أخبار الساعة » السياسية » عربية ودولية

دسائس القصر في الدوحة.. فورين بوليسي: هذا هو الحاكم الفعلي في قطر وليس تميم

الأزمة القطرية الأخيرة أعادت للأضواء وجوها ابتعدت قليلًا عن الساحة، منها الأب الشيخ حمد بن خليفة، الذى تنازل عن الحكم لابنه تميم في 2014.
 
مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية، نشرت تقريرا حمل عنوان "دسائس القصر في قلب أزمة قطر"، كتبه  الباحث المتخصص في الشؤون الخليجية سايمون هندرسون، أوضح فيه أن البيت الحاكم في الدوحة يشهد الآن ترتيبات تآمرية، ترجح مصادر قريبة منه، أنها تحكم تداعيات الأزمة الراهنة.
 
وأشار التقرير إلى أن الحاكم الفعلي الآن أو الذى يدير دفة الأمور في الأزمة الأخيرة هو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة، وأن "تميم" نفسه يميل إلى الاستجابة للمطالب الخليجية والعربية؛ لكن والده يتشدد تجاه تلك المطالب، مستندًا إلى  مزاج شخصي "حاقد" واعتبارات قبلية.
 
وأضافت المجلة في تقريرها، أن الشيخ حمد شخص "غير محبوب" في قبيلته؛ "لأنه لا ينتمي كليًا لقبيلة آل ثاني من ناحية أمه"، موضحة أن الأمير الوالد يكره السعوديين والإماراتيين والبحرينيين، ويتهمهم بالقيام بمحاولة انقلاب ضده عام 1995 م، بعد أن أطاح بوالده الشيخ خليفة، مشيرة إلى أن قبيلة "آل ثاني" تعتبر من أصغر القبائل في منطقة الخليج العربي، إذ يصل عدد أفرادها إلى بضعة آلاف فقط؛ لكنها رغم ذلك تسيطر على ثالث أكبر احتياطي من الغاز الطبيعي في العالم بعد روسيا وإيران.
 
وقال التقرير نقلا عن دبلوماسي غربي عاش لفترة طويلة في العاصمة القطرية، إن "الشيخ حمد لا يحب الإماراتيين والبحرينيين ويكره السعوديين بشدة.. هذا الشيخ لا يزال هو الحاكم الفعلي في قطر على الرغم من تنازله لابنه الشيخ تميم".
 
وأضاف التقرير أن الأمير الوالد البالغ من العمر "65 سنة"، يستغل كل فرصة لمضايقة جيرانه الخليجيين دون أي اعتبار لمجلس التعاون الخليجي، الذي أسهم بشكل كبير في حماية الدول الأعضاء من المخاطر التي واجهتها،  منذ اندلاع الحرب العراقية- الإيرانية ثم غزو الكويت، وأن "الشيخ حمد شخص قوي وخطر وله مطامع شخصية كثيرة.. ذات مرة استغل زيارة وزير دفاع بريطاني ليحاضر عليه لمدة خمسة أيام عن أصول قبيلة آل ثاني بقوله: إنها تعود لمناطق كثيرة وبعيدة بما فيها السعودية".
 
واعتبر التقرير أن الأمير الوالد لا يحظى باحترام كبير من قبل قبيلة آل ثاني، ويقل هذا الاحترام لابنه تميم، وأن القبيلة مستاءة منه منذ الانقلاب على والده عام 1995، وهذا الغضب مستمر حتى الآن، مشيرة إلى أن مسألة "القبيلة" أمر مهم في الخليج، وكون والدة الشيخ حمد من قبيلة "العطية" هو أمر سلبي بالنسبة له، لهذا فإن الأمير الوالد يعتبر نصف سلالة آل ثاني، أي أنه "طير غريب في العش"، مضيفا أن اثنتين من زوجات حمد الثلاث تتنميان لقبيلة آل ثاني؛ لكن زوجته الأكثر شعبية، الشيخة موزة، هي من قبيلة آل مسند، أي أن وضع تميم داخل قبيلة آل ثاني لا يعتبر قويًا، وهو أقل أمانًا من وضع والده.
 
وأشار التقرير إلى أن  الوضع الصحي السيء للشيخ حمد، وهو ما يحتل مساحة كبيرة لما سيؤول له الوضع داخل قصر الحكم؛  حيث نقص وزنه كثيرا وما زالت أمراض الكلى تهدده، فهل سيخضع حمد لمطالب آل ثاني، أم سيستمر في طريقة المكائد والدسائس؟ هذا ما ستجاوب عنه الأيام المقبلة.

Total time: 0.0315