قبائل رداع يسيطرون على الوضع الأمني في مدينتهم، ومخاوف سياسية من اختلاق نظام صالح اختلالات أمنية لإعاقة إجراء الانتخابات الرئاسية
بتاريخ 2012-01-20T02:57:36+0300 منذ: 13 سنوات مضت
القراءات : (3488) قراءة
اخبار الساعة - صنعاء
ذكرت مصادر قبلية أن رجال القبائل سيطروا على أغلب مناطق مدينة رداع في محافظة البيضاء التي احتل أجزاء حيوية منها مسلحون محسوبون على تنظيم القاعدة بزعامة طارق الذهب، نجل أحد أبرز المشايخ القبليين وصهر الخطيب اليمني الأمريكي الراحل أنور العولقي، في ظل اتهامات سياسية بتواطؤ القوات الموالية للرئيس علي صالح بتسلم عناصر القاعدة مدينة رداع، كما تم تسليمهم محافظة أبين مطلع العام الماضي.
وتداعت قبائل محافظة البيضاء لحماية مدينة رداع التاريخية، إثر شعورهم بأن الأجهزة الأمنية ومعكسرات الحرس الجمهوري الموالية للرئيس علي عبدالله صالح (تواطأت) مع عناصر القاعدة المسلحين الذين دخلوا مدينة رداع دون أي مقاومة واحتلوا مدرسة ومسجد العامرية الأثري وكذا قلعة رداع التاريخية، بالإضافة إلى سيطرتهم على العديد من المراكز الأمنية والسجن المركزي دون أي مقاومة تذكر من قبل قوات الأمن.
وتعهّد رجال ومشايخ القبائل في محافظة البيضاء الأكثر قبلية بحماية المحافظة من أي محاولات للسيطرة عليها من قبل المسلحين مستنكرين ما أسموه بـ(التواطؤ الفاضح) بتسليم بعض المراكز الأمنية ومؤسسات الدولة للمسلحين في رداع دون مقاومة.
وكشف الشيخ خالد الذهب، شقيق طارق الذهب، ان طارق قام باقتحام العديد من المواقع الحيوية في رداع 'بالتنسيق مع جهاز الأمن القومي، ومع جهات عليا مقربة من الرئاسة بصنعاء، قبيل سيطرته على مدينة رداع، بهدف إعلانها إمارة إسلامية'.
ونسبت قناة سهيل المعارضة إلى الشيخ خالد الذهب قوله إن 'شقيقي طارق الذهب من صنيعة نظام الرئيس المنتهية ولايته علي عبد الله صالح، وأنه منسّق مع وزير الداخلية السابق، مطهر رشاد المصري، ومع جهاز الأمن القومي'.
'واستنكر خالد الذهب التسهيلات التي حصلت عليها الجماعات المسلحة للدخول إلى رداع، إثر صمت معسكرات الحرس الجمهوري المتمركزة في محيط مدينة رداع، وقال ان 'الأجهزة الأمنية سلّمت طارق الذهب قلعة ومدينة رداع، وأنه لو وقف جنديا واحدا برشاش ثقيل ما استطاعت هذه الجماعات المسلحة أن تسيطر على القلعة ولا على المدينة'.
'مؤكدا أن شقيقه طارق 'التقى بعناصر من جهاز الأمن القومي قبيل سيطرته على رداع بأيام، وأنه تحدث مع شقيقه وأخبره بأنه منسق مع نظام صالح'. وكشف الذهب 'عدم جدية بقايا نظام صالح في إلقاء القبض على شقيقه طارق، حيث عرض على السلطة في وقت سابق أن يسلم لها شقيقه طارق، المتهم بالانتماء لتنظيم القاعدة، ولكن السلطة رفضت هذا العرض.
إلى ذلك أكدت مصادر قبلية لـ'القدس العربي' أن رجال القبائل الذين يمتلكون أسلحة ثقيلة ومتوسطة وخفيفة نجحوا في السيطرة على أبرز المناطق والمداخل الرئيسية المؤدية إلى مدينة رداع ومحاصرة مسلحي القاعدة في دائرة ضيقة حول مسجد العامرية وقلعة رداع التاريخية، وأن هناك وساطات قبلية لإقناع مسلحي القاعدة بالانسحاب من المدينة وعدم إدخالها في أي صراع مسلح، لأن 'أبناء المحافظة القبليين لن يتركوا مدينتهم تسقط في أيدي مسلحي القاعدة'.
