نشر موقع اكو بلانت الروسي تحليلا سياسيا حول المستقبل السياسي لمسعود بارزاني وتطلعاته الطموحة للفوز باستقلال كردستان العراق مشيرا إلى خلفية بارزاني السياسية وسجله كرئيس إقليم كردستان العراق.
وقد أشار الموقع الروسي أن بارزاني قد أسس سنة 2007 المجلس الرئاسي في اقليم كردستان العراق وفاز من خلال جهوده سنة 2011 بالحصول على جائزة الحلف الأطلسي للسلام وذلك لدوره في "نشر السلام والاستقرار والتسامح المذهبي". هذا ونشوء تنظيم داعش الإرهابي قد سلط الضوء عليه من جديد في المجتمع العالمي.
منذ فترة وقد انخرط بارزاني في سياسة مرنة مع كل من السعودية وتركيا وإيران والحكومة المركزية العراقية وإسرائيل ليستفيد من طاقات جميع الأطراف في خدمة أجندته السياسية الخاصة.
بارزاني حاليا يسعى وراء تحقيق أحلامه التي لا يصدق تحقيقها وذلك من خلال تطبيق استفتاء الانفصال في كردستان العراق والذي واجه معارضة عارمة من خلال مختلف الأطراف الإقليمية والدولية بما فيها تركيا وإيران والولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي والحكومة المركزية العراقية حيث يعتبر انحياز إسرائيل لصالح هذا المخطط نغمة شاذة وخارجة عن سرب المواقف العالمية المعارضة للاستفتاء. هذا ومن جانب آخر لا يمكننا تجاهل العوائق المحلية لتحقيق حلم الانفصال المتجسدة في الحكومة المركزية العراقية والأحزاب الكردية المنافسة لبارزاني والمعارضة لسياساته.
هذا والسوال المفروض نفسه هنا هو: لماذا يلح بارزاني على هذه المطالب الغريبة والمستحيلة؟ في معرض الرد ننوه أولا بأن العلاقات القائمة بين بغداد وأربيل قد شهدت في السنوات الأخيرة مستويات مختلفة من التعارض والتوتر وعلى الرغم من الجهود التي بذلها الجانبان لاحتواء التوتر والاحتراز من أي تصعيد سياسي إلا أن التوترات لا تزال تبقى على قدم وساق حيث يرفض الإقليم الانصياع لسياسات الحكومة المركزية في بغداد.
المتابع لأحداث الإقليم يدرك مليا أن بارزاني من خلال الإعلان عن إجراء الاستفتاء العام يبحث عن تنازلات من جانب الحكومة العراقية كانت من الصعب مطالبتها في السنوات الماضية. وفي الحقيقة إن بارزاني بعد سقوط الموصل بات يقوم بإصدار النفط دون ترخيص من بغداد وقد أسس جيشا خاصا للحراسة عن نفسه وحكومته. إنه يظن أن الحكومة العراقية وبعد القضاء على داعش ستعالج ملفه ومن ثم قام بتأليب الرأي العام الكردي من خلال الإعلان عن الاستفتاء حتى يخلص نفسه وعائلته من الأسئلة والاتهامات الموجهة إليهم بشأن مصير الملايين من الدولارات النفطية والتملص من أي محاسبة مالية من جانب السلطات العراقية كما يحاول من خلال ذلك كله أن يجعل الحكومة المركزية والمكون الكردي وجها في الوجه في ساحات التناحر والصراع.
في الحقيقة إن لعبة الاستفتاء ستحول بارزاني إلى رمز كردي عظيم كما أن فشل هذا المبادرة أيضا سيمكن بارزاني من السيطرة على حكومة الإقليم لعدة سنوات جديدة.
بارزاني ومن خلال نظرته الشمولية والفساد المتفشي لدى كبار مسؤوليه قد أزعج المجموعات الكردية المختلفة بما فيها الاتحاد الوطني الكردستاني ومن ثم كان يفتقر إلى حاضنة شعبية لمواجهة الحكومة المركزية إلا أن لعبة الاستفتاء قد كممت أفواه المعارضين حتى يحقق بارزاني مزيدا من الانتصارات لصالح مصالحه دون النظر بالتداعيات الكارثية لإجراء هذا الاستفتاء على مستقبل أبناء العراق.
https://oko-planet.su/politik/politiklist/388659-strategicheskaya-igra-masuda-barzani-s-pravitelstvom-iraka-o-nezavisimosti-irakskogo-kurdistana.html