ثورة عبر صناديق الاقتراع: شهدت المغرب ربيعاً عربي وثورة سياسية أتت ثمارها بانتخابات حرة ونزيهة فازت فيها أحزاب سياسية معارضة ، لتكون الدولة العربية .الوحيدة التي تنفس سياسيوها نسمات الربيع قبل أن تصل إلى شعبها .
وفي حوار قصير مع مسؤل شباب العدالة والتنمية "الكاتب الوطني للحزب الحاكم (العدالة والتنمية) في المغرب الأستاذ مصطفى بابا .
نسلط فيه الضوء على التغير السياسي في المغرب وأصدى الثورات العربية التي ساهمة في صنع التغيير السلمي للسلطة عبر صناديق الاقتراع ، ونضرت حزب العدالة والتنمية لما تشهده اليمن من ثورة شعبية ونجاحات سياسية تتوج أصداها يوم غداً بانتخابات رئاسية ورسالة شباب العدالة والتنمية لشباب الثورة اليمنية .
حاوره عبر الإنترنت / معاذ راجح
في بداية الحوار عرفنا بنفسك أستاذ مصطفى؟
مصطفى بابا من مواليد 1971 بمدينة القنيطرة تبعد عن العاصمة الرباط ب 40 كلم إطار سابق بشركة لتوزيع الكهرباء ، حاليا مستشار في ديوان وزير التجهيز والنقل متزوج و أب لطفلين.
رئيس سابق لجمعية الحوار للتربية والثقافة ولجمعية النهضة للتربية والثقافة حاليا كاتب وطني لشبيبة العدالة والتنمية (رئيس شباب العدالة والتنمية) وعضو الهيئة الوطنية للشباب و الديمقراطية ،وهي هيئة تضم في عضويتها كل التنظيمات الشبابية الحزبية المغربية وعضو في مجموعة من الجمعيات والهيئات والمنظمات.
ما موقعك في حزب العدالة والتنمية المغربي ؟؟
حاليا الكاتب الوطني لشبيبة العدالة والتنمية وهو التنظيم الشبابي التابع للحزب وعضو المجلس الوطني للحزب وهو برلمان الحزب.
تجاوب الملك مع هذا الحراك بشكل إيجابي
في ظل الربيع العربي ، كيف كان تأثيره على المغرب ؟ ونتائج الانتخابات التشريعية التي فاز فيها حزبكم ؟
المغرب يعرف بعض الاستثناء رغم أنه يعيش نفس الظروف الاجتماعية و الاقتصادية حيث أن النقاش السياسي و الحقوقي انطلق منذ 1999 مع تولي الملك محمد السادس الحكم والذي توج بإحداث هيئة الإنصاف و المصالحة وبالإفراج عن مجموعة من المعتقلين السياسيين بل وجبر ضررهم مما اعتبر محاكمة للمرحلة السابقة وتم إعداد مجموعة من التقارير حول الوضع الحقوقي والسياسي والاجتماعي كتقرير الخمسينية الذي رصد اختلالات 50 سنة من حكم الملك الحسن الثاني ووضع تصورا للمرحلة المقبلة وتقرير آخر عبارة عن توصيات هيئة الإنصاف و المصالحة التي اعتبرت خارطة طريق للعمل السياسي و الحقوقي في المستقبل
كما عرفت هذه المرحلة انفراج في عمل التيارات الإسلامية و اليسارية خصوصا في الحياة السياسية والفكرية و الحركية
مع أحداث 2003 الإرهابية بدأنا نسجل تراجعات على المستوى الحقوقي و السياسي وبدأت الاعتقالات التعسفية خارج إطار القانون وتم الضغط على الحركات الإسلامية بكافة توجهاتها مع إغلاق مجموعة من المقرات ودور القرآن و اعتقال مجموعة من القيادات الإسلامية و إغلاق بعض الأحزاب السياسية وهيمنة أحزاب جديدة ولدت من رحم النظام لمواجهة التيار السياسي الإسلامي بطرق غير ديمقراطية مما اعتبر عودة قوية لمنهج التحكم و الضبط و الاستبداد
ومع حلول الربيع العربي ومع الانتصارات التي حققتها الثورتين التونسية و المصرية أعيد النقاش لكن بقوة أكبر و بشحنة أكبر وبسقف للمطالب أكبر فخرج الشباب في مسيرات عبر حركة 20 فبراير في مجموع تراب المملكة يطالبون بإسقاط الفساد و الاستبداد بعد ذلك ب 19 يوم تجاوب الملك محمد السادس مع هذا الحراك بشكل إيجابي فاجأ مجموعة من الفاعلين السياسيين و الحقوقيين و أثر على مستقبل هذا الحراك ليفتح النقاش حول دستور المملكة الجديد و صلاحيات الملك و صلاحيات الحكومة و ربط المسؤولية بالمحاسبة و فصل السلطات واستقلال القضاء و تأسيس الأحزاب و الجمعيات وموقع المرأة و الشباب في صناعة القرار وحقوق الإنسان وحمايتها والانتخابات و اختيار رئيس الحكومة ودور البرلمان توج كل ذلك بدستور جديد وانتخابات جديدة وطبعاً بحكومة جديدة يقودها حزب العدالة والتنمية .