مشيرة إلى أن 'مسلحي القاعدة اختاروا المكان الخطأ في التوقيت الخطأ، حيث ان مدينة رداع ليست كمحافظة أبين ولن يتركها أهلها مطلقا لمسلحي القاعدة' وبالتالي لقيت الدعوة القبلية لحماية رداع من عناصر القاعدة استجابة واسعة النطاق وخرج أمس الأربعاء أبناء محافظة البيضاء في مظاهرة مسلحة حاشدة في مدينة رداع للتنديد بمواقف صالح وأتباعه واعلان استعدادهم لحماية المدينة من أي مسلحين متطرفين.
وذكرت مصادر في الوساطة القبلية أن قائد عناصر القاعدة طارق الذهب التي فرضت سيطرتها على أجزاء من مدينة رداع أبدى موافقته على الانسحاب من المدينة مقابل الافراج عن 15 معتقلا على ذمة الانتماء للقاعدة بينهم شقيقه نبيل الذهب، الذي اعتقل في سورية خلال السنوات الماضية وأفرج عنه مؤخرا وعاد إلى اليمن ليلقى مصيره بالاعتقال مجددا.
وأعربت مصادر سياسية عن قلقها البالغ إثر انكشاف ما أسموها (لعبة جديدة) يقوم بها صالح وأعوانه في اختلاق أزمات أمنية في البلاد لإتخاذها مبررا لإعاقة الانتخابات الرئاسية المقرر إجراءها في 21 الشهرا لمقبل، في هذا الظرف العصيب الذي يمر به اليمن وتتجه خلاله أنظار العالم إلى إجراء هذه الانتخابات المقرر أن تنقل السلطة رسميا من الرئيس صالح إلى نائبه عبدربه منصور هادي، وتدشن مرحلة انتقالية لمرحلة ما بعد صالح.
ودعا تكتل أحزاب اللقاء المشترك الدول الخليجية والغربية والمنظمات الدولية المعنية بمتابعة تنفيذ المبادرة الخليجية إلى 'تحمل مسئولياتها والضغط على اي طرف تنصل من التزاماته'.
وحذّر اللقاء المشترك في بلاغ صحافي من خطورة هذه التداعيات على السلم والامن الاجتماعي وان للضالعين فيها اجندة تستهدف خلط الاوراق والنكوص عن التزامتهم تجاه الالية التنفيذية للمبادرة الخليجية واجراء الانتخابات الرئاسية في موعدها المحدد.
وعبّر عن اسفه لتصريح وزير الخارجية ابو بكر القربي الذي المح فيه إلى عدم إمكانية اجراء الانتخابات الرئاسية التوافقية في موعدها المحدد، واعتبروه 'تاكيدا واضحا على الترتيبات المتتالية للافعال والتصريحات 'لبقايا النظام'.
وكان وزير الخارجية اليمني أبوبكر القربي الذي ينتمي إلى حزب صالح أكد الثلاثاء أن المخاطر الأمنية قد تعيق إجراء الانتخابات في موعدها وهو ما فهمه البعض بأنه 'كشف نوايا حزب صالح نحو عرقلة الانتخابات الرئاسية' وهو ما أثار قلقا لدى الأوساط السياسية وكذا لدى الوسطاء الدوليين، حيث استقبل زظير الخارجية بالأمس سفراء الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي ومبعوث الأمم المتحدة لليمن جمال بن عمر لمعرفة أبعاد تصريحاته باحتمال تعثر إجراء الانتخابات.
وكان القربي قال 'أنا أتمنى أن تجرى الانتخابات في الموعد المحدد، لكن للأسف توجد بعض الأخطار المتعلقة بالأمن، وإذا لم تتم مواجهة التحديات والاختلالات الأمنية وهي مسؤولية حكومة الوفاق الوطني بمشاركة الأحزاب السياسية الأخرى فسيكون من الصعب إجراء الانتخابات يوم 21 الشهر القادم'.