أخبار الساعة » السياسية » اخبار اليمن

"مينت برس" الأمريكي: من المتوقع أن تزداد مشاركة الولايات المتحدة في اليمن بشكل كبير

الولايات المتحدة، التي تتجاهل الجوانب الإنسانية الكارثية للحرب المتواصلة في اليمن للعام الثالث على التوالي تكثف الآن مشاركتها بإرسال قوات إلى هذه الدولة التي مزقتها الحرب.
 
وعلى الرغم من أن اليمن تواجه واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم، ظلت الولايات المتحدة صامتة تماما عن الوضع الحرج في اليمن. إلا أن صمت واشنطن لا يثير الدهشة، نظرا لأن الولايات المتحدة قد دعمت الحرب التي تقودها السعودية ضد اليمن منذ أن بدأت في مطلع عام 2015، وتقدم الدعم اللوجستي والاستخباراتي، إلى جانب شحنات أسلحة تقدر بمليارات الدولارات.
 
والآن، من المتوقع أن تزداد مشاركة الولايات المتحدة في اليمن بشكل كبير.
 
وأعلنت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) الجمعة الماضي أن مجموعة "صغيرة" من القوات الأمريكية تشارك في عملية "يمنية" لدحر تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية من معقله الرئيسي في قلب البلاد. وادعت البنتاغون أن القوات لم تنخرط إلا في "تبادل المعلومات الاستخبارية"، ورفضت بصورة مشددة تحديد ما إذا كان سيتم إرسال المزيد من القوات الأمريكية إلى اليمن خلال الأسابيع القادمة.
 
دوافع توسيع مشاركة واشنطن في اليمن
 
وعلى الرغم من أن الغرض المعلن من نشر القوات الأمريكية هو محاربة القاعدة، فإن هذا الادعاء مشكوك فيه، ليس فقط بسبب تورط الولايات المتحدة في الحرب التي تقودها السعودية، بل أيضا للأهداف الجيوسياسية الأمريكية في المنطقة.
 
ولم يكن البنتاغون صادقا تماما في تسمية العملية التي استهدفت القاعدة بـ "العملية اليمنية". ورغم أن الولايات المتحدة تعترف بحكومة هادي، لكن اليمنيين والخارج ينظرون إليه كدمية سعودية أمريكية. إن "حكومة" هادي الحالية تدعمها هذه الجهات الأجنبية نفسها، لكن الشعب اليمني لا يدعمه.
 
الهزيمة أمام تحالف صالح/ الحوثي
 
بعد أكثر من عامين من حربهم الوحشية ضد اليمن - ورغم إنفاق عشرات المليارات من الدولارات، والتفوق العسكري، وتدمير البلاد - لم يستطع السعوديون هزيمة تحالف الحوثي/ صالح.
 
وبدأت الولايات المتحدة مباشرة في دعم التحالف بقيادة السعودية، من الناحية اللوجستية ومن خلال "تبادل المعلومات الاستخباراتية" بعد أسابيع قليلة من بدء السعوديين قصف اليمن في 2015. وكانت هذه المساعدة حاسمة للحرب التي تقودها السعودية في اليمن.
 
الحرب السرية
 
كما تشير الإجراءات الأمريكية الأخرى إلى وجود حرب سرية ضد الحوثيين وقوات الرئيس السابق علي عبدالله صالح: فقد قصف الجيش الأمريكي المواقع التي يسيطر عليها الحوثيون وحلفاؤهم في اليمن، مدعين أنها كانت انتقاما من هجوم لم يحدث قط. وتم اكتشاف ضباط عسكريين أمريكيين لمساعدة قوات دولة الإمارات العربية المتحدة، وهي عضو في التحالف بقيادة السعودية، على إدارة سجون التعذيب السرية في اليمن.
 
والولايات المتحدة، خلال هذا العام فقط، نفذت أكثر من 80 غارة جوية في اليمن ونفذت عمليات مكافحة الإرهاب التي تبين فيما بعد أنها أودت بحياة العديد من المدنيين.
 
ومع أن الولايات المتحدة اعتبرت القاعدة بأنها عدوا لعقود، إلا أنها ساعدت وحرضت القاعدة في بلدان أخرى في الشرق الأوسط في السنوات الأخيرة، وخاصة في سوريا، فضلا عن كونها مسؤولة عن وجود القاعدة في المقام الأول. في الواقع، من المعروف أن حرب الولايات المتحدة طويلة الأمد بدون طيار في اليمن عملت فعلا على تعزيز وجود القاعدة في البلاد.
 
وعلاوة على ذلك، من المعروف أن المملكة العربية السعودية - المدعومة أمريكيا - تدعم بنشاط القاعدة في اليمن من خلال تمويل وشحن الأسلحة، بل إن "حكومة" هادي المدعومة من السعودية أرسلت أعضاء من القاعدة لتمثيلها في محادثات السلام التي عقدت في جنيف.
 
إذا كانت الولايات المتحدة تدعم حاليا الحرب التي تقودها السعودية في اليمن، فلماذا ستهاجم أيضا مجموعة يدعمها السعوديون بشكل مباشر (القاعدة)؟!
 
ومن المنطقي أن الولايات المتحدة تشارك في اليمن لاستهداف المجموعات التي تحارب السعوديين. وكما هو الحال في خطة اللعبة في سوريا، من المرجح أن يكون وجود تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية في اليمن مبررا لبناء قواعد عسكرية أمريكية وقوات في اليمن ستستخدم لاحقا لمساعدة التحالف بقيادة السعودية، وكلها باسم "مكافحة الإرهاب".
 
وقد أشار وزير الدفاع جيمس ماتيس إلى ذلك في ابريل الماضي عندما ذكر أن الولايات المتحدة تدرس تكثيف مشاركتها في الحرب التي تقودها السعودية. ووفقا لماتيس، فإن السبب الرئيس وراء الرغبة في زيادة المشاركة في الحرب لم يكن ضد الجماعات الإرهابية بل لاستهدف إيران.
 
*"مينت برس" الأمريكي

Total time: 0.048