قالت صحيفة "ستراتفورد" الأمريكية إن التغيير قادم إلى المملكة العربية السعودية، وقد يصل قريباً إلى قمة النظام الملكي في البلاد، وسط التحولات الاقتصادية والسياسية الكاسحة الجارية في جميع أنحاء البلاد.
وتقول الصحيفة إن أهم تلك التحولات هو "تنازل الملك الوشيك الذي يشاع أنه يخطط في المستقبل القريب من أجل تمهيد الطريق إلى العرش لولي العهد الجديد محمد بن سلمان".
وتضيف الصحيفة أن رحيل الملك سيأتي في الوقت الذي تكافح فيه الأمة من أجل وضع خطة طموحة تحتاج إلى الإصلاح الاقتصادي. والرياض مصممة على إيجاد أفضل مزيج من التدابير التي تنجح بشكل كبير خطة التحول الوطنية بعد أكثر من سنة على تقديمها.
وتقول الصحيفة إن المملكة العربية السعودية، شأنها شأن جيرانها الخليجيين، لديها ميل لصياغة مبادرات اقتصادية مدتها خمس سنوات: وقد فعلت ذلك مرارا منذ عام 1970. ومع ذلك، نادرا ما أعادت النظر في تلك الخطط بعد وقت قصير من إطلاقها. وتضيف أنه في الوقت الذي تعيد فيه الرياض النظر في نهجها، من المرجح أن تضع أهدافا أكثر قابلية للتحقيق لأرباب العمل في القطاع الخاص، مع تحديد طرق جديدة لتحقيق إيرادات من مصادر أخرى غير النفط الذي تعتمد عليه حاليا.
وحسب ما تقول الصحيفة الأمريكية، فقد جاءت محاولة الرياض لإصلاح الاقتصاد السعودي جنبا إلى جنب مع محاولة لتجديد السياسة في البلاد. بالإضافة إلى تحديث قواعد الخلافة. وتضيف أنه بعد إعادة هيكلة الوزارات غير الفعالة وإنشاء لجان حاكمة على مدى العامين الماضيين، أسرع ولي العهد المعين حديثاً بإنشاء جهاز جديد للأمن لوضع جهاز الاستخبارات في المملكة تحت سيطرته. ومن شأن التنازل المتوقع للملك عن العرش أن يمثل تغييراً سياسياً أكثر وضوحاً، بحيث يصل إلى العرش أصغر ملك سعودي منذ ما يقرب قرناً من الزمان.
وتشير مصادر لـ"ستراتفور" إلى عزم ولي العهد على فصل لقبي "الملك" و"خادم الحرمين الشريفين" حين يتولى العرش، على عكس الجاري حالياً.
وبالرغم من أن استخدام ملوك السعودية لهذا اللقب لم يبدأ سوى في الثمانينيات، إلا أنه وسمٌ يرجع إلى قرون عديدة، يهدف إلى تعزيز وإيصال الشرعية الدينية والقوة التي تتمتع بها المملكة في العالم الإسلامي.
وتوضح الصحيفة "لذا فإن تخلي ولي العهد عن اللقب من شأنه أن يجعل منه زعيماً مدنياً علمانياً، بدلاً من شخصية روحانية مرشدة".