شنت صحيفة الامناء الجنوبية هجوما ساخنا على رئيس حكومة هادي "بن دغر" واصفة اياه بالعميل السري النوعي صاحب لعبة الجوكر الخطيرة "اخبار الساعة "يعيد ما نشرته صحيفة الامناء :-
لم يعد ثمة شكٌّ بحقيقة ورقة "الجوكر" التي يظن صالح بأنه سيستخدمها لصالحه لإسقاط الشرعية عبر غزوها من الداخل، وذلك لأن الرجل مؤمن بالحرب غير المباشرة لإسقاط التحالف العربي، وورقة الجوكر تتمثل ببن دغر، رجل الانقلاب "السري" في جسد الشرعية ومفكك دول التحالف العربي، وسأسوق إليكم في هذا التحليل (قرائن) واضحة تدل على أن هذا الرجل يعد الانقلابي الأول على الجميع، ويعمل حالياً لمصلحته بينما يوهم الجميع بأنه معهم، وهنالك طابور طويل أوكلت إليهم مهام وأدوار خطرة لسحق الشرعية من الداخل، وإفشال أهداف التحالف العربي، واقتياده إلى اصطدامات خطيرة مع الشركاء الحقيقيين والأوفياء الذين يقدمون الدماء في سبيل إكمال أهداف التحالف العربي، وافتعال المشاكل، والأزمات، لا تسهينوا بالأمر أبداً، فليس بيننا وبين هذا الرجل عداوة شخصية، وإن ذلك ليس إلا من قبيل التحذير والنذير؛ لان التاريخ يذكر لنا مدى خطورة وضع كوضع بن دغر وشركائه في الجسد الواهن للشرعية والتحالف، فلم تسقط (الإمبراطورية السوفيتية) إلا عبر (عميل سري نوعي) لأمريكا تم زرعه في الجسد السوفيتي بوظيفة مرموقة، ولم تتمكن المخابرات السوفيتية بكل إمكانياتها ورقابتها للعميل الأخطر في جسدها رغم أنها كانت تعمل عليه رقابة لصيقة؛ لكنه كان يعمل بطريقة مختلفة عن الجواسيس المعروفين، فلم تتمكن من كشفه إلا بعد تهاوي وانهيار ذلك الاتحاد العظيم، ولما سُئِل الرجل عن كيفية فعله ذلك دون أن يتم ملاحظته من قبل أجهزة المخابرات، رد قائلاً: لم أكن أسرب المعلومات العسكرية، ولم أدلِ بمعلومات عن الأسلحة ولا المواقع ولا أي شيء من هذا القبيل، ولكنني فقط كنت مسؤولاً مرموقاً وبوظيفة حساسة في جسد السوفييت، فكنت أبني سورا ضخماً بشكل خاطئ وأكون متأكدا من أنه عندما سيقارب الاكتمال، فإنه سينهد على رؤوس السوفييت، قيل له كيف ذلك، رد عليهم: كنت أتلاعب بالوظائف فأضع الرجل المناسب في المكان غير المناسب، كانت مهمتي بناء سور بشكل خاطئ، سينهدم حالما قارب اكتمال بنائه، وكنت في كل ما تصل إليه سلطتي أعمله بشكل يظهر أنه اعتيادي، لكنه لم يكن كذلك على الإطلاق، وهذا بالضبط ما يفعله بندغر الذي يتلاعب بجينات الشرعية والتحالف، ومن الطبيعي أن تنتج الشرعية جنينا مشوها يتسبب بهزيمة التحالف العربي شر هزيمة عبر اصطدامها بحلفائها الرسميين وابتزازها بمعركة مأرب وصنعاء، وسيؤدي ذلك لخروجها مهزومة بأثقال كبيرة لها ما بعدها، ثم لا يغرَّنكم مدحه لها أو حتى مدح هادي هو وفريقه الإعلامي، هذا هدف واضح يرغب به إبعاد انتباه هادي؛ وتنويمه وطمأنته بأنه سيستمر طويلاً برئاسته وأنه ليس مثار خطر عليه، في حين يعود ليمسح بما يقوله بطرق سياسية خبيثة يفهمها من يقرأ سياسة صالح والإرياني ومن بعدهم هذا الرجل..
أجندة سرية!
