من أجل بيان ذلك يجب أن نوضح بأن القرآن الحكيم يتكون من الآتي:
١- القانون القرآني وهو عبارة عن الآيات المحكمات، والتي تعتبر أم الكتاب، وهي من اللوح المحفوظ عند الله عزوجل، مصداقا لقول الله تعالى: { هُوَ الَّذِي أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ ۖ } صدق الله العظيم .
٢- اللائحة التنظيمية المتعلقة بالقانون القرآني كونها من الآيات المتشابهات، كما وضحتها الآية السابقة.
لذلك فإن أحكام القانون القرآني ( الآيات المحكمات ) يجب أن يكون لها أولوية التنفيذ، ثم يأتي بعد ذلك تنفيذ أحكام اللائحة التنظيمية (الآيات المتشابهات).
أما في حالة تعارض اللائحة التنظيمية مع القانون القرآني المرتبط والمتعلق بها فيجب توقيف العمل بأحكام اللائحة التنظيمية لعدم توفر شروط التنفيذ لكن تبقى تلاوتها سارية القراءة .
هكذا لن يكون هناك اي مجال أبدا للادعاء بان القران الحكيم متناقض في أياته .
مثال للقانون القرآني:
{لَّا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ} صدق الله العظيم.
مثال للائحة التنظيمية:
{وما ارسلناك الا رحمه للعالمين} صدق الله العظيم.
وبذلك فجميع آيات القتال يتوقف العمل بأحكامها إذا توفرت الشروط التي ذكرتها الآية السابقة (لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلونكم..... )، وهي:
١- عدم منع المسلم من أداء مناسك دينه.
٢- عدم اخراج الناس من ديارهم.
وبذلك سوف نحقق النتائج الطيبة التالية بإذن الله تعالى:
النتيجة الأولى: تأكيد أن آيات القرآن غير متعارضة فيما بينها { قُرْآنًا عَرَبِيًّا غَيْرَ ذِي عِوَجٍ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ }. صدق الله العظيم.
------------
النتيجة الثانية: إلغاء الأحاديث الموضوعة المخالفة لما جاء في القرآن الكريم: { وَمَا كَانَ هَٰذَا الْقُرْآنُ أَن يُفْتَرَىٰ مِن دُونِ اللَّهِ وَلَٰكِن تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ الْكِتَابِ لَا رَيْبَ فِيهِ مِن رَّبِّ الْعَالَمِينَ } صدق الله العظيم
------------
النتيجة الثالثة: توضيح أن الكتاب المقدس هو التوراة والزبور والانجيل وأحدث نسخة هو القرآن: {كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ وَأَنزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ} صدق الله العظيم.
[ لذلك يجب توضيح معنى النسخ والحذف الوارد في القرأن الكريم ]:
١- القانون القرآني يؤكد ذلك بقول الله تعالى: { لَّا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ ۚ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ } صدق الله العظيم.
٢- اللائحة التنظيمية للقانون القرآني السابق توضح أن المقصود من النسخ في كلام الله تعالى: { مَا نَنسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِّنْهَا أَوْ مِثْلِهَا ۗ أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} صدق الله العظيم، هو التكرار سواء في الشكل او المضمون.
- مثال على ذلك: قصة نبي الله موسى عليه السلام ذكرت في أكثر من سورة.
- أما كلمة (ننسها) فهي تعني أنها كانت موجودة في الكتاب المقدس (التوراة أو الزبور أو الإنجيل) ثم ألغيت في القرآن كونه أحدث نسخة للكتاب المنزل من الله تعالى.
مثال آخر: أن الله تعالى حرم على الذين هادوا أكل شحوم وحواشي البقر والغنم: { وَعَلَى الَّذِينَ هَادُوا حَرَّمْنَا كُلَّ ذِي ظُفُرٍ ۖ وَمِنَ الْبَقَرِ وَالْغَنَمِ حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ شُحُومَهُمَا إِلَّا مَا حَمَلَتْ ظُهُورُهُمَا أَوِ الْحَوَايَا أَوْ مَا اخْتَلَطَ بِعَظْمٍ ۚ ذَٰلِكَ جَزَيْنَاهُم بِبَغْيِهِمْ ۖ وَإِنَّا لَصَادِقُونَ } صدق الله العظيم.
