اخبار الساعة
قال القيادي في مجلس الحراك الثوري في جنوب اليمن، فادي باعوم، إن الجنوب يتجه نحو مزيد من الفوضى والتمزق بفعل سياسات التحالف العربي بقيادة السعودية، داعيا دولة الإمارات إلى أن تحمل عصاها وترحل.
وأضاف في حديث خاص لـ"عربي21" أن الجنوب ( المحافظات الجنوبية) يعيش حالة مأساوية تغيب فيها المبادئ والأخلاق، بل يتجه إلى مزيد من الفوضى والتمزق.
ووصف قوات التحالف العربي بأنها "قوة احتلال"، متهما إياها بـ"العبث بأرض الجنوب، والقيام بأعمال غير أخلاقية، وتشكيل مليشيات مسلحة، دون الاكتراث لحياة المواطنين في تلك المحافظات.
ودعا القيادي الجنوبي الإمارات إلى أن "تحمل عصاها وترحل من الأراضي الجنوبية".
وبحسب باعوم الذي يرأس الحركة الثورية الطلابية بالجنوب، فإنه من غير المقبول، إغلاق المطارات والموانئ الجنوبية، والسيطرة عليها من قوات التحالف التي يصفها بـ"المحتلة"، والتي ضاعفت معاناة الشعب.
وهاجم بشدة القوى التي تتصدر المشهد الجنوبي التي وصفها بالـ"منبطحة" لكل الإجراءات التي تمارس بحق أبناء الجنوب، التي تزعم أنها تحمل قضيتهم، على حد قوله.
واعتبر أن الذين يتوسلون السعودية والإمارات، من القيادات الجنوبية بأنهم "مسخ ليس لديهم مشروع".
كما انتقد، وهو نجل رئيس مجلس الحراك الثوري الجنوبي "حسن باعوم"، رفع صور العاهل السعودي وولي عهد أبوظبي، واصفا ذلك بـ"الجنون"، متسائلا: "لماذا هذا الانبطاح مادام أن السعوديين والإماراتيين بحاجة إلينا؟".
وأكد أن تعاملهم مع الآخرين، ينطلق من احترام حقوقهم ومبادئنا، وليس القبول بإملاءاتهم والدوران في فلكهم. لافتا إلى أن هناك استغفالا للجنوبيين عبر خطابات التوسل التي يلقيها البعض، ولا ترتقي إلى مستوى طموحهم.
وأوضح رئيس الحركة الثورية الطلابية الجنوبية أن التحالف معهم قائم على المصالح المشتركة، والشراكة ورفض إقصاء أي طرف.
وحول المجلس الانتقالي الجنوبي الذي شكله محافظ عدن المقال، عيدروس الزبيدي، بدعم إماراتي، تساءل: كيف يدعي المجلس تمثيل أبناء الجنوب، وقادته قاتلوا تحت راية الشرعية، وأدوا اليمين الدستورية أمام رئيسها. في إشارة إلى أعضاء المجلس الذين عينهم الرئيس عبدربه منصور هادي، محافظين في مدينة عدن كـ"الزبيدي"، وحضرموت (شرقا) كـ "أحمد بن بريك"، وفي شبوة (جنوب شرق) كـ"أحمد لملس"، والذين أقيلوا من مناصبهم قبل أشهر.
وفيما يتعلق بمخاوف الصدام بين مجلس الحراك الثوري لتحرير الجنوب والمجلس الانتقالي في الجنوب، قال إن الساحة هي ميدان الجميع، وسيكون الصراع سياسيا.
واتهم باعوم التحالف العربي بتأجيج الصراعات في الجنوب، "وهذا بدا واضحا من خلال ضرب القبائل ببعضها، عبر التشكيلات المناطقية التي دربها وسلحها، في مسار يعيد النهج الذي استخدمته بريطانيا إبان استعمارها للجنوب" على حد قوله.
وتطرق نجل رئيس مجلس الحراك الثوري الجنوبي إلى "السجون السرية" التي تشرف عليها حكومة أبوظبي في عدن والمكلا، وقال إن "هناك امتهانا لكرامتنا في الجنوب، ويتم التعامل مع الإنسان هناك كأنه حيوان".
وذكر أن ما يتعرض له الجنوبيون من قبل الإماراتيين مؤلم جدا، وهم الذين حولوا مطار "الريان" من مدني إلى ثكنة عسكرية يقام فيه سجن لتعذيب الجنوبيين دون هوادة، دون أن يقدموا للمحاكمات، وحرمانهم من السفر عبر هذا المطار.
ووفقا للقيادي الجنوبي، فإن التحالف لم يأت لتحريرهم، بل جاء لاستعبادهم والدوس على كرامتهم، "وهذا لايمكن القبول به، ورهاننا على القوى الشريفة في الجنوب" كما يقول باعوم.
وكان مجلس الحراك الثوري الجنوبي قد عقد مؤتمره الثاني في مدينة عدن (جنوبا)، في 11 من تشرين الثاني/ نوفمبر الجاري، متهما الرياض وأبوظبي بتكريس احتلال جديد في الجنوب، ووصف المجلس الجنوبي الذي يقوده الزبيدي بأنه "منشق"، ويحاول التسلق على تضحيات الحراك الجنوبي وسرقة صفة الممثل الشرعي لأبناء المحافظات الجنوبية.