اخبار الساعة
على عكس التصريحات الإعلامية لدولة قطر برفض قبول تنفيذ مطالب خصومها، وتصريحات دول المقاطعة برفض التفاوض حولها، تفيد الأنباء من داخل الغرف المغلقة أن قطر في طور القبول بتنفيذ بعض المطالب وتنفيذ جزئي للبعض الآخر، فيما تبدي دول المقاطعة مرونة أيضاً في قبول النقاش حول بعض النقاط ضمن قائمة المطالب المكونة من 13 بنداً.
ففي تطورات الأزمة الخليجية، سعت الكويت لحفظ ماء وجه قطر عندما طالبت بتمديد المهلة الممنوحة للدوحة لمدة 48 ساعة وسارعت دول المقاطعة لقبول هذا الطلب، الذي كان الغرض منه ألا تبدو قطر بموقف ضعيف عندما تلتزم بالمدة المحددة.
وتفيد معلومات حصل عليها المراسل نت وتحدثت عن بعضها وسائل إعلام، أن وزير الخارجية القطري الذي وصل الكويت اليوم الاثنين، سلم لأميرها رد بلاده وتضمن قبول قطر بتنفيذ بعض المطالب ومناقشة البعض الآخر.
وتشير المعلومات أن قطر التي سبق لها ترحيل عدد من قيادات حركة حماس في بداية الأزمة الخليجية أبدت استعدادها لإنهاء وجود قيادات الحركة في الدوحة، والتزامها بوقف ظهور الشيخ يوسف القرضاوي ومنعه من إطلاق أي تصريحات أو تخييره بالخروج من قطر إلى أي دولة يختارها بنفسه.
كما تضمنت التنازلات القطرية التزام الدوحة بترحيل قيادات جماعة الاخوان المسلمين المصرية وتعويض مصر بمبالغ مالية ولكن يجري الإعلان عنها بأنها منح قطرية لمصر ضمن مصالحة بين الدولتين في حال التوصل لحل للأزمة.
أما بخصوص القاعدة التركية فتقول المعلومات أن قطر عرضت انسحاب القوات التركية التي وصلت إلى الدوحة عقب الأزمة والابقاء على القاعدة بقوامها السابق قبل حدوث الأزمة.
وفيما يخص علاقتها بإيران طالبت قطر بأن يكون هناك إعلان مشترك مع دول المقاطعة لتخفيض مستوى العلاقات التجارية والسياسية مع إيران بنفس المستوى.
بالمقابل تقول مصادر سياسية خليجية أن دول المقاطعة أبلغت الجانب الكويتي الوسيط أنها ستقبل مناقشة المطالب مع قطر إذا اعترفت الأخيرة بها والتزمت بشكل مبدئي بتنفيذ جانبا من المطالب.
ومن خلال معلومات المراسل نت حول الرد القطري على المطالب والتصريحات السابقة للخارجية الأمريكية حول الأزمة، يتضح دور واشنطن في ضبط إيقاع الأزمة، فالمطالب لم تقدمها الدول الأربع (مصر،السعودية، الإمارات،البحرين) إلا بعد مطالبة الخارجية الأمريكية لها بذلك، فيما يأتي قبول قطر ببعض المطالب ورفض بعضها منسجماً مع تصريح سابق لوزير الخارجية الأمريكي الذي قال أنه سيكون من الصعب على قطر الاستجابة لبعض المطالب، والذي جاء كرسالة لقطر بأن هناك نقاط لا يمكن التراجع عنها وفي نفس الوقت بإمكانها رفض بعض النقاط.
وفي مؤشر آخر على اقتراب التوافق على حل للأزمة الخليجية، أجرى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اليوم الاثنين اتصالات بقادة دول الأزمة بما فيها أمير قطر، رغم أن ترامب وقف خلال الأزمة إلى جانب دول المقاطعة.
وبحسب موقع قناة CNN الأمريكية قال البيت الأبيض إن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، تحدث صباح الاثنين الباكر، مع ثلاثة من قادة الخليج حول أزمة قطع العلاقات مع قطر.
وأضاف البيت الأبيض في بيان أن ترامب “تحدث بشكل منفصل، مع العاهل السعودي، الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، وولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية، الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، وتناول ترامب، خلال المكالمات مخاوفه بشأن الأزمة القطرية الخليجية. وجدد تأكيده على أهمية وقف تمويل الإرهابيين ومحاربة الأيديولوجية المتطرفة.”
وتابع البيت الأبيض بأن “الرئيس شدد أيضاً على أن الوحدة في المنطقة أمر شديد الأهمية لتحقيق أهداف قمة الرياض في مكافحة الإرهاب وتعزيز الاستقرار الإقليمي،” وأن ترامب يعتقد أن “الهدف الأساسي لمبادرته هو وقف تمويل الإرهاب.”.
وفي ظل التحركات السياسية لحل الأزمة، ظهر وزير الدفاع القطري إعلامياً وقال أن بلاده تأمل ألا تتطور الأمور إلى التدخل العسكري، لكنه أكد أن بلاده جاهزة للدفاع عن نفسها. وأخذت تلك التصريحات في سياق تصريحات مماثلة لجميع الأطراف بهدف تبادل الضغوط، في وقت تجري الأمور في الغرف السياسية باتجاه آخر.