كشفت مصادر تونسية مطلعة، أن المملكة العربية السعودية مارست ضغوطا كبيرة خلال الأيام الماضية على تونس من أن السير في فلكها وقطع العلاقات مع قطر أو على الاقل تخفيض التمثيل الدبلوماسي.
وبحسب المصادر، فإن السعودية وجهت رسائل ضمنية من خلال بعض المسارات الدبلوماسية أن الدول العربية التي لن تسير في ركبها في أزمتها مع قطر، لن تتلقى دعما ماليا سعوديا خلال الفترة المقبلة.
وأكدت المصادر أنه بالرغم من الضغوطات إلا أن التوجه العام لرئيس الجمهورية الرئيس قائد السبسي، هو رفض الضغوط والنئي بالنفس وعدم الإنخراط في الأزمة الخليجية من خلال دعم طرف على حساب الطرف الىخر، وذلك وفقا لما نقلته بوابة تونس للانباء.
يشار إلى أن قطر وتونس تربطهما علاقات كبيرة من التعاون والشراكة في كافة المجالات، حيث تعتبر الدوحة ثاني أكبر مستثمر في تونس بعد فرنسا، حيث يشهد التعاون القطري التونسي نمواً مستمراً وتنوّعاً شمل عديد المجالات، ويترّجم التعاون الإقتصادي جانباً من الدعم الكبير الذي قدمته دولة قطر إلى تونس في السنوات الماضية، حيث قدمت قطر في عام 2013 وديعة بقيمة 500 مليون دولار لدعم إحتياطيات تونس من العملة الصعبة في تلك الفترة. هذه الوديعة سبقها قرض بقيمة 500 مليون دولار في عام 2012 من خلال الاكتتاب في سندات لمساعدة الحكومة على تحقيق التنمية في المناطق الداخلية.
كما تحتلّ قطر مركزا متميّزا ضمن الدول الداعمة لتونس وهي اليوم الأولى في قائمة الدول العربية المستثمرة في تونس . كما تستقطب عددا هاما من الكفاءات التونسية في عدة مجالات إذ يزيد عدد المقيمين في قطر الـ 20 ألفا.
ومع انطلاق المؤتمر الاقتصادي في تونس العام الماضي، أعلن أمير قطر أن بلاده ستقدم مساعدات لتونس بقيمة 1.25 مليار دولار، كما قالت وزيرة المالية التونسية السابقة لمياء الزريبي، إن قطر أبدت استعدادها لتأجيل سداد قرض بقيمة 500 مليون دولار مستحق على تونس في 2016 لمدة عامين على الأقل.
ووفقاً لبيانات قطرية رسمية، فقد وضعت دولة قطر 100 مليون دولار كهبة إلى تونس لتوطيد علاقة الأخوة والشراكة بين الشعبين بهدف تمويل مشاريع ريادة الاعمال للشباب.