أخبار الساعة » كتابات ومنوعات » اقلام وكتابات

التوعية المضادة للانتخابات

- محمد النظاري

محمد حسين النظاري

التوعية المضادة للانتخابات

·        لا تفصلنا غير أيام قلائل عن الانتخابات الرئاسية المبكرة في الحادي والعشرين من فبراير الجاري، ورغم أن الحملة الإعلامية الرامية إلى حشد من يحق لهم الإدلاء بأصواتهم، تجري على قدم وساق ونحس بها ونحن موجودون في المهجر سواء عبر وسائل الإعلام المختلفة أو عبر التواصل مع الأهل والأصدقاء في الوطن.

·        رغم حملة التوعية بضرورة المشاركة الفاعلة إلا أننا نسمع أصوات شاذة عن الإجماع الوطنين والمرتكز على إنجاح الانتخابات لكونها الوسيلة الوحيدة للانتقال الآمن والسلمي والسلس للسلطة، فيظهر من يقوم بحملة مضادة بحيث يمرر رسائل واهية لبعض المواطنين مفادها بأن المرشح واحد وما الداعي للذهاب وطالما هي محسومة.

·        من ضمن ما يطلقه بعض المرجفين من يبعث في الناس روح التشاؤم، ويقول لهم بأن المرشح التوافقي المشير عبد ربه منصور هادي هو اتصال للنظام السابق، ولكي لا يبقى النظام السابق على حد قولهم قائماً فما على المواطنين إلا المقاطعة.

·        ويخرجون بشعارات لا يراد منها إلا توسيع الشقاق بين أبناء المجتمع الواحد، والذي اتفق فيه الجميع على الاحتكام للمبادرة الخليجية والياتها المزمنة وجعلها، الشيء الذي ينبغي ألا نختلف عليه، لأنها جاءت لمصلحة الجميع، بحيث لا غالب ولا مغلوب والمنتصر هو الوطن الذي جنبه الله شبح الحرب الطاحنة.

·        فئة أخرى من المخذلين لا هم لهم سوى الطعن في شرعية الانتخاب حتى ذهب بعضهم لإقامة دعوي قضائية لدى المحكمة الدستورية، وفي اعتقادي أن مثل هؤلاء يسبحون ضد تيار المصالحة الوطنية، ولا يردون أن يخرج الوطن من محنته، من خلال اختلاق الذرائع الواهية والمضللة للرأي العام.

·        المصيبة الكبرى في وجود نفر من الساسة من يعلنون أمام الملأ دعمهم للرئيس التوافقي والتصويت له في الانتخابات، وخلف الكواليس وبعيداً عن أنظار وسائل الإعلام، وفي أوساط الفئات التي يؤثرون فيها، ويسممون أفكارهم بل ويحرضونهم بعدم الذهاب للمراكز الانتخابية.

·        لقد قطع الاتفاق الموقع بين المؤتمر وحلفائه من جهة والمشترك وشركاؤه من جهة ثانية، الطريق أمام المزايدين، فتنسيقهم (المشترك) لحشد جماهيرهم للذهاب نحو مواقع الاقتراع تعد بادرة جدا رائعة، ويجب الإشادة بها لأنهما أولاً هم الموقعون على المبادرة، ونجاح الانتخابات هو نجاح لما وقعوا عليه في الرياض.

·        تبقى كلمات فخامة الأخ الرئيس علي عبد الله صالح وهو يحشد الجماهير لنائبه مؤثرة جدا، وتنم عن الإحساس الوطني الذي ينبغي علينا جميعاً التمتع به، فالرجل لم يحرص فقط على إيصالنا لتسليم السلطة بصورة سلمية وآمنة وعبر صناديق الاقتراع، بل يحرص كذلك على أن يقود حملة دعائية لنائبه، في مشهد نادر في الساحة العربية.

·        نثمن تصريحا فرقاء العمل السياسي بالأمس واتفاقهم اليوم على مصلحة الوطن عبر بوابة المرشح التوافقي، وعل جميع المواطنين أن يتمتعوا بنفس القدر من المسؤولية، وهم والله كذلك فلم يصبر احد كشعبنا اليمني، والذي تحمل ما لا يتحمله غيره.

·        سيثبت اليمنيون صبيحة الثلاثاء القادم أنهم مستعدون لإنجاح العرس الانتخابي، ليضربوا للعالم مثلاً جديداً في إصرارهم على التغيير السلمي، وكنت أتمنى أن اسمع من الذين أشبعونا كلمات الزحف نحو المرافق العامة والقصور الرئاسية أن نسمع منهم هذه المرة الزحف الايجابي نحو المراكز الانتخابية.

- صحيفة الجمهورية-

باحث دكتوراه بالجزائر 

 

Total time: 0.0509