قال مصدر أمريكي مسؤول، إن قطر وضعت قواتها «في أعلى درجات التأهب»، وسط مخاوف من تدخل عسكري محتمل عبر حدودها الجنوبية مع المملكة العربية السعودية.
وأكد المصدر، الذي لم يكشف عن هويته، أن الجيش القطري استدعى 16 دبابة طراز «ليوبارد» من مخازنه في الدوحة.
ورصدت الولايات المتحدة، الأربعاء، تحركات عسكرية في قطر، بحسب شبكة «CNN» الإخبارية الأمريكية.
وأضاف المصدر، أن وزارة الدفاع القطرية بعثت رسالة إلى الحكومات السعودية والإماراتية والبحرينية، في 5 يونيو/ حزيران الجاري، حذرت فيها بأنها ستطلق النار على أي سفن تدخل مياهها من هذه الدول الثلاثة.
من جانبه، قال وزير الخارجية القطري، «محمد بن عبد الرحمن آل ثاني»، إن الدوحة لن تغير سياستها الخارجية، مطالبا بتقديم الأدلة على أي مزاعم حول دعمها لجماعات متطرفة.
وأضاف الوزير القطري، في مقابلة حصرية مع CNN، أن بلاده تحمي العالم من خطر الإرهاب، وأن الاتهامات حول دعمها لجماعات متطرفة لا تستند إلى وقائع.
وأشار «آل ثاني»، إلى أن أمير قطر الشيخ «تميم بن حمد»، طالب الرئيس الأمريكي، «دونالد ترامب»، خلال قمة الرياض مؤخرا بتقديم الأدلة على أي مزاعم من هذا النوع، واصفا الأزمة الخليجية بأنها ناجمة عن فبركات إعلامية.
وعن الاتهامات بدعوة «الإخوان والقاعدة، قال إن هذه الاتهامات مليئة بالتناقضات، فكيف ندعم الإخوان في اليمن، والحوثيين، وهي جماعات خصوم على جبهات عدة، مؤكدا أن «التعاون الاستخباراتي بين الدوحة والرياض خدم الأمن السعودي كثيرا».
ونفى وزير الخارجية القطري، تقديم أي دعم لتنظيم «القاعدة» أو «النصرة» أو سواهما في سوريا وليبيا، قائلا إن موقفنا هو دعم الشعب السوري لنيل حقه في الحياة، أما التهم الموجهة إلينا فهي تستند إلى معلومات مغلوطة تم نشرها اثر عملية قرصنة تمت من الخارج استهدفت وكالة الأنباء القطرية الرسمية.
وردا على سؤال بشأن علاقات قطر مع حركة المقاومة الإسلامية «حماس»، قال «آل ثاني»، إن «قطر تؤمن بالدبلوماسية، ولنا علاقات مع حماس من أجل إتمام المصالحة الفلسطينية بالتنسيق مع الإدارة الأمريكية».
وتابع الوزير: «ليس لنا علاقات مع الإخوان، عندما كان الإخوان في الحكم في مصر كنا ندعم الشعب المصري، والإخوان ليسوا في الحكم في تونس، ونوفر الدعم للحكومة التونسية، كما أنه ليس لنا أدلة على قيام الإخوان بعمليات إرهابية حتى ندرجهم على قوائم الإرهاب، وفي حال توفر دليل فسنفعل ذلك».
وحذر وزير الخارجية القطري، من التدخل في شؤون قطر، أو فرض سياسات عليها، قائلا: «لنا سيادتنا الخاصة، ولدينا الشجاعة للجلوس والحوار حول أي أمور تتعلق بأمن المنطقة».
وبث التليفزيون التركي (تي أر تي) تقريرا مصورا للقاعدة التركية في قطر بعد أن دخلت الخدمة قبل عدة أشهر.
وأظهر التقرير صورا لجنود أتراك وآليات عسكرية ودبابات بالقاعدة وقد رفع العلمان التركي والقطري.
كما ظهر في التقرير التليفزيوني وزير الخارجية التركي «مولود جاويش أوغلو» خلال زيارة سابقة وهو يتفقد القوات التركية.
وفي وقت سابق اليوم، أقر البرلمان التركي، قانونا يقضي بالسماح بنشر قوات في القاعدة العسكرية التركية في قطر، وفق الاتفاقية الموقعة مع الدوحة عام 2007.
وقال مسؤول تركي لـ«رويترزؤ: تمرير القرار كان سريعا وسنبدأ بعملية انتشار الجنود في قاعدتنا في قطر في أسرع وقت ممكن وذلك بسبب تصاعد الأزمة.
وكان نواب من حزب «العدالة والتنمية» الحاكم اقترحوا في وقت سابق مناقشة تشريعين، الأول يسمح بنشر قوات تركية في قطر، والثاني حول تعاون عسكري بين أنقرة والدوحة.
وقال مصدر في رئاسة الجمهورية التركية: يوجد حاليا 200 جندي تركي بصفة مستشارين في قطر ومن المتوقع أن يصل العدد إلى 5000 بعد مصادقة البرلمان.
وتحتفظ أنقرة بقاعدة عسكرية في قطر، حيث وقعت بين الطرفين عام 2007، اتفاقية بشأن التعاون في مجالات التدريب العسكري والصناعة الدفاعية ونشر قوات مسلحة في البلدين.
ويبدو التحرك التركي الأخير داعما لقطر التي تواجه عزلة دبلوماسية وتجارية من بعض القوى الكبرى في الشرق الأوسط.
وكانت السعودية ومصر والإمارات والبحرين قطعت العلاقات مع قطر، يوم الإثنين، وأغلقت مجالاتها الجوية أمام الرحلات التجارية من قطر وإليها، متهمة الدوحة بتمويل جماعات متشددة.
وتنفي قطر بشدة هذه الاتهامات، وتؤكد أنها تواجه حملة افتراءات وأكاذيب وصلت حد الفبركة الكاملة بهدف فرض الوصاية والضغط عليها لتتنازل عن قرارها الوطني.
ويعتبر هذا هو أسوأ شقاق بين دول عربية كبرى منذ عقود.