اخبار الساعة
تساءلت مجلة «ناشونال انترست» عما حققته الجولة الخارجية الأولى للرئيس الأمريكي دونالد ترامب للولايات المتحدة، مبدية تشكيكها بما يتداول بشأن الطابع «التاريخي» لها، من باب الإشارة إلى النتائج المتواضعة التي حققتها، سواء على صعيد «السياسة الخارجية الأمريكية»، أم على صعيد «الاستفادة من الفرص الجديدة»، و«إدارة علاقات معقدة مع الحلفاء»، مثل دول مجلس التعاون الخليجي، ودول أوروبا، و«الناتو».
كما أخذت المجلة على إدارة ترامب «غياب الديبلوماسية الانتقالية» في مقاربة الملفات الدولية من كوريا الشمالية إلى سوريا، لافتة إلى حجم المشكلات الكبيرة التي بات يواجهها ترامب على المستوى الداخلي.
رأت المجلة أنه «من غير المرجح أن تعمل السعودية على كبح التعاليم المتطرفة»
فعلى صعيد العلاقات الأمريكية – السعودية، أشارت المجلة إلى أن مد الرياض بالمزيد من الأسلحة لا يمثل حاجة ملحة، على ضوء ترسانتها «المتخمة أصلاً»، فضلاً عن غياب أي نوايا من جانبها لاستخدام تلك الأسلحة لأغراض حلف «ناتو عربي» الغائب عن لعب أي دور منذ بدء الحملة العسكرية على «التطرف الإسلاموي المتطرف»، موضحة أن السبب الحقيقي لعقد صفقات أسلحة ضخمة بين الرياض وواشنطن لا يتعلق بـ «عدم امتلاكها للقوة العسكرية»، بقدر ما يتعلق بمساعي السعوديين لـ «شراء النفوذ» في واشنطن، و«تثبيت ولاء ترامب للأجندة السعودية» في المنطقة.
على هذا الأساس، شرحت «ناشونال انترست» أن جل ما عاد به الرئيس الأمريكي، إنما هو كناية عن «وعود بشأن عزم المملكة العربية السعودية على محاربة تهديد الإرهاب الإسلاموي المتطرف، وهو التهديد الذي عملت مؤسستها الدينية الرسمية على تقويته» على مدى عقود. وفي هذا الإطار، رأت المجلة أنه «من غير المرجح أن تعمل الأسرة الحاكمة على كبح التعاليم المتطرفة لهذه المؤسسة (الوهابية)»، وإن كانت «جهود السعوديين وحلفائهم السنة لوقف تمويل الإرهاب سوف تبقى قيد المتابعة» في دوائر واشنطن.
إلى ذلك، أوضحت «ناشونال انترست» أن خطاب ترامب في الرياض «سوف يشجع السعوديين على أن يكونوا أكثر حدة في علاقتهم بإيران»، وأكثر تطلعاً لدور أمريكي يكون بمثابة «رأس حربة» صراعهم مع طهران.
وبحسب المجلة، كان من الواضح أن الرياض وحلفاءها السنّة قد اعتبروا حديث الرئيس الأمريكي بمثابة “ضوء أخضر للقضاء على خصومهم المحليين بشكل أكثر قسوة” في إشارة إلى الحملات الأمنية التي دشنتها الرياض والمنامة ضد المعارضين عقب زيارة ترامب.
وإذا كان الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما قد أغضب السعوديين بسبب مواقفه إزاء ملفات سوريا، وإيران، إضافة إلى «عدم تساهله مع انتهاكات الحكومات الاستبدادية العربية لحقوق الإنسان»، وتغليبه اعتبارات «المصلحة الأمريكية فوق اعتبارات المصلحة السعودية»، فإن الرئيس الأمريكي الحالي دونالد ترامب قد أسهم في «تشويه سمعة الولايات المتحدة» من خلال انسياقه إلى تبني مواقف «نظام استبدادي»، «معاد لإيران»، و«مناهض للشيعة»، وذلك «دون أن ينجح في الحصول على ما من شأنه تحقيق المصلحة الأمريكية في ما يخص إيران، ومحاربة الإرهاب». إلى ذلك، شدّدت المجلة على أن زيارة ترامب إلى الرياض قد عدّت «إشارة ضعف»، و«ليس إشارة قوة»، كون «رقصة ترامب على النغمة السعودية، تهدد بجر المملكة إلى مزيد من المستنقعات الشبيهة بالمستنقع اليمني»، إلى جانب تفجير «الصراع الطائفي» بين السعودية وإيران على امتداد ساحات الشرق الأوسط برمته.