كيف تنظرون للثورات العربية وما موقفكم في حزب العدالة والتنمية منها؟
لا يمكننا في حزب العدالة والتنمية إلا أن ندعم هذه الثورات العربية أولا لأنها ثورات للشعوب ثانيا هي ثورات ضد الاستبداد و الظلم و القمع ودفاعا عن الحرية و الكرامة ونرى أن هذه الثورات انطلاقة لعهد جديد بالعالم العربي سينقلنا إذا أحسنا استثمار المرحلة بكل ما توفره من إمكانات وما تتيحه من شروط إلى مصاف الدول الديمقراطية و المتقدمة .
ثورة فاجأت العالم
كيف تنظرون لما يحدث في اليمن ؟ بمعنى هل ترون ما يحدث في اليمن أزمة سياسية ؟أو ثورة شعبية؟
ما حدث في اليمن ثورة شعبية راقية فاجأت العالم و قدم خلالها الشعب اليمني صورة حضارية فريدة لشعب يتشبث بحقه في التغيير و في محاربة الفساد والاستبداد ويبدع وسائل سلمية من أجل تحقيق حريته بروح ونفس نضالي عال .
هل لديكم اتصالات قائمة مع مسئولين أو تنظيمات حزبية يمنية ؟
للأسف التباعد بين البلدين و الحصار الذي كان مفروضا على التنظيمات الإسلامية لم يسمحا بحدوث تواصل قوي بيننا و بين تنظيمات حزبية يمنية أتمنى مع حلول الربيع العربي أن نتدارك ذلك مع الإشارة إلى أنه كانت هناك اتصالات مع بعض القيادات السياسية خصوصا في مؤتمر الأحزاب العربية والمؤتمر القومي الإسلامي .
ساهمة أحزاب المعارضة في تجنيب اليمن ضريبة التغيير العالية
من خلال متابعتكم لمجريات الأحداث ومواقف الأحزاب السياسية وبالذات المعارضة ؟
كيف تقيمون أدائها ؟ وهل كان وجود الأحزاب إيجابي في الثورة؟
ثورة اليمن كما تونس ومصر وليبيا وسوريا وغيرها من الدول العربية هي ثورات للشعوب التي انتزعت المبادرة و أثبتت أنها قادرة على قلب المعادلة و إعادة صياغة التاريخ و قد ظهر أن موقع الأحزاب في هذه الثورات كان محدوداً مع بعض الاستثناءات كما هو في اليمن التي كان لأحزاب المعارضة دور معتبر في تأطير المحتجين و في المفاوضات مما ساهم في تجنيب البلد أداء ضريبة غالية لتحقيق التغيير المنشود واليوم سيكون أمام هذه الأحزاب مسؤولية تاريخية ودور محوري لبناء يمن ديمقراطي متقدم ونام .
الانتخابات الرئاسية محطة استثنائية تقطع مع عهد وتبدأ آخر
الانتخابات الرئاسية المقبلة . برأيكم تحل مشاكل اليمن أو مشاكل السياسيين؟
الشعب اليمني اليوم قرر أن يقطع مع عهد الاستبداد و الفساد وأي انتخابات لا تحقق آماله ولا تستجيب لطموحاته و لا تحمل آلامه لن يتجاوب معها، وعلى السياسيين أن يحملوا مشاكل اليمن و اليمنيين في الانتخابات وبعدها و أن تكون الانتخابات الرئاسية محطة استثنائية تقطع مع عهد وتبدأ آخر يكون انطلاقة لتحقيق الحرية والكرامة و العدالة و التنمية للشعب اليمني .
يوجد خلاف بشأن الانتخابات حيث تدعوا بعض الأطراف لمقاطعتها ؟ ويعتبرها البعض واجب ويدعوا للمشاركة فيها ؟ وكثير من الشباب حائرون . ما النصيحة التي توجهها لشباب اليمن ؟
طبعا هذا شأن داخلي لليمنيين لا يمكن لأي أحد خارج الشعب اليمني أن يكون طرفا فيه ، إلا أنني أتمنى أن تتوفر الشروط التي تجعل المشاركة في الانتخابات فعلا واجبا وطنيا
ثورة ستبقى راسخة في ذهن الأمة العربية
رسالة أخيرة للرئيس اليمني الجديد ؟وحكومة الوفاق الوطني ؟
اليمن دولة عظيمة تستحق موقعا رائداً ليس فقط في العالم العربي بل على المستوى الدولي و تستحق أيضا رئيسا عظيما يقدر هذا الشعب وتاريخ هذا البلد وحضارته و يتجاوب مع طموحات الشباب اليمني ليمن أفضل و أجمل و تستحق حكومة مواطنة تتستحضر مصلحة الوطن و الشعب وتجعلهما فوق كل اعتبار .
كلمة أخيرة أستاذ ؟
هنيئا للشعب اليمني على الملحمة السلمية التاريخية التي قادها باقتدار وصنع بها ثورة ستبقى راسخة في ذهن الأمة العربية و مسجلة في تاريخ البشرية و أدعو الله سبحانه وتعالى أن يحفظ اليمن و شعبها و أن يرزقه الأمن و الاستقرار و التقدم والازدهار .