في مدينة “ترافنيك” وسط البوسنة والهرسك، يجري الحفاظ وبكل اعتناء على إحدى شعرات من لحية النبي محمد (ص)، تم إرسالها إلى المدينة كهدية خلال العهد العثماني.
وحاول النظام في عهد يوغوسلافيا السابقة، القرن الماضي، دفع المسلمين في البلاد إلى نسيان هذا الأثر ذي القيمة المعنوية، إلا انه لم ينجح.
وقد أمر الباشا العثماني وضع الشعرتين من اللحية الشريفة، في مسجد آلاجه، وسط مدينة “ترافنيك” البوسنية، وفتح المكان الذي تم وضع الشعرتين فيه أمام الزيارة خلال المناسبات الدينية، إلا أن النظام في يوغوسلافيا السابقة، حظر على المسلمين هذه التقاليد لينسى المسلمون مع الزمن وجود هذا الأثر المهم في بلدهم.
توارث حفظة هذه الأمانة المقدّسة، التي نسي وجودها الغالبية العظمى من المسلمين في البلاد، شرف حماية ورعاية شعرتين من لحية النبي محمد، جيلًا بعد جيل، وحافظوا على الشعرتين بسرّية تامة، خوفًا من وقوعها في أيدي النظام اليوغوسلافي.
وتمت حماية الأمانة المقدسة خلال حرب البوسنة (1992 – 1995) أيضًا، والمحافظة على الصندوق الأصلي الذي أرسلت فيه الشعرتين والذي يعود للقرن الـ 19 الميلادي.
وقال “جمائل إبرانوفيتش”، إمام جامع آلاجه بمدينة “ترافنيك” البوسنية، إن مسلمي البوسنة يظهرون الكثير من الاحترام والتقديس للنبي محمد (ص) والصحابة الكرام رضي الله عنهم أجمعين.
وأضاف: في العهد العثماني، كانت الدولة (العثمانية) ترسل إحدى الأمانات المقدسة إلى إحدى ولاياتها، لتكريم تلك الولاية ولتحل عليها البركة.
وأشار إبرانوفيتش، إن الدولة العثمانية، أرسلت إلى ثلاثة أماكن مختلفة في البوسنة والهرسك، شعرات من اللحية الشريفة، وأن الناس كانوا يأتون لزيارة هذه الأمانات المقدسة، ويكثرون من الصلاة على النبي أثناء الزيارة.
ولفت إبرانوفيتش، بحسب موقع TRT أن عددًا من الأشخاص تناوبوا على الاهتمام بالأمانة المقدّسة ورعايتها رغم الحظر الذي مارسه النظام الشيوعي، وأن عددًا قليلًا جدًا من الناس كانوا يعلمون بوجود الأمانة المقدّسة ويأتون بطريقة أو بأخرى إلينا لزيارتها.
وتابع قائلًا: إن وجود هذه الأمانة المقدسة اليوم، على أرض أوروبا، يحمل معنىً كبيرًا بالنسبة لنا مسلمي هذه القارة، من بوسنيين وألبانًا وأتراك.