- كذلك قول الله تعالى: { يَمْحُو اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ ۖ وَعِندَهُ أُمُّ الْكِتَابِ } وهذا يؤكد أن القرآن هو النسخة المحدثة للكتاب المقدس ( التوراة والزبور والانجيل ). ويثبت ذلك أيضاً قول الله تعالى: {وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتَابِ لَدَيْنَا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ} صدق الله العظيم.
-------------
النتيجة الرابعة: إظهار المعجزات العلمية في القرآن لإثبات أن الله هو الخالق والرب والإله وحده {سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ ۗ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ} صدق الله العظيم.
بدلا" من الخوض في مسائل فقهية غير ضرورية تتسبب في تفرقة الناس ونفورهم من القرآن الكريم .
----------------
النتيجة الخامسة :
إزالة سوء الفهم الخاطئ عند بعض الناس عن القرآن وكذلك إزالة حقد وكره غير المسلمين علي القرآن الكريم وترغيب جميع الناس في قراءته .
-----------------------
مثال أخر للقانون القرآني واللائحة التنظيمية المتعلقة به :
[ الشفاعة لله جميعا ]
اولا: القانون القرآني يبين بأن الشفاعة لله وحده { أَمِ اتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّهِ شُفَعَاءَ ۚ قُلْ أَوَلَوْ كَانُوا لَا يَمْلِكُونَ شَيْئًا وَلَا يَعْقِلُونَ
قُل لِّلَّهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعًا ۖ لَّهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ
ۖ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ } صدق الله العظيم
ثانيا : اللائحة التنظيمية المرتبطة بهذا القانون توضح بأن الله تعالى قد يسمح لمن يشاء من عباده بالشفاعة عنده جل وعلاء لكن تبقى الموافقة بيد الله عزوجل مالك الشفاعة :
١- { مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِندَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ ۚ } صدق الله العظيم
٢- { يومئذ لا تنفع الشفاعة إلا من أذن له الرحمن ورضي له قولا } صدق الله العظيم
لذلك فإن أحكام القانون القرآني (من الآيات المحكمات ) يجب أن يكون لها أولوية التنفيذ، ثم يأتي بعد ذلك تنفيذ أحكام اللائحة التنظيمية (الآيات المتشابهات).
أما في حالة تعارض اللائحة التنظيمية مع القانون القرآني المرتبط والمتعلق بها فيجب توقيف العمل بأحكام اللائحة التنظيمية لكن تبقى تلاوتها سارية القراءة .
هكذا لن يكون هناك اي مجال أبدا للادعاء بان القران الحكيم متناقض في أياتة . .
-----------------------
مثال أخر للقانون القرآني واللائحة التنظيمية المتعلقة به :
[ الحب الخالص لله عزوجل ]
اولا" : القانون القرأني يُبين أن حب الله عزوجل يجب أن يكون له الأولوية الخالصة دون غيرة من ألمخلوقات { والذين أمنوا أشد حبا لله } صدق الله العظيم
ثانيا : اللائحة التنظيمية تسمح للإنسان حب الناس سواء الأنبياء او الاقارب او جميع الناس وايضاً الملائكة كافه { وَأَحْسِنُوا ۛ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ } صدق الله العظيم
بشرط أن لا يتعدى هذا الحب المساواه مع الله عزوجل { وَمِنَ النَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ اللَّهِ أَندَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ ۖ } صدق الله العظيم
عقيد دكتور: امين حامد خيران مساعد مدير امن العاصمة صنعاء
_ استاذ القانون المالي بكلية الشرطة اليمنية