اخبار الساعة - طاهر الشلفي
بتنافس محمود وغير مسبوق يتسابق أبناء عزلة الصفة بمحافظة إب على تنفيذ ثلاثة مشاريع تتمثل في شق طرق للسيارات كمنافذ لعزلتهم التي تقع في أطراف مديرية ذي السفال وتصنف كمنطقة بعيدة ونائية بسبب صعوبة الوصول إليها، حيث يحدها من الشمال مديرية العدين ومن الشرق مديرية جبلة وجنوبا مدينة القاعدة.
ومنذ ثلاثة أشهر من الآن بدأ العمل في المشروع الأول طريق العارضة الحبلة بمشاركة 40 متطوعاً من من أبناء العزلة يبدأون عملهم منذ الصباح الباكر وحتى المساء حاملين عدتهم التقليدية على أكتافهم يعملون بروح الفريق الواحد بكل حماس ونشاط في مشروع شق وتوسعة الطريق التي تقدر بأربعة كيلو متر وتربط المنطقة بمدينة القاعدة، واللافت في الأمر ان المشروع يسير بكل سلاسة وعن رضى وقناعة تامة لدى الجميع بالإضافة إلى انصياع كل منهما للآخر في تلقي التعليمات والتوجيهات التي من شأنها إنجاح المشروع.
وخلال فترة قريبة توجه العديد من العمال ينتمون للمنطقة بمبادرة طوعية ذاتية من أجل تنفيذ شق طريق كمنفذ آخر باتجاه جبل الريحان المقابل لجبل التعكر المطل على مدينة إب، وهذا المنفذ يصل المنطقة وبسرعة قياسية بمركز مديرية ذي السفال ومركز محافظة إب.
بعدها بأيام معدودة توجه آخرون ضمن المبادرة الطوعية لتنفيذ شق طريق الصفة الاصابح مديرية جبلة كمنفذ جديد وحيوي يصل المنطقة بمركز مدينة جبلة ومركز المحافظة ومنتزه جبل مشورة المطل على مدينة العدين .
لقد حظت المشاريع الثلاثة بتفاعل ودعم سخي من قبل أبناء منطقة الصفة لاسيما المغتربين في الخارج، بالإضافة إلى دعم ذاتي وطوعي لا بأس فيه من معظم الأهالي بما فيها الأمهات اللاتي قدمن ما يجدن به من مبالغ مالية وما بحوزتهن من حلي ومجوهرات، رغم الظروف الاقتصادية الصعبة والوضع المعيشي القاسي الذي يعيشه الوطن والمواطن في الوقت الراهن.
وما يريح النفس هي مبادرة الأطفال التي جاءت فكرتها من خلال الرائد التنموي عمار القشائي بعد أن سجلت أعلى نسب من التوقعات في التنافس المتسارع والإعلان عن التبرع والتوجه فورا لتوريد المبالغ المعلن عنها للصندوق المالي.
الصندوق الاجتماعي للتنمية وعبر المجلس التنموي للمنطقة وفور أن علم بما نفذه الأهالي من مشاريع ونسبة الانجاز التي حققوها على الواقع أرسل من جانبه مجموعة من المهندسين التابعين للصندوق للاطلاع وإعداد دراسات للمشاريع واعتماد الدعم المقر في لائحة الصندوق لبرنامج التمكين في دعم المبادرات الطوعية، وهو ما شكل مساهمة جيده شجعت على استقدام الآلات الحديثة من دركترات ودكاكات حديثة متخصصة قي شق وتكسير الأماكن الصخرية شديدة الصلابة.
وأخيراً .. يجسد أبناء منطقة عزلة الصفة بإب مثالاً رائعاً في التعاون من خلال وقوفهم صفهم واحداً لتنفيذ مشاريع تنموية تخدم جميع الأهالي كما أنهم يؤكدون بأن الأوطان لا تبنى إلى بأيدي أبناءها.