اخبار الساعة
أكدت مصادر فرنسية أن وزير الخارجية الفرنسي جان ايف لودريان سيجري حواراً صريحاً اليوم مع المسؤولين الإيرانيين خلال زيارته طهران تتناول البرنامج الباليستي الإيراني ونقل الأسلحة الإيرانية إلى الحوثيين، في وقت كشفت إيران عن إجرائها محادثات الشهر الماضي مع الاتحاد الأوروبي بخصوص اليمن، ما يشكل دليلاً جديداً على التدخل الإيراني في الشأن اليمني.
وأعلنت الخارجية الفرنسية أن الوزير جان ايف لودريان سيجري «حوارا صريحا» مع طهران حول البرنامج الباليستي الإيراني، وحول الدور الذي تقوم به في الشرق الأوسط وخصوصا في سوريا واليمن.
وقالت الناطقة باسم الخارجية الفرنسية انييس فون در مول في بيان «في إطار روحية الاتفاق النووي الموقع في الرابع عشر من يوليو 2015 تنوي فرنسا المضي قدما في حوار صريح ومتشدد مع إيران».
وتفيد أوساط الوزير لودريان أن باريس «تشعر ايضا بقلق خاص ازاء عمليات نقل الخبرات والقدرات الباليستية إلى أفرقاء إقليميين» من حزب الله اللبناني إلى المتمردين الحوثيين في اليمن.
وسيطرح لودريان مواضيع حساسة أمام محاوريه مثل الترسانة الباليستية الإيرانية والدور الإيراني بشكل عام في المنطقة الذي تعتبر باريس انه «توسعي». وتريد باريس، بالاتفاق مع لندن وبرلين، إقناع ايران بالحد من برنامجها للصواريخ الباليستية لكي لا تكون قادرة لاحقا على حمل رؤوس نووية. وقال لودريان إن «هذه الطموحات مقلقة جدا ومخالفة للقرار 2231» لمجلس الأمن الذي صادق على الاتفاق النووي عام 2015.
وحذر لودريان من انه في حال لم تتخذ إيران اجراءات واضحة بهذا الصدد «فستكون دائما، وعن حق، متهمة بالسعي لتطوير السلاح النووي».
محادثات مع أوروبا
من جهة أخرى، كشفت وزارة الخارجية الإيرانية عن إجراء محادثات مع الاتحاد الأوروبي حول اليمن الشهر الماضي، ما يؤكد الوجود الإيراني في الأزمة، والذي تدأب طهران على إنكاره.
وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الإيرانية، بهرام قاسمي، في تصريحات نشرتها وكالة «تسنيم» الإيرانية، إنه جرت محادثات مع أوروبا حول اليمن، ولكنها ليست مفاوضات بالمعنى القانوني والسياسي، على حد تعبيره. وأضاف بحسب ما نقله موقع «بوابة العين» الإخبارية أنه على هامش مؤتمر ميونيخ للأمن - الذي انعقد في فبراير الماضي بألمانيا- جرت محادثات ترأسها من الجانب الإيراني مساعد وزير الخارجية، وبيّن عددا من مساعي وزراء خارجية إيطاليا، وفرنسا، وبريطانيا، وألمانيا، حول الملف اليمني.
مراوغة إيرانية
وفي محاولة لنفي تورط بلاده في أعمال العنف والتخريب التي تقودها ميليشيا الحوثي الموالية لطهران في اليمن، قال قاسمي إن التحرك الإيراني في الملف يختص بالأوضاع الإنسانية، ومحادثات طهران الدبلوماسية تتعلق بمساعي إعادة الأمن ومكافحة انتشار الأوبئة والجوع والقحط.
وفي تصريحات أخرى تؤكد بشكل آخر الدور الإيراني في تأجيج الحرب في اليمن، حرَّض مستشار رئيس مجلس الشورى الإسلامي (البرلمان) حسين أمير عبد اللهيان اليمنيين، وخاصة الحوثيين، على استمرار العمل المسلح والاعتداءات، مشجعا إياهم بالدعم الإيراني في مجال التسليح.
أول زيارة
تعد زيارة وزير الخارجية الفرنسي جان لودريان أول زيارة لإيران يقوم بها مسؤول من أحد البلدان الأوروبية الثلاثة الموقعة على الاتفاق (فرنسا وألمانيا وبريطانيا)، مع روسيا والصين والولايات المتحدة، منذ إنذار الرئيس الأميركي دونالد ترامب في يناير الماضي. فقد أمهل الأوروبيين حتى 12 مايو لمعالجة «الثغرات الرهيبة» في الاتفاق. وفي حال عدم التوصل إلى قيود إضافية، فان الولايات المتحدة ستنسحب من الاتفاق وتعيد فرض عقوبات على إيران.
البيان