اخبار الساعة
لم يتوقع الشاب الهندي "ريان محيي الدين" (٢٢ عاماً) أن عمله الإنساني طوال عامين في إيصال سيدة مسنة تعاني من الفشل الكلوي وابنتها بالمدينة المنورة - مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم - من وإلى المستشفى محتسباً، لا يأخذ ريالا رغم حاجته للمال، بلا مركبة ولا مرتب شهري، بل مستعيراً مركبة صديقه؛ سيكون باب خير له وفك كربه، حيث بدأت تنهال عليه الدعوات محملة بالهدايا، ومنها سيارة جديدة وصلته من فاعل خير، وكان باب خير على تلك السيدة، حيث رزقت سيارتين من فاعلي خير.
وكشفت "سبق" تفاصيل الفيديو الذي وثّقه المواطن "أبونهار المرزوقي" بعدما قدم من عنيزة للمدينة المنورة قبل يومين بهدف مساعدة تلك المسنة على إثر مراسلة ابنتها له وطلبها المساعدة والنخوة منه، فجاء بأبنائه فقط دون والدتهم، وتركهم في شقة، وسارع في إنهاء علاج المسنة على حسابه، وبمساعدة أبناء عمومته، والتقى الشاب الهندي، وانتشر الفيديو في مواقع التواصل الإجتماعي، وكان نموذجاً للعمل الإنساني.
وهاتفت "سبق" المواطن "أبونهار"، وروى تلك القصة التي امتزجت بين الحقيقة والخيال، فقد جمعه بالشاب الهندي حب الخير ومحبة مساعدة الناس، وقال: "أنا ولله الحمد مهتم بمساعدة المحتاجين وفك كرباتهم. وقبل أسبوع تقريباً راسلتني فتاة من المدينة تشتكي العوز والفقر حيث احترق منزلهم وسكنوا الصحراء لأن والدهم فقير وهويته مرهونة عند شخص يطالبهم بمبلغ من المال قد استدانه والدهم المتقاعد فأمضوا وقتاً يقطنون خيمة في مخطط السلام بلا مأوى ولاعيش كريم".
وأضاف: "لكن فاعلي الخير في هذا الوطن كُثر ولله الحمد وبعد فترة تبرع فاعل خير واستأجر منزلا لهم، وفي هذا الحي سخّر الله لهم هذا الوافد الهندي الذي أصبح وكأنه ابن لهم وأخذ بإيصال السيدة وابنتها للمستشفى ويجلس بالساعات في انتظارهم ويأتي بالمستلزمات لهم ويقضي حاجاتهم اليومية ولم يتقاض منهم ريالا واحدا لعامين عدا ما تجود به تلك السيدة من مبالغ يسيرة ويرفضه وقليلا ما يقبله ابتغاء الأجر من المعطي الكريم سبحانه وتعالى."
وعن طريقة تسجيل الفيديو وكيف تعرف عليهم، قال: "عندما وصلت للمدينة حصلت على أوراق الأسرة الثبوتية التي تقر بفقرهم وحاجتهم وأخذت السيدة للمستشفى وأجريت الفحوصات الطبية اللازمة لها فقد تبرعت أنا وبعض أقاربي بإنهاء معاناتها وفعلاً بدأنا بالخطوات الأولى ووثقت ذلك في حسابي بالسناب شات وعندما أنهينا بعضها يوم أمس بالمستشفى خرجت فإذا بالسيدة وابنتها بالخارج ينتظرون فطلبت منهم الركوب معي لأني قد تركت أبنائي بالشقة واستقليت أجرة ليموزين فقالت لي السيدة سيأتينا ريان".
وأردف: "سألتها من هو ريان ظننته ابنها فقالت هذا هندي يوصلنا منذ عامين متبرعا محتسبا لايأخذ ريالا ويساعدنا فذهلت من تصرف هذا الشاب وانتظرته حتى قدم وكان دمث الخلق وأصرّ أن يوصلني معهم وسمعت منه القصة كاملة لشدة تأثري منها طلبت توثيقها ومثلما سمع الجميع قصته بالمقطع فهو يوصلهم عامين مبتغيا المثوبة من الله وتم تداوله على نطاق واسع في شبكات التواصل الإجتماعي".
واختتم: "القصة أثّرت في كثيرا وآمنت أن عمل الخير ليس حكرا على جنسية أو جنس أو بشر فكل الخلائق فيهم الخير بصرف النظر عن اختلافاتهم وأطيافهم وتلقيت اتصالات كثيرة وتبرع فاعلو خير بسيارتين للمسنة والشاب الهندي سيارة واحدة ورغم أني ذهبت من القصيم وقطعت ٥٠٠ كيلو لمساعدتها وصلت ووجدت من هو أجزل وأكرم مني بعمل الخير لذا قبلت رأسه بالفيديو ولا أقلل من شهامة ونخوة شبابنا السعوديين فهناك نماذج مشرفة، وأتمنى أن يكون تعاطف المتبرعين غير وقتي والجهات الأخرى كذلك".