قال خبراء أن الكوارث الطبيعية التي وقعت في قارة آسيا في عام 2011 قد يثبت أنها كانت أكثر الكوارث تكلفة على الإطلاق.
وفي تصريح لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) في بانكوك قال سانجاي سيرفاستافا المستشار الإقليمي للأمم المتحدة لشؤون الحد من مخاطر الكوارث أن "العالم لم يعانى من قبل من مثل هذه الخسائر الاقتصادية الناجمة عن الكوارث الطبيعية، التي وقع معظمها في منطقة آسيا والمحيط الهادي".
وأضاف أن 90 بالمائة من إجمالي الخسائر الاقتصادية العالمية التي بلغت قيمتها 270 مليار دولار كانت من نصيب آسيا.
بلغت الخسائر الاقتصادية الناجمة عن الزلازل التي وقعت في نيوزيلندا واليابان والفيضانات الغزيرة في أستراليا وآسيا في التسعة أشهر الأولى من عام 2011 حوالي 259 مليار دولار، ولكن لم تتعدى قيمة المؤمن عليه مبلغ 52 مليار دولار، وفقاً لما ذكرته شركة التأمين العالمية ميونخ ري التي تغطي التأمين ضد الكوارث الطبيعية.
وشكلت الخسائر الناجمة عن زلزال وتسونامي اليابان - التي بلغت 220 مليار دولار - الجزء الأكبر من الخسائر، طبقاً لما ذكره سيرفاستانا.
وإضافة إلى ذلك، أوضح البيان الذي صدر في 9 ديسمبر عن لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لمنطقة آسيا والمحيط الهادئ التي تعتبر بمثابة ذراع التنمية الإقليمية للأمم المتحدة في منطقة آسيا والمحيط الهادي أن "الفيضانات غير المسبوقة في بلدان جنوب شرق آسيا هذا العام سببت خسارة في الإنتاج التراكمي تقدر بنحو 6.3 مليار دولار أو 0.9 بالمائة من الناتج المحلي الإجمالي لكل من كامبوديا وجمهورية لاو الشعبية الديموقراطية والفليبين وتايلاند وفيتنام.
وقال مايكل ايبل المتحدث باسم شركة ميونخ ري أن "الكارثة الطبيعية الأكثر تكلفة ]في جنوب شرق آسيا[ قد تكون الفيضانات التي حدثت في تايلاند، حيث قدرت إجمالي الخسائر الاقتصادية الناجمة عنها بالمليارات".
ومع ذلك، قالت شركته أن التأمين يغطي أقل من 9 بالمائة من التكاليف في منطقة آسيا والمحيط الهادئ.
وعلى الرغم من ارتفاع نسبة المخاطر الاقتصادية والبشرية نتيجة لزيادة عدد سكان المناطق الحضرية، لا تزال التغطية التأمينية في العديد من بلدان المنطقة منخفضة للغاية على نحو لا يوفر الحماية الفعالة من المخاطر.
ومن جهته، قال ساني جيغيلوس، المنسق الإقليمي للحد من مخاطر الكوارث في برنامج الأمم المتحدة للتنمية أن "معظم العبء سيقع على الدولة التي ستأخذ على عاتقها تغطية تكاليف الإنعاش وإعادة التأهيل، بما في ذلك ضغوط التصدي لتحديات الحد من المخاطر المستقبلية".
الزيادة السكانية
قال غيرد هنغوبر، أخصائي تغير المناخ والطاقة المتجددة لدى شركة ميونخ ري أنه "في ظل النمو السكاني واستمرار التوسع العمراني في المناطق المعرضة للكوارث والثروات المتزايدة، نتوقع أيضاً زيادة الخسائر الاقتصادية".
وطبقاً لما ذكره التقرير الاستراتيجي لعام 2020 الصادر عن المركز الآسيوي للتأهب للكوارث، فإن 43 بالمائة من سكان آسيا يقيمون في المناطق الحضرية، كما تعتبر هذه المنطقة موطناً لنصف أكبر مدن العالم. وقال التقرير أن "الحقيقة الواضحة هي أن آثار الكوارث في المناطق الحضرية يمكن الشعور بها الآن بشكل أكثر حدة عن ما كانت عليه في الماضي".
وعلاوة على ذلك، قال سيرفاستا أنه من المتوقع أن يكون الفقراء هم الأكثر تضرراً من الخسائر الاقتصادية.
وقال هنغوبر أن "المنطقة تحملت وطأة الخسائر الناجمة عن الكوارث الطبيعية حتى الآن، وهناك حاجة ملحة لتوسيع نطاق التغطية التأمينية للكوارث الطبيعية".
وفي الوقت نفسه، إذا لم تدرج الحكومات عنصر الحد من مخاطر الكوارث ضمن خططها التنموية، فسوف ترتفع الخسائر الاقتصادية في المستقبل، حسبما ذكر جيغيلوس الذي أضاف أن "الاستثمارات في مجال الحد من مخاطر الكوارث هي استثمارات في التنمية".