ولأن معظم تصريحات بن دغر خطيرة، ولا تحمل في بطنها إلا جنينا انقلابياً مكتمل الأعضاء وربما قد يكون الحمل توأما ذو وجوه متعددة كما هو حاله، منذ بدأ عمله كرئيس للحكومة، وإن حاول التمويه أحيانا على الشرعية ودول التحالف العربي، بأنه ضد الانقلاب إلا أن عين أي شخص حصيف وحريص يعلم أن لبندغر أجندته السرية التي يؤديها وهو يظن ألا أحد يعرف أساليب مستشار صالح لفترة طويلة من الزمن؛ وهو يظن نفسه قد أصبح السياسي الأبرز في هذه البلد، وليس هذا فحسب بل إنه حالياً يقود انقلاباً حقيقياً على صالح وقد أحسَّ صالح مؤخراً بذلك، رغم طمأنة بندغر من حين لآخر له، إنما يستمر في إيهام الجميع بأنه معهم بينما هو يفكر الآن بأن يكون الرئيس الفعلي للبلد؛ وهذا هو سر تكثيف حضوره بمعظم الفعاليات والافتتاحات والتوجيهات حيث بدا كناشط سياسي في الأيام المنقضية.. آخرها تصريحات دمج قوات الحزام الأمني، ومكافحة الإرهاب، التي تتوغل حالياً فيما يوجع الجميع بما فيها أطراف كبيرة في قلب الشرعية، حد وصولها لمناطق لم يكن صالح نفسه يرغب بوصولها، لما يجنيه منها فهي بقرته الحلوب ورفقاؤه محسن وآل الأحمر، وهي مظلة اختراق الجنوب (بإذن وبطاقة عبور عالمية)، فالأولوية لمكافحة الإرهاب، واليوم أضحت هذه القوات تقوم بهذا الدور، وهذا ما يجعلها خطرا عليهم جميعا بلا استثناء؛ ذلك لأن هذه المليشيات - حسب زعمهم - ستفكفك وتنتزع أنيابهم ومخالبهم التي يحكمون بها السيطرة على مراكز وينابيع الثروة في مناطق ومحافظات الجنوب (الضحية)، وبعد نزع هذه الأنياب سيصبحون مجرَّدين من أي قوة ولن تكون لهم أدنى شماعة للاقتراب من مناطق الثروة النفطية.
الإمارات وسواد عيون الجنوبيين!
وحتى نكون أوضح لا تقوم دولة الإمارات بما تقوم به الآن لسواد عيون الجنوبيين ولا حبا خالصاً بهم، بل لديها هدفها الاستراتيجي المتمثل بتجفيف ينابيع رجال أعمال جماعة "الإخوان المسلمين"، ومكافحة الإرهاب كحقيقةٍ فعلية لا استثمار فيها، وقدمت على ذلك عرابينها في أبين وشبوة ولحج، وهذا كله لم يتم إلا بتأييد أمريكي مطلق في إطار مكافحة الإرهاب، وهنا يكمن خطر هذا التوجه الذي أضحى كابوساً مؤرق للجميع، وهو ما يقض مضاجعهم جميعاً.. وسيكشف حل أحجية أرهقت الجميع..
وبعد دعوة بندغر الأخيرة، انكشف - عملياً - من كانوا يقومون بافتعال المشاكل وتحريض بعض الفئات واستغلال بعض الأخطاء التي حدثت، بل والقيام عبر طُرق استخباراتية، بلفت انتباه العالم لبعض ظواهر منها اقتحام البنك المصور، واستغلال لباس "مكافحة الإرهاب"، لإظهارها بشكل مليشيوي، وضرب الفرقة ومكامن قوة الحراك الجنوبي، وهذا تمثَّل باستهداف الصبيحة ويافع والضالع وضرب هذا المثلث بالذات حتى لا تقوم له قائمة، وبرز ذلك بوضوح تام بعد الدفع ببعض العناصر لعمل الفوضى، وإضفاء طابع الصراع بين الضالع وأبين على وجه الخصوص، وسنفرد تقرير خاص حول الطرق المخابراتية التي تم استخدامها بشكل غير مباشر..
جيش مرتد
يعمل بن دغر بجهود مستمرة لمصلحة صالح، كما تطلق عليه تسمية "الجوكر" الذي، أطلقه صالح ك(جيش مرتد) يغزو ويحطم أغشية الشرعية الواهنة من الداخل، ولكم أن تستعيدوا كل خطاباته حتى لا تظنوا أننا نظلمه أو نتجنى عليه بما نقوله، وسنعرج لكم على بعض تصريحاته وحتى قناعاته التي يطلقها في حضرة من يجلسون معه، وكلها تؤكد أنه يعمل ضد الشرعية، ووحده هادي الرجل الهائم الذي لا يعرف البوصلة؛ بسبب من يقومون بتضليله؛ لأنه محاط بسياجات منيعة من بعض رجالات الأحزاب المستفيدة من وضع الاختطاف، وكلهم متآمرون عليه وسيتسببون بإسقاطه وليس هذا فحسب، بل سيسوقونه إلى أبعد من ذلك، والأيام بيننا..
