أعلنت اللجنة التحضيرية لمجلس الحكماء في اليمن والتي تضم نخبة من الأكاديميين والمثقفين والمشائخ ورجال الأعمال عن تأييدها الكامل والمطلق للانتخابات الرئاسية المبكرة، التي ستجرى يوم غد الثلاثاء الموافق 21 فبراير 2012م، كما أكدت على دعمها ومساندتها لترشيح عبدربه منصور هادي رئيساً للجمهورية اليمنية، تعزيزا لما وصفته باختيار طريق الأمن والسلام لتحقيق كامل الأهداف التي يتطلع إليها رجال اليمن وشبابه وشيوخه ونسائه، في المشاركة الواعية في الحياة السياسية والعامة، بعيداً عن منطق الاستئثار والإقصاء، والإلغاء أو التخوين والتكفير، وبما يضمن تحقيق المصالحة الوطنية، وحل مشاكله المختلفة بروح التفاهم والحوار، وفي مقدمة ذلك القضية الجنوبية، ومشكلة صعدة، في إطار ثوابت الحفاظ على الثوابت الوطنية.
كما أكد البيان الصادر عن الاجتماع الموسع للجنة التحضيرية لمجلس الحكماء والذي عقد صباح اليوم الاثنين الموافق20 فبراير 2012م، وناقش المستجدات في الساحة الوطنية، (السياسية والاجتماعية والاقتصادية)على أهمية تضافر جهود كل أبناء الشعب اليمني بقواه السياسية والإجتماعية والثقافية المختلفة، ومنظمات المجتمع المدني، من أجل السير في الطريق الصحيح والآمن، نحو التغيير السلمي، وإنتصارا لإرادة الشعب في بناء دولة النظام والقانون، الدولة المدنية الحديثة، التي خرج اليمنيون من أجلها، وقدموا تضحياتهم الجسيمة، في ساحات التغيير والحرية، ومختلف مواقع النضال والتضحية.
وفي ذات السياق دعا مجلس الحكماء أبناء الشعب اليمني بكل مكوناته السياسية والثقافية، والشبابية والإجتماعية، الى التفاعل الإيجابي والجاد مع الانتخابات، وممارسة حقهم الديمقراطي المعبر عن ضميرهم الوطني، بعيداً عن ممارسة العنف أو التحريض عليه، وفي إطار مفهوم القبول بالرأي والرأي الآخر، حتى يتمكن اليمنيون جميعاً من التعامل مع مختلف القضايا الوطنية في إطار الحوار الذي يقوم على التسامح والمودة.
كما شدد البيان على إن المصلحة الوطنية العليا للبلاد، ومصلحة قوى المجتمع وفئاته، والتنظيمات والأحزاب السياسية، لا تكمن في الإنغلاق وإثارة الفتن والصراعات، وإنما، هي تكمن في إنفتاح الجميع على الجميع، ونبذ الخلافات وتجاوز جراحات ومآسي وكوارث الماضي، وهو ما يدعونا الى التأكيد على أن الوطن هو الأقوى، وهو الجدير بالانحياز اليه بعيداً عن المناكفات والمشاحنات الحزبية الضيقة، ولعل الحكمة اليمانية قد فرضت نفسها، من خلال الخطوات التنفيذية، التي تشهدها المبادرة الخليجية على الواقع العملي.
كما عبر البيان الصادر عن مجلس الحكماء على أن أبناء الوطن، وأبناء قواته المسلحة، و شباب اليمن وشاباته قوة التغيير الفاعله، ومستقبله المتطور والآمن، مؤكدا على دورهم ودور المرأه الكبير، ليس فقط في إنجاح الإنتخابات الرئاسية المبكرة، وإنما في المساهمة السلمية فيما يليها من غايات وأهداف عامة، وفي التنمية الشاملة، ووضع لبنات دولة النظام والقانون، ومشروع اليمن الحضاري، الذي سيسمح لليمن أن يصبح شريكاً فاعلاً مع المنظومة الإقليمية والدولية المعاصرة.
واختتم البيان بدعوة شركاء العملية السياسية الحالية، ممثلا في (المؤتمر الشعبي العام وحلفائه، والمشترك وشركائه)، الى المضي السلمي والسير الهادئ في طريق تنفيذ بنود المبادرة الخليجية، وآليتها المزمنة، بعيداً المشاحنات، والفعل ورد الفعل، لأن معاناة اليمن واليمنيين، قد بلغت حداً لا يجوز السكوت عليه، فقد فقدوا الأمن في حياتهم العامة والخاصة، وتضررت المصالح الإقتصادية والأوضاع المعيشية لكل أبناء اليمن-بحسب البيان – الذي خلص إلى أهمية أن يعمل شركاء السلطة، على الإنفتاح على الآخر، ومشاركة كل القوى السياسية الوطنية في الإنتقال بالبلاد الى بر الأمان، وتقديم المعالجات العاجلة لقضايا المواطن الأمنية والمعيشية، من خلال حكومة الوفاق الوطني، بإعتبارها المسئولة عن إستمرار الإختلالات التي يعاني منها المواطنون في مختلف محافظات الجمهورية.