اخبار الساعة - صنعاء
نشر الرئيس السابق علي عبدالله صالح قبل قليل على صفحته بفيسبوك كلمة علق فيها على دفن أحد المقاتلين وهو حي في منطقة موزع بالمخاء وفيما يلي نص كلمته:
بسم الله الرحمن الرحيم
العدوان الغاشم والهمجي الذي تتعرّض له بلادنا أرضاً وإنساناً، وما نتج عنه من كوارث ومآسي، وآلام وأحزان، تفرض على كل يمني حُرّ شريف، وعلى وجه الخصوص أبناء القوات المسلحة والأمن واللجان الشعبية، المزيد من الصمود والتصدّي لهذا العدوان البربري المتجرّد من كل القِيم الدينية والأخلاقية والإنسانية، وأن لا يتهاونوا في الدفاع عن وطنهم وكرامة شعبهم وعزّته.. وأن يكون شعارهم النصر أو الشهادة، وأن لا يستسلموا لقوات العدوان الغازية والمرتزقة والعملاء الذين يريدون تدنيس أرض الوطن الطاهرة وتمكين الغزاة والطامعين من إحتلال الوطن وإنتهاك سيادته وإستقلاله، وأن يتحلّى الجميع بالصلابة والإستبسال وبالمزيد من الثبات والإصرار على إلحاق الهزيمة بقوى الغزو والعدوان، وأن يضعوا نُصبَ أعينهم أنه في حالة الوهن والتراجع أو الإستسلام فسيكون مصيرهم نفس مصير زملائهم الذين ذُبحوا وقتلوا تعزيراً في موزع، وكما حصل لزملائهم في عدن الذين قُطعت أعناقهم وفُصلت عن أجسادهم، وكذلك ماحدث لزملائهم الذين ذُبحوا في حضرموت وقتلوا وسحلوا في أبين على مرآى ومسمع الجميع، وأخيراً ما حصل للأبطال المقاتلين في معسكر خالد بن الوليد من تنكيل وإهانة.. ثم دفنهم أحياء.
إن المآسي المتكرّرة لتلك الممارسات اللا إنسانية وغير الأخلاقية لاشك أنها تدمي القلوب، وأنها تركت جراحاً وآلاماً عميقة في نفوس كل أسرة وكل أب وكل أم وكل ولد في هذا الوطن الجريح، لأنها ممارسات يعجز اللسان عن وصف بشاعتها وحقد مرتكبيها، وهو مايُحتم على شعبنا اليمني العظيم والأبي - بكل فئاته وشرائحه - أن يقتص من أولئك القتلة السفاحين الذين يتلذذون بقتل إخوانهم اليمنيين إرضاءاً لشهواتهم ونزعتهم للسلطة ولو على جماجم وأشلاء اليمنيين سواءً من الرجال والنساء أو الأطفال وكبار السن، وإصرارهم على تمزيق الوطن وتجزئته إنتقاماً منهم لما لحق بمشروعهم التآمري الإنفصالي من فشل ذريع عام 1994م ولِما لحق بهم وبأسيادهم ومن دعمهم وموّلهم من هزيمة نكراء على يد أبطال القوات المسلحة والأمن وكل أبناء الشعب اليمني الحُرّ في الشمال والجنوب وفي الشرق والغرب، فيحاولون الآن إعادة الكرّة بدفع وتخطيط وتمويل من أسيادهم الذين موّلوهم في عام 1994م، كون تلك الهزيمة النكراء لازالت عالقة في أذهانهم وساكنة في نفوسهم، مصحوبة بالحقد الدفين الذي يحملونه ضد شعبنا اليمني العظيم الذي تجرّع على يد بقايا الإستعمار والعملاء الويلات والمذابح والمجازر طيلة تاريخ حكمهم الأسود وتسلّطهم على مقدرات الشعب والوطن.
إن أبناء شعبنا اليمني العظيم يدركون جيداً بأن محاولات تلك العناصر التي تدفعهم الدوائر الإستخباراتية وتموّلهم الأنظمة المعادية لليمن واليمنيين، في شق الصف الوطني، وإصرارهم على تعميق الجراح وزرع الثأرات بين اليمنيين والتي سيظل يعاني منها الوطن عشرات السنين.. بل ومئات السينين، لأنها بالفعل جراحات غائرة.. وثأرات عنيفة ستأكل الأخضر واليابس، وستحوّل حياة اليمنيين إلى جحيم.
إن المخاطر الماثلة والمحدقة بالوطن وبوحدته وسيادته وإستقلاله ونظامه الجمهوري الشوروي الديمقراطي.. تُحتم على كل الوحدويين اليمنيين صُنَّاع إنتصارات سبتمبر وأكتوبر ونوفمبر ومايو، أن يشمّروا عن سواعدهم ويشحذوا همتهم ويشدّوا من عزائمهم لمواجهة المشروع الإنفصالي التآمري على الوطن، سواءً من خلال توحيد الجبهة الداخلية وتعزيز جبهات الصد والتصدّي للعدوان وجحافله من المرتزقة والغزاة والعملاء وقادتهم الذين يريدون بيع الوطن بثمن بخس لإشباع نهمهم وحبهم للمال والسلطة ولو على حساب كرامتهم وعرضهم وشرفهم -إن كان بقي لديهم ثمة شرف - والذين ارتضوا أن يتجرّدوا عن إنتمائهم الوطني وتخلّوا عن شرف الحفاظ على وطن سبتمبر وأكتوبر ونوفمبر ومايو..
وعلى أولئك الذين يعملون من أجل تمزيق الوطن وتكفيك النسيج الإجتماعي لشعبنا اليمني العظيم أن يدركوا بأن كل خططهم ستبوء بالفشل، وأن مؤامراتهم ستتحطم على صخرة صمود ووعي الجماهير اليمنية العظيمة التي تأبى الذلة والمهانة والإنكسار.. وأن الجماهير التي صنعت نصر الثورة وحافظت عليها، وصنعت نصر الإستقلال وطردت المستعمر من الأرض اليمنية الطاهرة، وحافظت على النظام الجمهوري، وتوّجت كل الإنجازات والمكتسبات الوطنية الشامخة بتحقيق الوحدة اليمنية.. ومن ثم الدفاع عنها، قادرة على صنع إنتصارات أكبر وأقوى وفي مقدمتها النصر على شراذم الإنفصال وبقايا الإستعمار.. وإلحاق الهزيمة بالعدوان وتلقين الغزاة والمرتزقة والعملاء أقسى الدروس، وإثبات أن اليمن فعلاً مقبرة الغزاة، وأن قبائل حمير ومذحج وكنده وذي يزن بكل أبنائها الشرفاء الأحرار، لن تفرّط بالثوابت الوطنية التي ناضلت من أجلها والمتمثلة في السيادة والإستقلال والنظام الجمهوري والوحدة.. والكرامة والعزّة، وستُلحق العار كل العار عاجلاً أمْ آجلاً بقيادة المرتزقة الذين استمرأوا الإهانة والذل والإنبطاح للأجنبي.