في إحدى غرف المرضى بالمركز الطبي لجامعة جنوب نيفادا، تتذكر ناتالي فانديرستاي الناجية من اعتداء لاس فيغاس اللحظات العصيبة والمشاهد المرعبة حينما فرت من الرصاص وهي تنزف من طلق ناري في بطنها.
ساعات من الخوف، ويد غريبة غيرت مسار حياة الممرضة فانديرستاي من لوس أنجلس والتي كانت تحضر الحفل الموسيقي مع أصدقائها في لاس فيغاس.
وتتذكر فانديرستاي مشهد جثث الضحايا من حولها والمصابين الذين تعالت أصواتهم طلبا للمساعدة، وتتذكر أيضا كيف داس عليها بعض الناس وهم يحاولون الفرار من مكان الحادث.
"كان الناس يصرخون، وكان صراخهم يتعالى أكثر فأكثر.. ثم شعرت بدفعة قوية في بطني وعرفت حينها أني أصبت بطلق ناري" تقول فانديرستاي.
ولتنجو بحياتها كان عليها أن تزحف وتدوس على جثث الضحايا وتسمع الجرحى وهم يتألمون، وهي لا قوة لديها كي تساعدهم.
وتقول "كان الألم لا يُحتمل، كنت أعرف أني سأنزف كثيرا لكن كان علي النجاة بحياتي".
مدفوعة بغريزة بقاء قوية، تسلقت هذه السيدة سياجا كان يحيط بموقع الحفل، واحتمت هناك بانتظار توقف إطلاق النار الذي كان يبدو حينها بلا نهاية، وعندما توقف لوهلة، لمحت فانديرستاي سيارة تكسي بداخلها ثلاثة أشخاص طلبت مساعدتهم فسحبها هؤلاء داخل السيارة .
وكانت سرعة بديهة سائق التكسي سببا في بقاء فانديرستاي على قيد الحياة، فبدلا من أن يأخذها إلى أقرب مستشفى قام بأخذها إلى المركز الطبي لجامعة جنوب نيفادا الوحيد في الولاية المتخصص بعلاج الصدمة والإصابات الخطيرة.
"لولا سائق التاكسي في ذلك اليوم.. ولا أعرف من هو، لقد فعل كل ما بوسعه ليوصلني إلى هنا"، تقول الناجية التي عبرت عن امتنان عميق لكل الغرباء والمتطوعين والأطباء والممرضين الذين مدوا لها يد المساعدة في تلك اللحظات العصيبة والمرعبة ليل الأحد.
وفي تلك الليلة، أطلق ستيفن بادوك النار على حشد من نحو 22 ألف شخص كانوا يحضرون حفلا موسيقيا في الهواء الطلق في لاس فيغاس ليسقط منهم 58 قتيلا وأكثر من 500 جريح، في اعتداء اعتبر الأسوأ في تاريخ حوادث إطلاق النار بالولايات المتحدة.
المصدر: أسوشييتد برس