اخبار الساعة
"كنا نحن أصحاب الكلمة، بعد ثلاث سنوات كانوا يرفضون مجرد إعطائنا ذخيرة، كنا نظن أنهم يقودون حربا وطنية وأظهر الله لنا اليقين أنهم معتدون على السلطة والشعب، والدين ويخدمون أجندة تدميرية ضد اليمن، وضد الجزيرة العربية، وضد الخليج العربي".
هكذا يصف ضابط من ضباط "حراس الجمهورية" أول مواجهة بينهم وبين مسلحي عبدالملك الحوثي في مفرق المخا.
وفقاً لشهادته - نقلها عنه "نيوزيمن" الإخباري - كان "اليوم الأول للمواجهة مشحونا بالحماس.. كل الأفراد يريدون المشاركة في النسق الأول، لكن القرار لم يعد لمشرف هنا أو هناك.. بل لقواعد التخطيط العسكري".
أعدت قيادة اللواء الأول حراس الجمهورية، خطتها جيدا، على مدى ثلاثة أشهر.
يحكي أحد أولئك الذين قدموا لمعسكرات صارت اسمها المقاومة الوطنية "من اللحظة الأولى التي تأكدت فيها نجاة العميد طارق، بقيت منتظرا رنة تلفوني، مستعدا لمواصلة جهادنا ضد العدوان الحوثي".
هو من الذين قاتلوا الحوثي في انتفاضة ديسمبر بصنعاء في "الثنية منزل الرئيس السابق علي عبدالله صالح، قال: "حين قاتلنا في صنعاء لم يكن معنا أي سند.. كان بجيبي ألف ريال ولم أرتب أي شيء لي ولا لأهلي، ولم أسأل عن النتيجة المتوقعة، فالشهادة في سبيل وطني كانت هي الواجب.. انتصرنا أو هزمنا".
يواصل بالقول: "ساعات فقط حين وصلني النداء، وكنت بعدها في طريقي إلى عدن، واليوم أنا هنا"، من الموقع الذي سيطر عليه وطرد منه الحوثة.
يقول: "رأيتهم بعيني يهربون.. استخدموا الكورنيت بطريقة جنونية، كانوا يقولون لنا إن الكورنيت شحيح، واليوم استخدموه كأنها طلقات رصاص، يدركون أننا سنكسر رقابهم، فقاتلوا برعب، وفروا في النهاية".
يضيف: "زرعوا كل شبر بالألغام.. تصرف انتحاري مجنون، حتى وإن عطل علينا آليتين، لكنه حفزنا لإدراك أي عدو نقاتل.. لا يهتم بشيء، يتصرف بانتحار ويحقد على كل شبر في هذه البلاد، لن يكون معه في هدفه لخدمة إيران وملالي مران، وندرك ذلك وسنقدم ما تستحقه معركة تطهير بلادنا من هكذا عدوان".
مهمة تحقيق الهدف الأول استغرق قرابة عشرين ساعة، بدأت مع تباشير ضوء الخميس 19 أبريل 2018.
ولم يأت فجر الجمعة إلا وقد تحققت نتيجة تصل لـ"70 في المائة"، وهي بالمقايس العسكري لأول اشتباك إنجاز كبير.
"سيطرنا على التباب التي استهدفناها.. وقلنا لهم إن رجال 2 ديسمبر هم اليوم هنا من جديد، رفقة إخوانهم من المقاومات الجنوبية والتهامية والجيش الوطني وكل أطراف القتال ضد الحوثي"، كما يقول ضابط يقف بجوار بندقيته في معسكره الذي كانه ملكه بعد انتهاء المعركة الأولى. عن الصور التي تنشر على أنها التقطت بتصوير حوثي يقول: "ما لقيوا فرصة يلتقطوا حتى أنفاسهم مش إلا صور، كل ما نشر من غيرنا ليس من معركتنا".
"لدينا شهيد و16 جريحا ولايزال من هدفنا موقعين"، تضيف مصادر المعركة لـ"نيوزيمن": "كان يوما حافلا جاءنا فيه الدعم المعنوي من ملايين اليمنيين تحت سيطرة الحوثي وأعوانه، فدفعونا للبدء مباشرة في الإعداد للمهمة الثانية.
يضيف: "لم نهتم بالجدل السياسي.. فهذا نتركه للسياسيين.. نحن همنا دعم إخواننا في الجنوب وفي تهامة، وتستحثنا دعوات أهلنا تحت نير احتلال عملاء إيران الذين يسعون لتحويل صنعاء عاصمة للفوضى خدمة لإيران وأطماعها ومعاركها".
يذكر: "وتحت قيادة التحالف العربي، فإن الأشقاء في الإمارات العربية المتحدة أثبتوا لنا أنهم يدعمون اليمني لينتصر لأرضه وشعبه، دون شرط أو قيد، سوى احترام الشراكات الوطنية والإقليمية وخدمة الأهداف المشتركة لدولنا وشعوبنا العربية".