جذب الداعية السعودي المعروف، صالح المغامسي، الأنظار إليه من داخل وخارج السعودية، عندما اعتبر في محاضرة دينية حديثة له، أن أتباع المذاهب الإسلامية الرئيسة بما فيها الشيعة هم “مسلمون مؤمنون”.
وقال المغامسي، وهو إمام وخطيب مسجد قباء بالمدينة المنورة، إن “أهل السنة والشيعة والإسماعلية والأباضية مسلمون ومؤمنون، وأحرى وأولى ألا يكون بينهم اقتتال وسفك للدماء”، لافتاً إلى أن “هذا القول دين يتعبد الله به، وقد لا يجسر على قول هذا بعض العلماء”.
ويعد رأي المغامسي، والذي جاء ضمن برنامجه اليومي “مع القرآن”، على القناة السعودية الأولى، أمس السبت، جديداً إلى حد كبير ومخالفاً لآراء غالبية كبار علماء الدين من مختلف المذاهب، الذين لا يترددون في تكفير أتباع المذاهب الأخرى أو التقليل من صحة العقيدة التي يؤمنون بها.
ووجد كلام المغامسي صدى لافتاً على مواقع التواصل الاجتماعي، التي وصف مدونوها من مختلف الدول العربية، ذلك الكلام، بـ”الانقلاب على الخطاب الديني وتجديده”، فيما حظيت مقاطع الفيديو التي توثق المحاضرة بنسب مشاهدة عالية.
وكان المغامسي يفسر في حلقة البرنامج إحدى الآيات القرآنية عندما قال: “أقول بجلاء ووضوح وصفاء كلمات قد لا يجسر عليها بعض العلماء، إن أهل السنة والشيعة والإسماعلية والأباضية، كل هؤلاء يؤمنون بالله رباً وبمحمد – صلى الله عليه وسلم – نبياً وبالإسلام ديناً وبالقران كتاباً، وبالقيامة موعداً وبالجنة ثواباً للطائعين وبالنار عقاباً للكافرين ويؤمنون بالكعبة قبلة، إذا صلوا؛ صلوا إلى الكعبة، ويضحون”.
وأشار إلى أن “النبي لما ضحى قال: وهذا عمن لم يضح من أمتي، وذكر شرطين: ممن شهد لله بالوحدانية، وشهد لي بالبلاغ، فهؤلاء أولى وأحرى ألا يكون بينهم اقتتال وألا يكون بينهم سفك دماء، وأن يرى كل منهم ويجتهد في الحق فيجنح إليه تعبداً إلى الله – جل وعلا”.
وأضاف: “ليعلم كل أحد في أي بلد من بلاد المسلمين يعيش فيها، أن قدر أهل كل بلد قدر واحد، وأن العدو لو أتى بلدة لن يفرق بين أهلها، فقدر الناس واحد وليس لهم ألا يتعاضدوا ويعين بعضهم بعضاً، ويعلموا أن ثمة أشياء تجمعهم وأن الصالح العام لهم، بألا يكون بينهم من الضغائن والاقتتال وسفك الدماء والتجرؤ عليها؛ ما يجعلهم يهلك بعضهم بعضا”.