ساعة.
وفي وقت لاحق، تناقل إعلاميون وصحفيون قطريون أخبارا عن منع كافة مواقع الصحف والقنوات التلفزيونية القطرية في السعودية والإمارات، بما فيها قناة الجزيرة التي أوقف بثها.
تدخل قطر في اليمن!
واتهم «هاني بن بريك»، وزير الدولة اليمني المقال والمحال للتحقيق لتورطه في انقلاب عدن، قطر بالتدخل في شأن ما أطلق عليه بـ«الجنوب العربي» في إشارة منه إلى المحافظات الجنوبية.
وفي وقت سابق، قال الكاتب القطري «فيصل بن جاسم آل ثاني»، إن الحملة الإعلامية على قطر، جاءت انتقاما من فضائية «الجزيرة» التي فضحت مشروع الانفصال في اليمن.
ويتهم مقربون من الرئيس اليمني «هادي»، الإمارات التي تهيمن عسكريا على جنوب اليمن بتقليب أهل الجنوب على الشرعية، ودعم حركات انفصالية، والعمل على إفشال الرئيس الشرعي، وهو ما تنفيه أبوظبي التي تتهم «هادي» بتفضيل دعم حزب «التجمع اليمني للإصلاح»، الجناح السياسي لـ«جماعة الإخوان المسلمين» في اليمن.
وتسعى أبوظبي إلى تضييق الخناق والقضاء على رجال المقاومة المحسوبين على التجمع اليمني للإصلاح استباقا لأي دور لهم سياسي في اليمن خاصة بعد إظهار «هادي» اعتماده على إصلاحيي اليمن بصورة كبيرة من خلال إقالة من يوصف رجل أبوظبي في اليمن «خالد بحاح» وتعيين «محسن الأحمر» المقرب من «الإصلاح»، في المنصب الثاني في الدولة عسكريا ومدنيا.
كما نجحت الإمارات، في السيطرة على حلفائها في الجنوب، لتعطيل بعض الخدمات أثناء وجود «هادي» في عدن، لخلط الأوراق وإظهار الحكومة بمظهر العاجز عن تقديم الخدمات.