كهرباء الصيف البارد
وإليكم قرينة أخرى، وهي أنه عندما كانت ولا تزال عدن تعاني من أزمة الكهرباء في الصيف بالذات ليخرج علينا الرجل بوعد صارم بأن (صيف عدن لن يكون الا باردا)، ولا ندري هنا ما هي الرسالة التي أراد توجيهها للمواطنين بهذا الشأن ولا ما الذي جعله يعطي، وعدا واضحا شفافاً وجريئا، رغم معرفته بوضع حكومته وكيف تسير أعمالها، والعراقيل التي تواجهها بل وحالة ضعفها الكبيرة وتعييناتها المجنونة، الجميع حينها سخر من تلك الوعود ورأينا الناشطين يسخرون من بن دغر بتداول صور للثلوج المتساقطة على عدن، وفي تلك الصور رسالة واضحة أنه لا يمكن أن يكون الرجل صادقاً في حديثه كما هي، الاستحالة من تساقط الثلوج في عدن، هذا ما فهمه المواطنون البسطاء، إذن ماذا كان هدف بن دغر الحقيقي، بهذا الشيء، ألا يفهم حقا ما يعمله وهو السياسي الحصيف، ومستشار صالح في صناعة السياسات الارتدادية، إذن معلوم ما الذي يريد الوصول إليه، وطبعا ليس تهدئة المواطنين بل تحفيزهم أكثر للخروج على الشرعية، وهذا بالفعل ما حدث من مظاهرات ليلية الى عزبة معاشيق حينها..
هالات إعلامية وتسليط الأضواء
إن الرجل يعمل على صنع هالات إعلامية بشكل خطر جداً وسلبي وستدفع الشرعية والتحالف ثمنها، جرَّاء عمله على انتقاء بعض الظواهر وتكثيفها مستغلا وضعه كرئيس للوزراء في هذه الحكومة المسكينة.
لقد ظل بن دغر يعمل بشكل متواصل، ضد الشرعية والتحالف ليخرق سفينتها بغرض إغراقها، فكان ولا يزال يستفزُّ الجنوبيين بشكل مريب، لجعلهم يصطدمون مع الشرعية وتحقيق هدفه السري الذي أوكل إليه صالح الدور لتنفيذ المهمة، ومع هذا لم ينجح بذلك، وكان يتمسك بـ(شعارات وطنية فضفاضة) كالوحدة وغيرها حتى يكسب التأييد ويظهر بمظهر رجل الدولة والسياسي الوطني، من دون وجود أدنى مبرر لهذه الوطنية الكاذبة والخادعة من قبل الجوكر، كان بإمكانه أن يكون وحدويا حتى النخاع وسيعمل لها لو كان صادقا بطرقه السياسة المعروفة وأساليبها، لكنه دوما ما يقوم بدور تحفيزي خاطئ بهدف جذب الأفعال الارتدادية، وجعلها تصب في صالح الانقلاب..
العميل الوطني
ومرة أخرى، ظهر فيها بن دغر ليعلن التعبئة العامة وإعلان حالة الطوارئ، في عدن والمناطق المحررة، مع أن المناطق غير المحررة ممتلئة بإصابات الكوليرا ووفياتها بأضعاف مضاعفة، لكن كان هدفه في هذا يتناغم مع عمل صالح بالضبط الذي تؤكد معلومات أن فرقا خاصة تقوم بعملية نشر وباء الكوليرا، وغرض صالح وبن دغر هنا تسليط الانتباه والضغط على الشرعية والتحالف إنسانياً أمام المنظمات الدولية، وذلك بهدف إيقاف العمليات ضد الانقلابيين، إذ أنه من غير المستغرب أن يفعل الانقلابيون ذلك، لكن المستغرب هو ما هدف "بن دغر" من هكذا تصريحات خطيرة لها أجندتها الواضحة، ليأتي رد محافظ عدن ومدير الصحة فيها المخولين ميدانيا بمتابعة انتشار هذا الوباء في عدن، حيث قال المفلحي أنه لا داعي من تخويف الناس وإعلان حالة الفزع في أوساط المواطنين، وقال المفلحي، أنه لم يثبت أي شيء مما قاله الرجل وما تتحدث عنه الصحة في عدن، اذن مرة أخرى ما الهدف من هذا كله، وبالذات في المناطق المحررة..
أخيرا دعونا نحلل ما كتبه "بن دغر" في مقالٍ له وتسليطه الضوء على دعوة المجلس الانتقالي لمليونية 7/7 انما هدفها الاصطدام وقد مرت قبلها مليونيات كثيرة دون أدنى صدام، ما الذي جعل الرجل يهيئ الأرض لحالة اصطدام، ويحدد بشكل دقيق بأن صراعا سيتم داخل عدن عاصمة الشرعية، وتركيزه الأضواء على أن خروج الجنوبيين إنما يأتي بهدف إسقاط الشرعية والوقوف ضد الرئيس هادي، وهذا يدل على أن الهدف هو خلخلة الشرعية وضربها بحلفائها بشكل مباشر، ومثل هذه السياسات هي التي ستسقط الشرعية نتيجة عدم فهمها الواقع، والتعاطي معه بشعرة معاوية، ناسين أن الأوضاع قد تقفز بشكل لحظي، لإنهاء الشرعية في عدن حقا، ويكون هادي أضعف شمالا وجنوبا ولن يتبقى أحد معه، فتفرض الحلول على الجميع ويتم إخراج هادي من المشهد نتيجة إحاطته بسياجات ذهبية قاتلة.