اخبار الساعة
قال المغرد السعودي المعارض الشهير “مجتهد” إن الاعتقالات التي تنفذها السلطات السعودية بحق شيوخ ومغردين وشخصيات عامة- “هي حملة مخطط لها مسبقاً للقضاء على الإسلام السياسي داخل السعودية”.
وأضاف في حوار مع “هاف بوست عربي”، أن الحملة تعكس رغبة الأمير محمد بن سلمان في إزالة مظاهر ارتباط الدولة بالدين وتحجيم النشاط الديني إلى المستوى الشخصي ودور العبادة فقط.
وربط “مجتهد” بين ما تشهده المملكة من تطورات وما وصفها بـ”أسباب تعود لتسلُّم محمد بن سلمان القرار”، رغم تأكيده أن القرار المرتقب بتنازل الملك سلمان عن العرش لنجله يثير “مقاومة داخل العائلة، لدرجة أن بن سلمان تلقى تهديداً من شخصيات مهمة جداً في العائلة بإعلان رفضهم القرار بصوت مرتفع، أو ربما حتى على شكل تمرد”. ومنهم أبناء الملك عبدالله بن عبدالعزيز والأمير البارز أحمد بن عبدالعزيز.
وطالت موجة الاعتقالات شيوخاً ومفكرين، مثل الداعية المعروف الشيخ سلمان العودة، لكنها وصلت إلى شخصيات غير إسلامية، ومغردين من المؤثرين على تويتر مثل المحلل الاقتصادي عصام الزامل، والكاتب والمؤلف عبد الله المالكي.
وحول اعتقال عبد العزيز بن فهد أكد مجتهد: اعتُقل قطعاً؛ بسبب تغريداته ضد محمد بن زايد، وهناك محاولة لكسب إخوانه من خلال إقناعهم بأن الاعتقال مرتبط باستحواذه على إرث والده، وأن هناك محاولات لإرغامه على إعادة ما سرقه من إخوانه من إرث الوالد.
وكان وضعه في السجن أمراً سيئاً؛ لأنه يتناول عدداً كبيراً من الأدوية ومواد أخرى، وتسبب غيابها في اضطراب وضعه الصحي؛ مما استدعى ساجنوه أن يطلبوا ممرضيه الشخصيين لمساعدتهم في معرفة ماذا كان يتناول.
وعن أسباب الإعتقالات الآن التي طالت دعاة إسلاميين قال: كون محمد بن سلمان تلميذَ محمد بن زايد وحريصاً على إزالة الشبهة عن ارتباط السعودية بالتطرف والإرهاب، سعى لتطبيق هذه السلسلة منذ كان ولي ولي العهد. لكن بن نايف، على طريقة الحكام السابقين، كان يرى في هذا استفزازاً للمتدينين، وخسارة لشخصيات تستفيد منها الدولة في تحييد الإسلاميين.
وحين أزيح محمد بن نايف عن المشهد، لم يعد هناك أحد يمنع بن سلمان من المضي قدماً في تنفيذ خطته بشكل صارم.
وأنبه هنا إلى أن محمد بن نايف حين يرفض مثل هذه الاعتقالات، فليس من باب كونه ضد القمع؛ بل هو أشد قمعاً من محمد بن سلمان. لقد اعتقل قبله مئات وآلافاً بحجج كثيرة، لكن محمد بن نايف يعتقد أن هذه الشريحة التي استُهدفت في الاعتقالات الأخيرة مفيدة في إقناع جزء كبير من الشعب المحافظ بأن الدولة ليست خصماً مع الدين، وبهذا يخفف الاحتقان الشعبي ضد الدولة.