أخبار الساعة » السياسية » اخبار اليمن

هيكلة جديدة تتمثل في تقارب تركيا وإيران وقطر

اوضح مدير ومؤسس معهد العلاقات الدولية والاستراتيجية في باريس «باسكال بونيفاس»، أن هناك هيكلة جديدة تلوح في أفق المنطقة تتمثل في تقارب تركيا وإيران وقطر.

جاء ذلك خلال مقابلة مع الإعلامي المصري «أحمد منصور»، خلال برنامج «بلا حدود» على قناة «الجزيرة»؛ حيث تحدث عن الأبعاد السياسية والاستراتيجية والعسكرية لحصار قطر من قبل جيرانها والسيناريوهات المحتملة.

وأشار إلى أن «هناك هيكلية جديدة تلوح تتمثل في تقارب تركيا وإيران وقطر، وهذا يظهر أن الانقسام في المنطقة ليس بين السنة والشيعة وإنما أسبابه سياسية وليست دينية أو مذهبية».

وأضاف أنه لو حدث فعلا التقارب بين قطر وتركيا وإيران، فإن السعودية ستكون هي من دفعت بقطر إلى أحضان إيران التي ستكون بالتأكيد سعيدة بالتحالف مع قطر، وهذا بدوره سيؤدي إلى توتر في المنطقة وتدويل الأزمة، وهذا ليس في مصلحة مجلس التعاون الخليجي.

وحول تخبط الموقف الأمريكي في الأزمة، قال إن الرئيس «دونالد ترامب» شخص لا يمكن توقع تصرفاته، فهو يقوم بأعمال مثيرة للجدل مثل دعم الحصار على قطر لجلب الانتباه بشكل استعراضي، مشيرا إلى أن الخارجية والبنتاغون و«ترامب» ليسوا على وفاق.

وقال إن أوروبا ترى أن الأزمة الحالية مأساوية ويجب معالجتها دبلوماسيا، معربا عن اعتقاده بأنه ربما تكون هناك وساطة أوروبية أو أممية لحل الأزمة «وينبغي التوصل إلى حل ووقف هذا الحصار الذي هو طريقة تعود إلى القرون الماضية وليس القرن الواحد والعشرين».

وأرجع أسباب الأزمة الراهنة إلى عوامل إقليمية ودولية، مشيرا إلى أن الإقليمية تتمثل فيما وصفها بالعلاقات المعقدة منذ زمن طويل بين السعودية وقطر ورغبة السعودية في أن ترى قطر أقل استقلالا في السياسة الإقليمية.

وتابع «أن من أسباب الأزمة زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى السعودية».

وقال «بونيفاس»: «لن أراهن على خضوع قطر وليس من المحتمل أن تغير قطر سياساتها تماما لأنها ستفقد استقلالها، وهي لن تتخلى عن استقلالها وما حققته من إنجازات منذ 15 عاما”، بحسب الجزيرة».

وأضاف أن قطر موجودة في العالم من خلال دبلوماسيتها ووساطتها في العديد من الأزمات والقضايا ومن بينها أزمة دارفور مثلا، وكذلك من خلال استثماراتها في فرنسا وغيرها من بلدان العالم والتي جعلتها أكثر بروزا على الصعيد العالمي مما كانت عليه قبل 20 عاما.

وقال إن قطر توجد دوليا عبر روافد منها الدبلوماسية والرياضية وكان استثمارها في المجال الرياضي حكيما وفي محله، مشيرا إلى أن قطر متقدمة على جدول استعداداتها لاستضافة كأس العالم 2022 ولا يمكن أن يرضخ «الفيفا» لتهديدات مقاطعة بلدان لكأس العالم.

ومنذ 5 من يونيو/حزيران الجاري، تعيش منطقة الخليج على وقع أزمة دبلوماسية تصاعدت بعد أن قررت السعودية والإمارات والبحرين ودول أخرى قطع علاقاتها الدبلوماسية مع الدوحة، وإغلاق الدول الخليجية الثلاث حدودها البرية والبحرية ومجالها الجوي مع قطر، بدعوى دعم الدوحة لـ«الإرهاب».

لكن الدوحة شدّدت على أنها تواجه «حملة افتراءات وأكاذيب تهدف إلى فرض الوصاية على قرارها الوطني».

وأرسلت طهران خمس طائرات من المنتجات الغذائية إلى قطر بعد الحظر الذي فرض عليها من قبل السعودية والإمارات والبحرين.

ونقلت وكالة أنباء فارس الإيرانية، عن رئيس نقابة مصدري المحاصيل الزراعية في إيران «رضا نوراني»، تأكيده استعداد بلاده لتصدير مختلف السلع والمواد الغذائية إلى قطر عبر 3 موانئ.

وكان وزير الخارجية التركي «مولود جاويش أوغلو» قال بعد مباحثات أجراها، الجمعة، مع العاهل السعودي الملك «سلمان بن عبدالعزيز» إن الهدف من زياراته هو الاستماع المباشر لأطراف الأزمة الخليجية، واستعراض الجهود التي تقوم بها بلاده، وشرح وجهة نظر تركيا حول الحل السريع للأزمة.

وذكر «أوغلو» أنه ناقش الأزمة مع الملك «سلمان» واستمع إلى وجهة نظره، كما نقل رسالة الرئيس «رجب طيب أردوغان» إلى الملك «سلمان» والتي أعرب فيها «أردوغان» عن توقعه بأن يحل الملك هذه الأزمة بشكل يليق بمقامه، مؤكدا أن تركيا جاهزة للمساهمة في ذلك.

وقال الوزير إن اللقاء كان مفيدا للغاية، ولكن المشكلة لم تحل حتى الآن لأن هناك أطرافا أخرى في هذه الأزمة، والوضع ما زال معقدا في الوقت الراهن.

ومنذ الساعات الأولى لاندلاع تلك الأزمة، تبذل تركيا مساع لنزع فتيلها، لكنها في الوقت ذاته تظهر دعمها الواضح لقطر؛ حيث صادق برلمانها ورئيسها على قانون يسمح لأنقرة بنشر المزيد من القوات في قاعدتها العسكرية في قطر، كما تم إنشاء جسر جوي ينقل المواد الغذائية من تركيا لقطر، فيما شدد «أردوغان» على رفضه للقرارات الخليجية ضد قطر، وعدها غير صائبة.

Total time: 0.0446